🍂🍃🍂🍃🍂🍃 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ #سلسلة_المحاضرات #رمضانيات محاضرة *أم حفص الحضرمية العدنية بنت عمر بِنْ سِلْم* 🔴 *شهر الصيام*🔴 *والتقوى* الحمد لله القائل: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}* [البقرة: 183]. ففي قوله تعالى: (لعلكم تتقون) بيان لأهمية التقوى، وأن الصيام وسيلة لتحقق التقوى. فالتقوى مطلوبة في كل مجالات الحياة، وهي أن تجعل بينك وبين محارم الله حاجزًا. أي: تتقي ما حرم الله، في *طعامك، ولباسك، وكلامك، وكل ما تتقرب به إلى الله، وفي تعاملك مع الناس، وغير ذلك.* ⬅️قال تعالى: *{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}* [البقرة: 197]، فلا بأس بالتزود من الأطعمة المباحة، لرمضان وغير رمضان، لكن ليعلم أن خير الزاد التقوى، فلا يسرف في الأطعمة، ولا ننشغل بها، فلم نخلق لهذا. ⬅️وقال تعالى: *{وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ}* [الأعراف: 26]، فالألبسة التي فيها تشبه بالكفار، وفيها تعرٍّ وشهرة وإسراف، ليست من لباس التقوى. ⬅️وقال تعالى: *{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ}* [الحج: 37]، فعلينا ملازمة التقوى في كل ما نتقرب به إلى الله. ⬅️وحتى أماكن عباداتنا، أين تنوجه؟! قال تعالى: *{لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ}* [التوبة: 108], ⁉فهل مساجدنا أسست على التقوى؟! فهناك من يحتكر بيوت الله، ويستثمرها في أغراض شخصية، إما تصفية حسابات، وإما نشر أفكار منحرفة، وبعضهم يعتبرها ملكية شخصية، يتصرف فيها كيف يشاء، أين تقوى الله؟! ⬅️وأيضًا نتقي الله فيما نقول، قال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}* [الأحزاب: 70]، وقال تعالى: *{فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا}* [الفتح: 26]، ⁉ فأين نحن من هذا. ⬅️وكيف نتعامل مع بعضنا البعض؟ قال تعالى: *{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}* [المائدة: 2]، وقال تعالى: *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}* [المجادلة: 9]، فلنترك الهمز واللمز، والتحريش، ونشر التباغض والتهاجر، فقد أمرنا بالتقوى. ⬅️ *{اتَّقُوا اللَّهَ}* [البقرة: 278]، هذا الأمر تكرر في أكثر من خمسين موضعًا في كتاب الله. ‼ولأهمية التقوى، فقد قال الله تعالى لنبيه ﷺ: *{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}* [الأحزاب: 1] أي: استمر على التقوى، وأمر بها، قال تعالى: *{أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى}* [العلق: 11، 12]. ‼ *لماذا التقوى؟⁉* لأن الله يحبها، ولأنها أساس قبول الأعمال، قال تعالى: *{هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}* [المدثر: 56]، وقال: *{إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}* [المائدة: 27]. ↕والصوم سبيل للتقوى، *{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}* [البقرة: 183]، وهل تكون التقوى إلا باستقبال هذا الشهر بالتوبة إلى الله؟! فقد أنعم الله علينا بمثل هذه المواسم؛ ليخفف عنا من الأوزار؛ رحمةً بنا، قال تعالى: *{وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}* [النساء: 27، 28]. فلنستثمر مواسم الخير، ولا نلتفت لأصحاب الشهوات والشبهات، ومن يترصد في الطريق. فلا نجعل هذا الموسم العظيم موسم طعام وشراب، وسمر بالليل، ونوم بالنهار، وتسوق، ومتابعة تلفاز وفضائيات، وغيرها من الجلسات، التي تضيع الأوقات، وتغضب رب السموات. ثم يأتينا الشيطان بالتسويف بالتوبة، فإنا لا ندري إلى متى نعيش⁉ قال تعالى: *{وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ}* [النساء: 18]، وقال تعالى: *{وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ}* [النحل: 61]، وقال تعالى: *{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}* [النور: 31]، فالفلاح لا يكون إلا إذا كانت الطاعة على ما أمر الله، وذلك لا يكون إلا بالعلم، فلنغتنم هذا الموسم العظيم. ولا نفسد أعمالنا فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ»*. رواه ابن ماجه وأحمد. ⁉ *فما هو الصيام؟ وما هي فضائل الصيام؟ وماذا نعرف عن مكانة الصيام عند الله؟* قال تعالى: *{فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}* [البقرة: 185]. 🔻 *الصيام:* هو الإمساك عمومًا. وفي هذا الشهر المبارك مطلوب منا أن نمسك عن الطعام والشراب والشهوات في النهار، وعن الكلام السيئ سائر اليوم، قال تعالى عن مريم: *{فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا}* [مريم: 26]، فصامت عن كلام الناس، وبقيت تذكر الله. ⁉ *فمن لهذا الصيام؟!!!* *فضل الصيام:* عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺَ قَالَ: *«الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ المِسْكِ، يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»* متفق عليه. وفي رواية: *«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ»* وفيها: *«وَلاَ يَصْخَبْ»* . وفي رواية لمسلم: *«كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ»* . ↕️ *ففي هذا الحديث فضائل نذكرها، ونذكر بها.* ⬅️فقوله: *(الصيام جُنَّة)* أي: ستر ووقاية، وفي حديث عثمان بن أبي العاص: *«الصِّيَامُ جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ»* رواه النسائي. وعن أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ: *«الصِّيَامُ جُنَّةٌ مَا لَمْ يَخْرِقْهَا»* ، وفي رواية: *«بِالْغِيبَةِ»* . فالذي يخرق هذا الستار بالغيبة وغيرها مما حرم الله، تناله النار، قال بعض العلماء: إِنَّمَا كَانَ الصَّوْمُ جُنَّةً مِنَ النَّارِ؛ لِأَنَّهُ إِمْسَاكٌ عَنِ الشَّهَوَاتِ، وَالنَّارُ مَحْفُوفَةٌ بِالشَّهَوَاتِ، فَالْحَاصِلُ أَنَّهُ إِذَا كَفَّ نَفْسَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ فِي الدُّنْيَا، كَانَ ذَلِكَ سَاتِرًا لَهُ مِنَ النار في الْآخِرَةِ. ▪والصيام يكسر ثوران الشهوة؛ لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج بالصيام، فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ»* متفق عليه. ⬅️ويوضح ذلك قوله: *«فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ».* *والرفث:* الكلام الفاحش، ويطلق على الجماع ومقدماته وغيره مما لا يليق بالصائم. *والجهل:* أي: لا يفعل شيئًا من أفعال أهل الجهل، كالصياح والسفه ونحو ذلك من الصخب. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»* رواه البخاري. ⬅️وقوله: *(وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ)* يذكر نفسه ويتلفظ بها لخصمه، ويكرر ليكف خصمه عنه. ويحفظ هو صيامه من المهاترات. ⬅️وقوله: *(خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رِيحِ المِسْكِ)* والمسك أطيب الطيب، وهذه الرائحة التي يكرهها الإنسان أطيب منه عند الله. وإذا كان شهيد المعركة يأتي ودمه رائحة مسك، فهذا أطيب من المسك. ⬅️وقوله: *(يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي)* فمن ترك طعامه وشرابه وشهوته لغرض آخر، ليس لله، مثل أن يكون الغرض تقليل الوزن، أو لطلب الصحة أو لغيرها، لا ينال هذه الأجور والفضائل، فلا بد أن يكون الصيام لله. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»* متفق عليه. *إيمانًا:* أنه فرض من الله. *واحتسابًا:* أن يحتسب الأجر منه. ولا يظهر صيامه للناس، بل يصبر، فالصيام صبر، والصبر أجره عظيم. فالصيام اشتمل على أنواع الصبر: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله؛ حيث امتنع عما أحله الله له، إيمانًا واحتسابًا. قال الله تعالى: *{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}* [الزمر: 10]. ⁉وقوله: *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* لماذا خص الله تعالى الصيام بقوله: *(الصِّيَامُ لِي)* مع أن الأعمال كلها له، وهو الذي يجزي بها؟ *ذكر أهل العلم في ذلك أمورًا:*⤵️ 1⃣ *(وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* أي: أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره، فهو سر بين العبد وربه؛ لأن الأعمال لا تكون إلا بالحركات، إلا الصوم، فإنما هو بالنية التي تخفى عن الناس، فدخول الرياء في الصوم إنما يقع من جهة الإخبار، بخلاف بقية الأعمال، فإن الرياء قد يدخلها بمجرد فعلها. 2⃣ *(وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* أي: إني أنفرد بعلم مقدار ثوابه، وتضعيف حسناته، كما جاء في الرواية: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِلَّا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ». فاستثني الصوم ولم يعلم بتقدير أجره إلا الله. 3⃣ *(وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* أي أنه أحب العبادات إلي، والمقدم عندي، فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، فَقُلْتُ: مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ، قَالَ: «عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ». 4⃣ *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* إضافة تشريف وتعظيم، كما يقال: بيت الله. وإن كانت البيوت كلها لله. 5⃣ *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* لأن الاستغناء عن الطعام وغيره من الشهوات، من صفات الرب جل جلاله، فلما تقرب الصائم إليه بما يوافق صفاته، أضافه إليه. 6⃣ *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* لأن العبد يوافق به صفة الملائكة، وهم عباد مكرمون. 7⃣ *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* لأنه خالص لله، وليس للعبد فيه حظ، سواء من ثناء الناس أو غير ذلك. وهو شبيه بالأمر الأول. 8⃣ *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* لأن الصيام لم يعبد به غير الله، بخلاف الصدقة والصلاة والطواف. 9⃣ *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* *قيل:* إن جميع العبادات توفى منها مظالم العباد إلا الصيام. *ورد على هذا:* بحديث المفلس، الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصدقة وصيام. الحديث لم يستثنِ الصيام. وأيضًا حديث حذيفة - رضي الله عنه - أن فتنة الرجل في أهله وماله وولده يكفرها الصلاة والصيام والصدقة. فيستفاد منه أن الصوم كفارة، كما جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» رواه مسلم. 🔟 *(الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)* *قيل:* إن الصوم لا يظهر فتكتبه الحفظة كما تكتب سائر الأعمال، *وهذا مردود:* بحديث كتابة الحسنة لمن هم بها ولم يفعلها. ⬅️وقوله: *(لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ)* ةفالصوم سبب سعادة الدارين: الدنيا والآخرة. فعند فطره يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها، وبما أباح الله له من الطعام والشراب وغير ذلك الذي كان ممنوعًا منه حال صيامه. وعند لقاء ربه يفرح حين يجد جزاء صومه. 💥 *ومن فضائل الصيام أيضاً:* 🔻ما جاء عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: *«مَنْ صَامَ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا»* متفق عليه. 🔻وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو - رضي الله عنهما -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: *«الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ»،* قَالَ: *«فَيُشَفَّعَانِ»* رواه أحمد وصححه الألباني. 🔻 *وقد خصص باب للصائمين،* فعَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: *«إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ»* متفق عليه. فنسأل الله التوفيق والسداد، واستغلال هذا الموسم العظيم بما يقربنا إليه عزوجل ويرضيه. والحمد لله رب العالمين. *تمت والحمد لله* http://Telegram.me/alhadramiyaal3adaniya 🍂🍃🍂🍃🍂🍃