أقول إن من يشاهد ما يجري في سوريا اليوم ثم يتسائل لم لا تطبقون الشريعة هو جاهل بدين الله! ‏وذلك أن لديه قصوراً في فهم معنى تطبيق الشريعة بل هي لوثة غلو وانحراف خطير! ‏[ إن حصر تطبيق الشريعة في بعض أفرعها كإقامة الحدود مثلاً أو لبس الحجاب و نحو ذلك هو فهم أعوج للدين ] ‏بعد شهرين من الفتح نشر العدل ورفع الظلم وأقيمت الصلوات ورفع الخوف وعدلت المناهج وانتشرت الدعوة إلى الله ثم يقول وين الشريعة!! ‏وهنا أورد بعض كلام علماء أجلاء من سلف الأمة يوضحون معنى تطبيق الشريعة: ‏* / يقول الشاطبي في الموافقات : ‏“إن الشريعة جاءت لتحقيق مقاصد كلية كحفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل، وليست مجرد أوامر ونواهٍ جزئية. ومن ظن أن تطبيق الشريعة هو الاقتصار على الحدود فقط فقد ضل عن فقهها، لأن الحدود ليست سوى أدوات لحماية مقاصد أوسع وأشمل. ‏* / ويقول شيخ الإسلام : وجميع الولايات في الإسلام إنما هي ولاية لحفظ الدين وسياسة الدنيا به، فإن الله سبحانه إنما أنزل كتبه، وأرسل رسله ليقوم الناس بالقسط، وأعظم القسط هو التوحيد وما يتبعه من العدل العام. والشريعة الإسلامية ليست مجرد عقوبات وحدود، بل هي نظام كامل لإصلاح الإنسان والمجتمع والدولة.” ‏*/ ويقول شيخ الإسلام رحمه الله : ‏ ولم يكن يوسف يمكنه أن يفعل كل ما يريد -وهو ما يراه من دين الله- فإن القوم لم يستجيبوا له. ‏ لكن فعل الممكن من العدل والإحسان ونال بالسلطان من إكرام المؤمنين من أهل بيته ما لم يكن يمكن أن يناله بدون ذلك. ‏وهذا كله داخل في قوله { فاتقوا الله ما استطعتم .