سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
February 23, 2025 at 02:40 AM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *أهم أسباب الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما*: كانت هناك عوامل وأسباب متعددة ساهمت في دفع أمير المؤمنين الحسن للصلح مع معاوية رضي الله عنه منها: أولاً: *الرغبة فيما عند الله وإرادة صلاح هذه الأمة*: قال الحسن بن على رضى الله عنهما ردًا على نفير الحضرمي عندما قال له: إن الناس يزعمون أنك تريد الخلافة. فقال: كانت جماجم العرب بيدي، يسالمون من سالمت، ويحاربون من حاربت، فتركتها ابتغاء وجه الله. وقال في خطبته التى تنازل فيها لمعاوية: .. إما كان حقًا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة . إن استحضار الحسن رضي الله عنه وإرادة وجه الله وتقديم ذلك، والحرص على إصلاح ذات البين لهو من أسباب الصلح ودوافعه عند الحسن بن علي رضي الله عنه، فمكانة الصلح في الإسلام عظيمة، وهو من أجل الأخلاق الاجتماعية، إذ به يرفع الخلاف وينهي المنازعة التي تنشأ بين المتعاملين ماديًا أو اجتماعيًا، ويعود بسببه الود والإخاء بين المتنازعين لكونه يرضي طرفي النزاع ويقطع دابر الخصام، ولذلك كان الصلح من أسمى المطالب الشرعية لتتحقق به الأخوة التي ينشدها لهم ويصفهم بها، كما في قوله تعالى: { *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ* } [الحجرات: 10] وهي الأخوة التي يذهبها الخلاف والتنازع فيما بينهم ولذلك اعتنى القرآن الكريم بالصلح كثيرًا، أمرًا به، وترغيبًا فيه، وتنويهًا به وبأهله، وإليك البيان: 1- *الأمر بالإصلاح*: ففي مثل قوله سبحانه وتعالى: { *يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ* } [الأنفال: 1]. وقوله سبحانه وتعالى: { *وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* } [الحجرات: 9، 10] فترى أن الله تعالى أمر عباده بأن يصلحوا ذات بينهم لما بينهم من الإخاء كما صرح به في آية الحجرات حيث قال: { *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ* } [الحجرات: 10] إذ بينت هذه الآية علّيَّة الأمر بالإصلاح بين المؤمنين بصيغة القصرَ، المفيدة لحصر حالهم في حال الأخوة، مبالغة في تقرير هذا الحكم بين المسلمين، لما بينهم من انتساب إلى أصل واحد وهو الإيمان الذي هو منشأه البقاء الأبدى في الجنات، فأشارت جملة: { *إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ* } إلى وجوب الإصلاح بين المؤمنين ومن هذه الأوامر القرآنية يُعلم أن الإصلاح بين الناس ليس من نافلة القول، بل هو تكليف إلهي للقادرين عليه، حتى لا تفسد أواصر الأخوة الإيمانية بين المؤمنين، وهو مع ذلك من التعاون على البر والتقوى، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين أمر الله تعالى بهما في غير آية، ومعلوم أن هذا من الواجبات الشرعية التكليفية على المؤمنين في علاقتهم الاجتماعية، فكل هذه الأمور تحتم على المسلم القيام بالإصلاح بين المسلمين بل وبين الناس عامة، ولتستقر الحياة الاجتماعية عامرة بالود والإخاء ، وكانت هذه الأوامر دافعة للحسن بن علي رضي الله عنه للسعي في الإصلاح. 2- *الترغيب في القيام بالإصلاح*: ولقد رتب الله تعالى على القيام به فضلاً كبيرًا وأجرًا عظيمًا، يناله القائم بذلك ابتغاء مرضاة الله تعالى كما قال الله جل شأنه: { *لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا* } [النساء: 114]. ووعد القائمين به مغفرة ورحمة، كما يفيده قول الله جل ذكره: { *وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا* } [النساء: 129] فإن في هذه الآية إشارة إلى مغفرة الله ورحمته للمصلحين، كَما أذن به ختم الآية بصفتي المغفرة والرحمة لله سبحانه وتعالى، ومثل هذه الآية قوله تعالى: { *فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* } [البقرة: 182]، فإن فيها من الإشارة إلى مغفرته ورحمته سبحانه للمصلح ما في سابقتها، بدلالة نفي الإثم، وتذييلها بصفتي المغفرة والرحمة، وهي إشارة جلية وقد وصف سبحانه نفسه بقوله: { *إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ* } [الأعراف: 170]. 3- *التنويه بالصلح والقائمين عليه*: وتكرار هذا الوعد يدل على علو شأن الإصلاح بين الناس عند الله تعالى، ولذلك أجزل للقائم به تلك المثوبة الكريمة والأجر العظيم، وقد دل على ذلك أيضاً تنويه الله تعالى به بمثل قوله سبحانه: { *وَالصُّلْحُ خَيْرٌ* } [النساء: 128] فإن وصفه بالخيرية دليل على علو منزلته عند الله تعالى، وذلك لما له من عظيم الأثر في إصلاح ذات البين بين الناس، الذي طالما تشوف الشارع الحكيم إليه في المجتمعات الإنسانية، ولما له من دلالة على كريم أخلاق القائم به أو الراضي عنه، ولهذا كان من أبرز أخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام كما قال الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام: { *إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ* } [هود: 88]، كما قال على لسان موسى وهو يخاطب أخاه هارون رضي الله عنه: { *وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ* } [الأعراف: 142] إلى غير ذلك من الآيات، والإصلاح في مثل هاتين الآيتين عام فيشمل الإصلاح في الدين والدنيا، ومنه الإصلاح بين الناس عند حدوث المقتضى لذلك من نزاع ونحوه لا يخلو منه مجتمع من المجتمعات البشرية. فهذا المقصد القرآنى الكريم، كان دافعًا للحسن بن على في الصلح، وقد تتبع خطوات جده صلى الله عليه وسلم في الحرص على الصلح، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم يجهد نفسه في الإصلاح ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، فقد حدث ذات يوم أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة، فأُخبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقال: *اذهبوا بنا نصلح بينهم*. فانظر كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتوان عن الذهاب للإصلاح بين المسلمين حينما بدر الشقاق بينهم ليحسم الخلاف، ويعيد الوئام قبل أن يستفحل الأمر ويتسع الخرق على الراقع . ولأهمية الصلح بين الناس وفضله أجاز الإسلام الكذب فيه إذا كان القصد من ذلك الإصلاح بين المتخاصمين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: *ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرًا أو يقول خيرًا*. (صحيح) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * لاَ يحلُّ الْكذبُ إلاَّ في ثلاثٍ يحدِّثُ الرَّجلُ امرأتَهُ ليرضيَها والْكذبُ في الحربِ والْكذبُ ليصلحَ بينَ النَّاسِ*. (صحيح، دون قوله ليرضيها، وحسن مع قوله ليرضيها) وما ذلك إلا لعظم خطر الخلاف بين المسلمين وفساد ذات بينهم كما بينه صلى الله عليه وسلم: *إياكم وسوء ذات البين فإنها الحالقة* أي: الخصلة التى من شأنها أن تحلق، أراد أنها خصلة سوء تذهب الدين كما تذهب الموسى الشعر، ولقد بين عليه الصلاة والسلام ما للصلح من أجر عظيم بقوله: *ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة*؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: *إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة* . (صحيح) ولذلك كان من أمله الكبير ورجائه العظيم في نسله المبارك الحسن السبط رضي الله عنه أن يصلح الله به فساد ذات البين الذي أعلمه الله بحدوثه في أمته بعد وفاته، فمن حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: *إن بنى هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين*. (صحيح) فرغبة الحسن بن علي رضي الله عنه في الأجر والمثوبة وإرادته للإصلاح دفعته لهذا الصلح المبارك. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [89]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments