سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
February 23, 2025 at 06:13 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: نتابع مع *أهم أسباب الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما*: ثانيًا: حديث *إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين*: إن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين دفعت الحسن إلى التخطيط والاستعداد النفسي للصلح والتغلب على العوائق التي في الطريق، فقد كان هذا الحديث الكلمة الموجهة الرائدة للحسن في اتجاهاته وتصرفاته ومنهج حياته، فقد حلت في قرارة نفسه واستولت على مشاعره وأحاسيسه واختلطت بلحمه ودمه، ومن خلال هذا التوجيه واستيعابه وفهمه له بنى مشروعه الإصلاحي، وقسم مراحله وكان متيقنًا من نتائجه، فالحديث النبوي كان دافعًا أساسيًا وسببًا مركزيًا في اندفاع الحسن للإصلاح. ثالثًا: *حقن دماء المسلمين*: قال الحسن رضي الله عنه: ... خشيت أن يجيء يوم القيامة سبعون ألفًا، أو أكثر أو أقل، كلهم تنضح أوداجهم دمًا، كلهم يستعدي الله فيما هُريق دمه؟ وقال رضي الله عنه: ألا إن أمر الله واقع إذ ليس له دافع وإن كره الناس، إني ما أحببت أن لي من أمة محمد مثقال حبة من خردل يهراق فيه محجمة من دم، قد علمت ما ينفعني مما يضرني، ألحقوا بطيتكم. وقال في خطبته التي تنازل فيها لمعاوية عن الخلافة وتسليمه الأمر إليه: ... إما كان حقًا لي تركته لمعاوية إرادة صلاح هذه الأمة وحقن دمائهم . وتلحظ من كلام سيدنا الحسن رضي الله عنه شدة خوفه من الله تعالى ذلك الخوف الذي دفعه إلى الصلح، وقد مدح الله أنبياءه عليهم السلام وأولياءه بمخافتهم الله تعالى: { *إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ* } [الأنبياء: 90] وقال سبحانه: { *وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ* } [الرعد: 21] فالخوف المحمود من الله يحث على العلم، ويكدر جميع الشهوات، ويزعج القلب عن الركون إلى الدنيا، ويدعوه إلى التجافي عن دار الغرور، دون الحديث النفسي الذي لا يؤثر في الكف عن المعاصي والحث على فعل الطاعات، ودون الوصول إلى اليأس الموجب للقنوط . فالحسن بن علي رضي الله عنه أراد أن يحقن دماء المسلمين قربة إلى الله عز وجل، وخشي على نفسه من حساب الله يوم القيامة في أمر الدماء، ولو أدى به الأمر إلى ترك الخلافة، فكان ذلك دافعًا له نحو الصلح، فالحسن بن على رضي الله عنه يعلم خطورة سفك الدماء بين المسلمين، لأن ذلك من أخطر الأمور التي تهز كيان البشرية، ولذلك ورد تحريمه والوعيد عليه، وتحديد عقوبته، في كثير من نصوص الكتاب والسنة. والقتل أول ما يقضى فيه بين الناس يوم القيامة مما يدل على عظم شأن قتل النفس والاعتداء على حرمة الإنسان، فقد روى البخاري عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: *أول ما يقضى بين الناس في الدماء*. فأمر الدماء عظيم يوم القيامة، والعمل على حفظها في الدنيا من مقاصد الشريعة، ولذلك حرص الحسن على الصلح حفظًا لدماء المسلمين. لقد عنيت الشريعة الإسلامية التي فهمها واستوعبها الحسن رضي الله عنه بالنفس عناية فائقة، فشرعت من الأحكام ما يجلب المصالح لها، ويدفع المفاسد عنها، وذلك مبالغة في حفظها وصيانتها، ودرء الاعتداء عليها لأنه بتعرض الأنفس للضياع والهلاك يُفقد المكلَّف الذي يتعبد الله سبحانه وتعالى وذلك بدوره يؤدى إلى ضياع الدين. *والمقصود من الأنفس التي عنيت الشريعة بحفظها هي الأنفس المعصومة بالإسلام الجزية أو الأمان*: ولهذا لما قيل للحسن من بعض المعترضين على الصلح: يا عار المؤمنين! قال: للعار خير من النار. وفى رواية ابن سعد: إني اخترت العار على النار. ونلحظ أن الحسن بن على كان يناقش أتباعه ويبين لهم دوافعه، ويرتقى بهم نحو قناعته، ولم يكن ممن تقوده الجماهير، وهمه ما يطلبه المستمعون والجمهور، وإنما شق طريقه وفق تصوراته وفهمه لحقائق الأمور، ونأى بنفسه أن يتأثر بضغط عوام الناس ما دامت الخطوات التي يسير بها فيها رضا الله، ومصلحة المسلمين، وهذا درس كبير لكثير من القيادات الإسلامية، في كون القائد هو الذي يقود عامة الناس ويرتقي بهم نحو أهدافهم، *وفي مثل ظروف الحسن عادة يكون الزعماء بين أمور*: أ- ما تطلبه الجماهير. ب- من لا يهتم ولا يرد على أحد. ج- عمل الصواب والحق والارتقاء بالجماهير. ونرى الحسن بن علي اختار الطريق الثالث وهو عمل الصواب والحق والارتقاء بالجماهير نحو الأهداف السامية التي رسمها، ولذلك قام بتقديم رؤية واضحة وخطوات تنفيذية عبر مراحل وتمهيدات ووضع شروط وتغلب على العوائق، واهتم بإقناع المخالفين لوجهة نظره، وهذا هو الصواب والله أعلم. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [90]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments