‏رفقًا بإخوانكم… وفهمًا لحجم المسؤولية! ‏يا إخوتي، حين يتوفى رئيس دولة ويتولى آخر مكانه، يحتاج الرئيس الجديد إلى عامين أو ثلاثة ليعيد ترتيب الأوراق ويمسك بزمام الأمور، فكيف بمن يرث حكمًا منهكًا، ودولةً خرجت من بين أنقاض الدمار ، دولة بلا جيش ولا مخابرات؟! كم يحتاج من الوقت حتى تستقر الأمور؟كم يحتاج الوقت لتشكيل جيش جديد ومخابرات؟ ‏نرى البعض يلوم على صورة هنا، وآخر يعترض على لقاء هناك، وثالثًا ينتقد تصريحًا أو قرارًا… ولكن هل نظرتم إلى الصورة كاملة؟ هل تأملتم الإرث الثقيل الذي أُلقي على عاتقهم؟ حملٌ تتصدع له الجبال، فكيف بقلوب بشر تحمل عبء ثلاثين مليون إنسان؟ ‏نعم، هناك أخطاء، وهذا أمر لا ينكره عاقل، لكن حين يكون البناء بعد الهدم، يكون الصبر حكمة، والتعاون فريضة. لقد خضتم معركة إسقاط الطغيان طيلة ثلاثة عشر عامًا، فلا تجعلوا ثمار جهادكم تضيع في عواصف التنازع، بل كونوا لبنة في البناء، وسندًا في التأسيس، فتكتمل رسالتكم ويُسجل أجركم عند الله. ‏قفوا مع دولتكم، واشكروا الله على نعمته، وأعينوهم بما تستطيعون، إن لم يكن بالدعاء والنصح،فبالصمت وإعطاء الوقت! ‏أن تتحمل مسؤولية شعب بأكمله ليس بالأمر الهيّن، والنجاح فيه إنجازٌ لا يُقدَّر بثمن، ولكننا نؤمن أنها ليست كأي دولة، بل تجربة فريدة، تحتاج إلى دعمكم، قبل انتقادكم!