سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
سيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما
March 1, 2025 at 08:47 PM
https://whatsapp.com/channel/0029VaIpLCnKgsNoNYNX0445 قناتنا على تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA صفحتنا على فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ نتابع مع *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* نتابع مع *صلح الحسن بن علي مع معاوية بن أبي سفيان* رضي الله عنهما: *موقف معاوية بن أبي سفيان من قتلة الخليفة عثمان بن عفان بعد الصلح مع الحسن بن علي رضي الله عنهم*: وقد يسأل سائل عما فعل معاوية بقتلة عثمان بعد صيرورة الخلافة إليه؟ ويجيب ابن قتيبة في عيون الأخبار قائلاً: إن معاوية بن أبى سفيان لما قدم بعد عام الجماعة، دخل دار عثمان بن عفان، فصاحت عائشة بنت عفان بن عثمان وبكت ونادت أباها، فقال معاوية: يا ابنة أخي، إن الناس أعطونا طاعة، وأعطيناهم أمانا، وأظهرنا لهم حلمًا تحته غضب، وأظهروا لنا ذلاًّ تحته حقد، ومع كل إنسان سيفه ويرى موضع أصحابه، فإن نكثناهَم نكثوا بنا، ولا ندري أعلينا تكون أم لنا، لأن تكوني ابنة عم أمير المؤمنين خيرًا من أن تكوني امرأة من عرض الناس. والذى يعتد به من كلام ابن قتيبة ما جاء عن العهود والمواثيق التي أبرمت بين معاوية والحسن، وقضت بالصلح بين الناس، ووضع الحرب، وحقن الدماء، وعدم تهييج النفوس، وإضافة إلى ذلك فإن السنوات الخمس التي احتضنت المعارك في الجمل وصفين والنهروان ومصر وغيرها ذهبت بأولئك الذين ترددت أسماؤهم بتهمة قتل عثمان، ومع ذلك فإن مسألة قتل عثمان ظلت حاضرة في ذهن الخلفاء من بنى أمية ونوابهم في الأغلب، وأما انتصار بني أمية لعثمان فكان حقيقة لا شبهة فيها. *من نتائج الصلح بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنهما)*: أولاً: *توحد الأمة تحت قيادة واحدة*: سجل في ذاكرة الأمة *عام الجماعة* وأصبح هذا الحدث من مفاخرها التي تزهو به على مر العصور، وتوالي الدهور، فقد التفت الأمة على زعامة معاوية، ورضيت به أميرًا عليها، وابتهج خيار المسلمين بهذه الوحدة الجامعة، بعد الفرقة المشتتة، وكان الفضل في ذلك لله ثم للسيد الكبير مهندس المشروع الإصلاحي العظيم الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويعد عام الجماعة من علامة نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم وفضيلة باهرة من فضائل الحسن بن علي رضي الله عنهما، ويكفي معاوية فخرًا أن كل الصحابة الأحياء في عهده بايعوه، فقد بايع معاوية جم غفير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول ابن حزم: فبويع الحسن ثمّ سُلِّم الأمر إلى معاوية، وفى بقايا الصحابة من هو أفضل منهما بلا خلاف ممن أنفق قبل الفتح وقاتل، وكلهم؛ أولهم عن آخرهم، بايع معاوية، ورأى إمامته. ونتعلم من فقه الحسن وموقف الصحابة من بيعة معاوية فهمهم العميق لآيات النهي عن الاختلاف، قال تعالى: { *وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* } [الأنعام: 153] فالصِّراط المستقيم هو: القرآن، والإسلام، والفطرة التي فطر الله النَّاس عليها، والسٌّبل هي: الأهواء، والفرق، والبدع، والمحدثات، قال مجاهد: {وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ} [الأنعام: 153] يعني: البدع، والشُبهات، والضلالات، ونهى الله سبحانه وتعالى هذه الأمة عمّا وقعت فيه الأمم السابقة من الاختلاف والتفرق من بعد ما جاءتهم البينات، وأنزل الله إليهم الكتب، فقال سبحانه: { *وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* } [الأنعام: 105]. ونهى الأمّة أن تكون من المشركين، الذين فرّقوا دينهم، وكانوا شيعًا، فقال عز من قائل: { *فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ، مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ* } [الروم: 30 - 32] وأخبر سبحانه وتعالى: أن الرسول صلى الله عليه وسلم بريء منِ الذين يفرقون دينهم ويكونون شيعًا وأحزابًا، { *إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ* } [الأنعام: 159]، وقد أمر الله تعالى بالاعتصام بحبله قال تعالى: { *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا* } [آل عمران: 103]. لقد تحقق بفضل الله تعالى ثم بنجاح الحسن بن علي في صلحه مع معاوية مقصد عظيم من مقاصد الشريعة من وحدة المسلمين واجتماعهم، وهذا المقصد من أهم أسباب التمكين لدين الله تعالى، ونحن مأمورون بالتواصي بالحقِّ والتواصي بالصبر، فلابدَّ من تضافر الجهود بين الدُّعاة، وقادة الحركات الإسلاميّة، وبين علماء المسلمين، وطلبة العلم لإصلاح ذات البين إصلاحًا حقيقيًا لا تلفيقيًا، لأن أنصاف الحلول تفسد أكثر ممَّا تصلح، وقد تحدث الشيخ عبد الرحمن السعدي عن الجهاد المتعلق بالمسلمين بقيام الألفة، واتفاق الكلمة، وبعد أن ذكر الآيات والأحاديث الدّالة على وجوب تعاون المسلمين ووحدتهم قال: فإن من أعظم الجهاد السَّعي في تأليف قلوب المسلمين، واجتماعهم على دينهم ومصالحهم الدِّينيَّة والدنيوية، إن الأخذ بالأسباب نحو تأليف قلوب المسلمين، وتوحيد صفهم من أعظم الجهاد، لأن هذه الخطوة مهمة جدًا في إعزاز المسلمين، وإقامة دولتهم، وتحكيم شرع ربهم، وهذا من فقه الخلفاء الراشدين، ويتجلى في أبهى صورة في تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه لمعاوية رضي الله عنه من أجل وحدة الأمة، وحفظ دمائها، والأجر والمثوبة عند الله. == من كتاب *سيرة الحسن بن علي رضي الله عنهما* للدكتور علي محمد الصلابي، المنشور رقم [96]. نشر يومي لسيرة الحسن والحسين رضي الله عنهما على واتساب للانضمام اختر أحد الروابط التالية: https://chat.whatsapp.com/CWrkSthERSxIXtYOm9KOnH أو https://chat.whatsapp.com/Kvu2N8tu0acFW6BWiInBhD أو https://chat.whatsapp.com/Eoo50QudoJSFBihASNZMuX أو https://chat.whatsapp.com/Fg8HrcIOndFDEKq8MAqB0J أو https://chat.whatsapp.com/CHzDD0wxdm48A3INE3Do2m أو https://chat.whatsapp.com/Baz63yJeFMBAq6qhpKRaBN أو https://chat.whatsapp.com/IYxHr7CYjksISUa0SH6dGY أو https://chat.whatsapp.com/KRPoA8AU8nrC4KV1hHEhNM أو https://chat.whatsapp.com/CYENVX0qMVHGivNZK8BuKc أو https://chat.whatsapp.com/Li9ZuWhkl4qFpzNBvAObTB وعلى فيسبوك: https://www.facebook.com/103693332339294/posts/103794525662508/ وعلى تلغرام: https://t.me/HASANHOSAINSEERA ساهم في نشر هذا المنشور لأصدقائك ومجموعاتك فالدال على الخير كفاعله وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

Comments