سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
February 24, 2025 at 07:47 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: نتابع مع *أهم أسباب الصلح بين الحسن ومعاوية رضي الله عنهما*: رابعًا: *حرصه على وحدة الأمة*: قام الحسن بن على خطيبًا رضي الله عنه في إحدى مراحل الصلح فقال: أيها الناس، إني قد أصبحت غير محتمل على مسلم ضغينة ، وإني ناظر لكم كنظري لنفسي، وأرى رأيًا فلا تردوا عليَّ رأيي، *إن الذي تكرهون من الجماعة: أفضل مما تحبون من الفرقة*. وقد تحقق بفضل الله ثم حرص الحسن على وحدة الأمة ذلك المقصد العظيم، فقد ارتأى رضي الله عنه أن يتنازل عن الخلافة حقنًا لدماء المسلمين، وتجنبًا للمفاسد العظيمة التي ستلحق الأمة كلها في المآل إذا بقى مصرًا على موقفه، من استمرار الفتنة، وسفك الدماء، وقطع الأرحام، واضطراب السبل، وتعطيل الثغور .. وغيرها، وقد تحققت -بحمد الله- وحدة الأمة بتنازله عن عَرَض زائل من أعراض الدنيا حتى سمى ذلك العام *عام الجماعة*. وهذا يدل على فقه الحسن في معرفته لاعتبار المآلات ومراعاته نتائج التصرفات، ولهذا الفقه مظاهره في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، =ومثال ذلك: 1- *النهي عن سب المشركين*: قال تعالى: { *وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ* } [الأنعام: 108]. رغم أن سب آلهة المشركين أمر جائز لما فيه من إهانة الباطل ونصرة الحق إلا أن الشارع الحكيم لم يقف نظره واعتباره عند هذه الغاية القريبة، بل نظر إلى نتيجة هذا العمل المشروع، وما سينجم عنه من آثار غير مشروعة، ثم قضى بعدم سب آلهة المشركين سدًا لذريعة سبهم لله تعالى انتقامًا لآلهتهم، وانتصارًا لباطلهم، إذ إن المصلحة التي ستحصل من إهانة آلهتهم أهون بكثير من مفسدة سبهم لرب العالمين، والمفسدة إذا أربت على المصلحة: *قُدِّم درءُ المفسدة على جلب المصلحة*. 2- *النهي عن الجهر والمخافتة في القراءة*: قال تعالى: { *وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* } [الإسراء: 110] حيث نهى المولى عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم عن الجهر بالقراءة في الصلاة؛ التفافاً إلى مآل ذلك إذا سمع المشركون قراءته، فيحملهم ذلك على سب الله تعالى وشتم دينه وكلامه.. يقول ابن عباس رضي الله عنهما في سبب نزول هذه الآية: إن الكفار -يعنى بمكة حين كان مختفيًا- كانوا إذا سمعوا القرآن سبوه ومن أنزله، ومن جاء به، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: { *وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ* } أى بقراءتك فيسمعِ المشركون فيسبوا القرآن، { *وَلَا تُخَافِتْ بِهَا* } عن أصحابك فلا يسمعون، { *وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* {. 3- *خرق الخضر للسفينة*: قال تعالى: { *أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا* } [الكهف: 79]. فالاعتداء على ملك الغير بغير حق من الأمور المحظورة على وجه القطع في الشرع، لكننا رأينا الخضر عليه السلام يهوي على السفينة بالخرق الذي هو في ظاهر الحال تعييب، وإلحاق الخسارة بأهلها، ولما أنكر عليه موسى عليه السلامِ فعله، وقرره بالجميل الذي أسداه إليهما أهل السفينة حين أركبوهما بغير أجرة؛ بيَّن له أن المفسدة لم ترتكب إلا لما فيها من دفع مفسدة أعظم وهي غصب السفينة وذهابها جملة؛ حيث إن وراءهم ملكًا يأخذ كل سفينة سالمة من العيوب غصبًا. ولا شك أن ارتكاب ضرر يسير في الحال إذا كان فيه دفع لمفسدة أعظم في المآل، يعتبر أمرًا محمودًا، والشريعة جارية على ملاحظة النتائج ودفع المفاسد العظيمة المتوقعة في الآجل، حتى وإن كان ذلك بارتكاب مفاسد أقل منها في الحال، ثم إن مفسدة خرق السفينة وتعييبها يمكن تداركها بالإصلاح، بينما ذهاب ذات السفينة إذا تحقق؛ لم يتعلق بعودتها أمل . 4- *امتناع النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل المنافقين*، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين؛ فسمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: *ما هذا*؟ فقالوا: كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار؛ وقال المهاجري: يا للمهاجرين؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: *دعوها فإنها منتنة*. قال جابر: وكانت الأنصار حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر، ثم كثر المهاجرون بعد؛ فقال عبد الله بن أبي: أو قد فعلوا؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعزُّ منها الأذل، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: *دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه*. إن قتل المنافقين واستئصالهم فيه مصلحة ظاهرة للمسلمين، وتطهير لصفهم من أن تندس إليه عناصر التخذيل والإفساد؛ لكن لما كان في ذلك هز الثقة بالمسلمين وزرع لقالة السوء عنهم بحيث ينتشر في الناس أن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل الذين يعتنقون دينه بالقتل والتصفية الجسدية، فإن الأمر يتغير، وأصبح التغاضي عن قتلهم مصلحة أعلى وأولى من المصالح الأخرى التي تتأتى من استئصالهم، ورغم أن بقاء المنافقين فيه من المفاسد المحققة ما لا ينكره عاقل، إلا أن في القضاء عليهم مفسدة تفوق مفسدة بقائهم؛ لذا اقتضت حكمة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن تدفع المفسدة العظمى بالمفسدة الصغرى . 5- *ترك النبي صلى الله عليه وسلم تجديد الكعبة على قواعد إبراهيم*: وهو ما ثبت من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * لَوْلا حَداثَةُ عَهْدِ قَوْمِكِ بالكُفْرِ لَنَقَضْتُ الكَعْبَةَ، ولَجَعَلْتُها علَى أساسِ إبْراهِيمَ، فإنَّ قُرَيْشًا حِينَ بَنَتِ البَيْتَ اسْتَقْصَرَتْ، ولَجَعَلْتُ لها خَلْفًا*. ولما كانت الكعبة المشرفة تمثل مهوى أفئدة المؤمنين، ومجلى تاريخ النبوة الأولى، كان الأصل أن تبقى على ما تركها عليه الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، لكن قريشًا حين أرادت تجديد بنائها في الجاهلية، لم يكن معها من المال الحلال ما يكفى لإعادة البناء إلى ما كان عليه، فانتهت لها الاستطاعة إلى تشييدها على النحو الذي كانت عليه في عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وقد كانت نفس النبي صلى الله عليه وسلم تستشرف إلى تدارك ما قصرت عنه نفقة قريش، غير أنه ترك المصلحة المحققة في إعادة بناء البيت على قواعده الأصلية التي أسسها إبراهيم عليه السلام، خشية اهتزاز حرمة البيت من النفوس، وخوف نفور الناس من الإسلام لاعتقادهم أن ذلك جرأة على الكعبة واعتداء على حرمتها. إن الحسن بن على رضى الله عنه في فهمه العميق لفقه اعتبار المآلات ومراعاة التصرفات، كان نتيجة طبيعة لتربيته على القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين، فقد كان مستوعبًا لمقاصد الشريعة قادرًا على التطبيق بين هدى الشريعة والواقع الفعلي الذى عاشه، فكانت اجتهاداته فريدة في مجال السياسة الشرعية، فتحت للمسلمين آفاق رحبة في تحقيق وحدة الأمة وتلاحم صفها، وقوة شوكتها، وإعادة دورها الحضاري، وهذا الفقه الدقيق والفهم العميق نحن في أشد الحاجة لفهمه والعمل به في حياتنا المعاصرة. فالحسن بن علي يعلمنا أصلاً عظيمًا من أعظم أصول الإسلام؛ *المحافظة على الجماعة*؛ وهو الاعتصام بحبل الله جميعًا وأن لا يتفرقوا، وهو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة وخاصة. فقد قام الحسن بن على بمحاربة التفرق والاختلاف، وعملٍ بالتوجيهات القرآنية الهادفة لتوحيد الأمة، قال تعالى: { *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ، وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ* } [آل عمران: 102 – 106]. خامسًا: *مقتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه*: ومن الأسباب التى دعت أمير المؤمنين الحسن بن علي إلى الصلح ما رُوِّع به من مقتل أبيه، فقد ترك ذلك فراغًا كبيرًا في جبهة العراق وأثر اغتياله على نفسية الحسن رضي الله عنه فترك فيها حزنًا وأسى شديدًا، فقد قتل هذا الإمام العظيم بدون وجه حق، ولم يرع الخوارج سابقته في الإسلام، ولا فضائله العظيمة، ولا خدماته الجليلة التي قدمها للإسلام، فقد كانت حياته حافلة بالقيم والمثل والعمل على تكريس أحكام الشريعة على مستوى الدولة والرعية.. لقد كان عليّ رضى الله عنه مَعْلمًا من معالم الهدى وفارقًا بين الحق والباطل، فكان من الطبيعي أن يتأثر المسلمون لفقده ويشعروا بالفراغ الكبير الذى تركه، فقد كان وقع مصيبة مقتله على المسلمين عظيمًا، فجللهم الحزن، وفاضت مآقيهم بالدموع، ولهجت ألسنتهم بالثناء والترحم عليه رضي الله عليه، وكان مقتله سببًا في تزهيد الحسن في أهل العراق أولئك الذين غمرتهم مكارم أخلاق أمير المؤمنين، وشرف صحبته، فأضلتهم الفتن والأطماع، وانحرفوا عن الصراط المستقيم، ونستثني من ذلك أولئك الصادقين المخلصين لدينهم وخليفتهم الراحل رضي الله عنه وأرضاه، فقد كان مقتله ضربة قوية وجهت لعهد الخلافة الراشدة وكانت من أسباب زوالها فيما بعد. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [91]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments