سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
February 25, 2025 at 08:02 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *ملامح من سيرة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه*: إن تسليم الحسن بن علي الخلافة إلى معاوية مع أن معه أكثر من أربعين ألفًا بايعوه على الموت، فلو لم يكن أهلاً لها لما سلمها السبط الطيب إليه، ولحاربه، فمعاوية رضى الله عنه لم يتزعم أهل الشام من فراغ، فقد ذكر المترجمون لهذا الصحابي الكريم فضائل جمة، وإليك شيئًا منها: 1- *من القرآن الكريم*: - اشترك معاوية رضى الله عنه في غزِوة حنين، قال تعالى: { *ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ* } [التوبة: 26]. ومعاوية رضى الله عنه من الذين شهدوا غزوة حنين، وكان من المؤمنين الذين أنزل الله سكينته عليهم مع النبي صلى الله عليه وسلم. 2- *من السنة*: دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاوية رضي الله عنه، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: *اللهم اجعله هاديًا مهديًا، واهد به*. وقوله صلى الله عليه وسلم: *اللهم علِّم معاوية الكتاب، والحساب، وقهِ العذاب*. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: *أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا* قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: *أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم*. فقلت -أي أم حرام-: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: *لا*. قال المهلب : فى هذا الحديث منقبه لمعاوية؛ لأنه *أول من غزا البحر*. 3- *نظرات أهل العلم على معاوية رضي الله عنه*: أ- ثناء عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: قيل لابن عباس رضى الله عنهما: هل لك في أمير المؤمنين معاوية، فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه . ب- ثناء عبد الله بن المبارك على معاوية رضي الله عنه: قال عبد الله بن المبارك: معاوية عندنا مِحنة، فمن رأيناه ينظر إليه شزرًا اتهمناه على القوم، يعني: الصحابة . ج- ثناء أحمد بن حنبل: سئل الإمام أحمد: ما تقول رحمك الله فيمن قال: لا أقول إن معاوية كاتب الوحي، ولا أقول: إنه خال المؤمنين، فإنه أخذها بالسيف غصبًا؟ قال أبو عبد الله: هذا قول سوء رديء، تجانبون هؤلاء القوم، ولا يجالسون، ونبين أمرهم للناس . د- ثناء القاضي ابن العربي على معاوية رضي الله عنه: تحدث ابن العربي عن الخصال التي اجتمعت في معاوية رضي الله عنه، فذكر منها: قيامه بحماية البيضة، وسد الثغور، وإصلاح الجند، والظهور على العدو، وسياسة الخلق.. وقد علق محب الدين الخطيب على هذا النص بقوله: وقد بلغ من همته -يعنى معاوية- وعظيم عنايته بذلك أن أرسل يهدد ملك الروم وهو في معمعة القتال مع علي في صفين، وقد بلغه: أن ملك الروم اقترب من الحدود في جنود عظيمة، وفى ذلك يقول ابن كثير: وطمع في معاوية ملك الروم بعد أن كان قد أخشاه، وأذله، وقهر جنده، ودحاهم، فلما رأى ملك الروم اشتغال معاوية بحرب عليّ تدانى إلى بعض البلاد في جنود عظيمة، وطمع فيه، فكتب معاوية إليه: والله لئن لم تنته وترجع إلى بلادك يا لعين، لأصطلحن أنا وابن عمي عليك، ولأخرجنك من جميع بلادك، ولأضيقن عليك الأرض بما رحبت؛ فعند ذلك خاف ملك الروم، وبعث يطلب الهدنة . هـ- ثناء ابن تيمية على معاوية رضي الله عنه: قال عنه ابن تيمية: "فإن معاوية ثبت بالتواتر: أنه أمَّره النبي صلى الله عليه وسلم، كما أمَّر غيره، وجاهد معه، وكان أمينًا له بالوحي، وما اتهمه النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الوحي، وولاه عمر بن الخطاب الذى كان من أخبر الناس بالرجال، وقد ضرب الله الحق على لسانه وقلبه، ولم يتهمه في ولايته. و- ثناء ابن كثير عليه: قال عنه ابن كثير: وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين ... فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرضي، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح، وعفو. وقال أيضًا: كان حليمًا ، وقورًا، رئيسًا، سيدًا في الناس، كريمًا، عادلاً، شهمًا. وقال عنه أيضًا: كان جيد السيرة، حسن التجاوز، جميل العفو، كثير الستر. رحمه الله تعالى . 4- *روايته للحديث*: يعد معاوية رضي الله عنه من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومرد ذلك إلى ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة، لكونه صهره، وكاتبه، هذا وقد روى معاوية رضي الله عنه مئة وثلاثة وستون حديثًا عن رسول الله، اتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة، ومسلم بخمسة. وكانت سيرة معاوية رضي الله عنه مع الرعية في ولايته من خير سير الولاة مما جعل الناس يحبونه، وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: *خِيارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ ويُحِبُّونَكُمْ، ويُصَلُّونَ علَيْكُم وتُصَلُّونَ عليهم، وشِرارُ أئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ ويُبْغِضُونَكُمْ، وتَلْعَنُونَهُمْ ويَلْعَنُونَكُمْ*. 5- *قول أمير المؤمنين علي بن أبى طالب على إمارته*: عن سفيان بن الليل قال: قلت للحسن بن علي لما قدم الكوفة إلى المدينة: يا مذل المؤمنين، قال: لا تقل ذلك، فإني سمعت أبى يقول: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك معاوية، فعلمت أن أمر الله واقع، فكرهت أن تراق بيني وبينه دماء المسلمين. وفى رواية، عن علي رضى الله عنه، قال: لا تكرهوا إمارة معاوية، فوالله لئن فقدتموه لترون رؤوسًا تندر عن كواهلها كأنها الحنظل . فهذه آثار تشير إلى قدرة معاوية على الإمارة، كما أن أسلوب معاوية في التفاوض والتعامل مع الحسن أوجد قواسم مشتركة للوصول إلى الإصلاح، وإن كان المهندس الفعلي لمشروع الإصلاح هو الحسن بن علي، إلا أن شخصية معاوية، وسعة أفقه، ورحابة صدره، وما أبداه من المرونة ساعد على نجاح الصلح، وقد كان رضى الله عنه يتأدب إلى الحسن ويكرمه ويروي فضائل أهل البيت، فهذا يدل على إيثاره الحق مع المنازعة والمخاصمة التي سبقت بقدر الحق سبحانه، وقد أخرج أحمد في مسنده عن معاوية قال: كان رسول الله يمص لسان الحسن وشفتيه، وأنه لن يعذب الله لسانًا أو شفة مصها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان رضى الله عنه صريحًا مع نفسه معترفًا بذنوبه، طالبًا مغفرة ربه، وطامعًا في رحمته وحلمه، فعن ابن شهاب، عن عروة أن المسور، أخبره أنه قدم على معاوية، فقال: يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة؟ قال: دعنا من هذا، وأحسن فيما جئنا له. قال: لتكلمني بذات نفسك مما تعيب عليَّ؟ قال: فلم أترك شيئًا إلا بينته، فقال: لا أبرأ من الذنب، فهل تعد لنا مما نلي من الإصلاح في أمر العامة، أم تعد الذنوب، وتترك الإحسان؟ قلت: نعم. قال: فإنا نعترف لله بكل ذنب، فهل لك من ذنوب في خاصتك تخشاها؟ قال: نعم. فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق مني، فوالله ما آلي من الإصلاح أكثر مما تلي، ولا أُخيَّر بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على سواه، وإني لعلى دين يقبل فيه العمل، ويجزى فيه الحسنات، قال: فعرفت أنه قد خصمني، قال عروة: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلى عليه -أي دعا له-. وهذه القصة التى تبين خوف معاوية وخشيته من الله تعالى، فعندما كان يروى في مجلسه حديث أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أن أول من تسعر بهم النار يوم القيامة من أمة محمد: القارئ المرائي، والمنفق المرائي، والمجاهد المرائي، وبيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وقال لأبى هريرة: *يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة*، فكان معاوية يقول عندما يسمع الحديث: فقد فعل هؤلاء هذا فكيف بمن بقي من الناس؟ فقال الراوي: ثم بكى معاوية بكاء شديدًا، حتى ظننا أنه هالك، ثم أفاق ومسحِ عن وجهه، وقال: صدق الله، ورسوله: { *مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* } [هود: 15، 16]. إن شخصية معاوية رضى الله عنه وتاريخه في خدمة الإسلام كان عاملاً مهمًا في نجاح الصلح، ولا نزعم بأنه من طبقة الخلفاء الراشدين، المهديين، ولكنه من الملوك العادلين، كما أن سيرته غنية بالفقه السياسي والإداري والعسكري، والاقتصادي، والاجتماعي، وهذا يحتاج إلى دراسة متأنية لعصره، عند نشر كتاب *الدولة الأموية*. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [92]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB أو https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments