أم حفص الحضرمية العدنية
أم حفص الحضرمية العدنية
March 1, 2025 at 04:51 AM
🍂🍃🍂🍃🍂🍃 بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ #سلسلة_المحاضرات #رمضانيات محاضرة *أم حفص الحضرمية العدنية بنت عمر بِنْ سِلْم* 🔴 *شهر القرآن*🔴 الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فإن *رمضان* *شهر القرآن* ◼قال الله تعالى: *{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}* [البقرة: 185]. يَمْدَحُ تَعَالَى شهرَ الصِّيَامِ مِنْ بَيْنِ سَائِرِ الشُّهُورِ، بِأَنِ اخْتَارَهُ مِنْ بَيْنِهِنَّ لِإِنْزَالِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِيهِ. ⁉ *وهناك إشكال:* نحن نعلم أن القرآن كان ينزل في أشهر مختلفة، فكيف يقال إن رمضان شهر القرآن؟! *الجواب:* إن الْقُرْآنَ نَزَلَ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَكَانَ ذَلِكَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنْهُ، ◼كَمَا قَالَ تَعَالَى: *{إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}* [الْقَدْرِ: ١]. وَقَالَ: *{إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}* [الدُّخَانِ: ٣]، ثُمَّ نَزَلَ بعدُ مُفَرَّقًا بِحَسْبِ الْوَقَائِعِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ. ◼وهو *{هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ}*. وهَذَا مَدْحٌ لِلْقُرْآنِ الذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ هَدًى لِقُلُوبِ الْعِبَادِ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ *{وَبَيِّنَاتٍ}* أَيْ: وَدَلَائِلُ وحُجَج بَيِّنَةٌ وَاضِحَةٌ جَلِيَّةٌ لِمَنْ فَهِمَهَا وتدبَّرها دَالَّةٌ عَلَى صِحَّةِ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْهُدَى الْمُنَافِي لِلضَّلَالِ، وَالرُّشْدِ الْمُخَالَفِ لِلْغَيِّ، *وَمُفَرِّقًا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ، وَالْحَلَالِ، وَالْحَرَامِ.* ↕ولم ينزل القرآن جملة واحدة على النبي ﷺ *لحكمة أرادها الله.* ◼قال تعالى: *{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}* [الفرقان: 32]. يقول تعالى مخبرًا عن كثرة اعتراض الكفار وتعنتهم وكلامهم فيما لا يعنيهم حيث قالوا: (لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة) أي هلا أنزل عليه هذا الكتاب الذي أوحي إليه جملة واحدة *كما نزلت الكتب قبله جملة واحدة كالتوراة والإنجيل والزبور وغيرها من الكتب الإلهية* ↕فأجابهم الله تعالى عن ذلك بأنه إنما نزل منجما في ثلاث وعشرين سنة بحسب الوقائع والحوادث وما يحتاج إليه من الأحكام *ليثبت قلوب المؤمنين به* ◼كقوله: *{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا}* [الإسراء: 106] ولهذا قال: *(لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا)*. ◼وقال تعالى: *{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ• عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ• بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}* [الشعراء: 193- 195]. *فالقرآن فيه العقيدة التي تقوي الإيمان، والأحكام التي ترسم الطريق، وقصص السالفين لترسيخ الصبر وأخذ العبرة والثبات على الحق.* ⬅ *وفي شهر رمضان يتدارس القرآن ويتفرغ له* ▪فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: *«كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالخَيْرِ، وَأَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، لِأَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، حَتَّى يَنْسَلِخَ يَعْرِضُ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ كَانَ أَجْوَدَ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ»* رواه البخاري (٤٩٩٧) ▪وفي رواية (٣٢٢٠): *(وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ)* ▪وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: *كَانَ يَعْرِضُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ القُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعَرَضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي العَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، وَكَانَ يَعْتَكِفُ كُلَّ عَامٍ عَشْرًا، فَاعْتَكَفَ عِشْرِينَ فِي العَامِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ.* رواه البخاري (٤٩٩٨). وكان السلف ينكبون على القرآن في رمضان، ويتفرغون له. ◼وقد قال تعالى: *{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}* [يوسف: 2]. وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأدية للمعاني التي تقوم بالنفوس فلهذا أنزل *أشرف الكتب* *بأشرف اللغات* *على أشرف الرسل* *بسفارة أشرف الملائكة* *في أشرف بقاع الأرض* *وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو رمضان* فكمل من كل الوجوه. ⁉ *كيفية تلقي القرآن:* ◼قال تعالى: *{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}* [طه: 114]. ◼وقال تعالى: *{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ• إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ• فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ• ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}* [القيامة: ١٦- ١٩]. هذا تعليم من الله عز وجل لرسوله ﷺ في *كيفية تلقيه الوحي من الملك* فإنه كان يبادر إلى أخذه ويسابق الملك في قراءته فأمره الله عز وجل إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له وتكفل الله له أن يجمعه في صدره وأن ييسره لأدائه على الوجه الذي ألقاه إليه وأن يبينه له ويفسره ويوضحه. ▪فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فِي قَوْلِهِ: *{لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}* [القيامة: ١٦]، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالوَحْيِ، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَيَشْتَدُّ عَلَيْهِ، وَكَانَ يُعْرَفُ مِنْهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ الآيَةَ الَّتِي فِي (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ): {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ، إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}قَالَ: عَلَيْنَا أَنْ نَجْمَعَهُ فِي صَدْرِكَ، {وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ: فَإِذَا أَنْزَلْنَاهُ فَاسْتَمِعْ، {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}: عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَهُ بِلِسَانِكَ، قَالَ: فَكَانَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ أَطْرَقَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَرَأَهُ كَمَا وَعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ. متفق عليه خ (٤٩٢٩)، م (٤٤٨) وقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {قَرَأْنَاهُ}: «بَيَّنَّاهُ»، {فَاتَّبِعْ}: اعْمَلْ بِهِ. *القرآن كلام الله* ◼قال تعالى: *{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ}* [التوبة: 6]. *القرآن معجزة* ◼قال تعالى: *{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}* [الإسراء: 88]. ▪وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: *«مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلَّا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ القِيَامَةِ»* متفق عليه خ (٤٩٨١)، م (١٥٢). *القرآن ناسخ للكتب قبله* ◼قال تعالى: *{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ}* [المائدة: 48]. أي: من الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه وأنه سينزل من عند الله على عبده ورسوله محمد ﷺ فكان نزوله كما أخبرت به مما زادها صدقا عند حامليها من ذوي البصائر الذين انقادوا لأمر الله واتبعوا شرائع الله وصدقوا رسل الله كما قال تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا}* [الإسراء: 107- 108] اﻫ من تفسير ابن كثير. ◻قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: *المُهَيْمِنُ:* الأَمِينُ، القُرْآنُ أَمِينٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ. *القرآن محفوظ* *من التغيير والتبديل* ◼قال تعالى: *{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}* [الحجر: 9]. *القرآن يجنبك الشقاء* *في الدنيا والآخرة* ◼قال تعالى: *{طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى}* [طه: 1- 2]. لا والله ما جعله شقاء، ولكن جعله رحمة ونورًا ودليلًا إلى الجنة. *القرآن عربي وهو موعظة وشفاء وهدى ورحمة للمؤمنين* ◼قال تعالى: *{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}* [فصلت: 44]. ◼وقال: *{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}* [يونس: 57]. *القرآن يهدي لأقوم* *الطرق وأوضح السبل* *ويبشر* *المؤمنين بالأجر الكبير* ◼قال تعالى: *{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}* [الإسراء: 9]. *القرآن نور* ◼قال تعالى: *{وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}* [الشورى: 52] *القرآن مبارك* ◼قال الله تعالى: *{وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* [الأنعام: 155]. ◼وقال تعالى: *{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}* [ص: 29]. أي: ذوو العقول. *القرآن له ثقل حسي* *ومعنوي* ◼قال الله تعالى: *{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}* [المزمل: 5]. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ ﷺ وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنْ تَرُضَّ فَخِذِي. (ذكره البخاري في بَاب مَا يُذْكَرُ فِي الفَخِذِ). ◼وقال تعالى: *{لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}* [الحشر: 21]. إذا كان الجبل في غلظته وقساوته لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه لخشع وتصدق من خوف الله عز وجل فكيف يليق بكم يا أيها البشر أن لا تلين قلوبكم وتخشع وتتصدع من خشية الله وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه. *القرآن ميسر* ◼قال الله تعالى: *{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ}* [القمر: 17]. أي: سهلنا لفظه ويسرنا معناه لمن أراده ليتذكر. ◼وقال تعالى: *{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}* [الدخان: 58]. *أهل القرآن أهل الله* *وخاصته* ▪عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ»* فَقِيلَ: مَنْ أَهْلُ اللَّهِ مِنْهُمْ؟ قَالَ: *«أَهْلُ الْقُرْآنِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ»* رواه أحمد (12279). ▪وعن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ، يَقُولُ: *«يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَآلُ عِمْرَانَ»* رواه مسلم (٨٠٥). *🍃فضل القرآن🍃* فضائل القرآن كثيرة، منها ما جاء في ◼قوله تعالى: *{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}* [فاطر: ٢٩]. جاء في [[مصنف ابن أبي شيبة]] *عَنْ مُطَرِّفٍ* قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [فاطر: ٢٩]، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ، قَالَ: *هَذِهِ آيَةُ الْقُرَّاءِ.* اﻫ ◼وقال تعالى: *{لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ}* [آل عمران: ١١٣]. ▪وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، أَنَّهُ قَالَ: *«خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ و عَلَّمَهُ»* . قَالَ: وَأَقْرَأَ أَبُوعَبْدِالرَّحْمَنِ [السُّلمِيُّ. وهو الراوي عن عثمان] فِي إِمْرَةِ عُثْمَانَ، حَتَّى كَانَ الحَجَّاجُ قَالَ: وَذَاكَ الَّذِي أَقْعَدَنِي مَقْعَدِي هَذَا. رواه البخاري (٥٠٢٧). أي: أنه جلس يقرئ الناس في المسجد؛ طلبًا لهذا الأجر. ▪وفي رواية (٥٠٢٨): *«إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»* . ▪وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ: اقْرَأْ، وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا»* رواه أبو داود (١٤٦٤). ▪وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: *«وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ»* رواه مسلم (٢٦٩٩). ▪وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: *«مَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الْأُتْرُجَّةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا طَيِّبٌ، وَمَثَلُ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مَثَلُ التَّمْرَةِ، لَا رِيحَ لَهَا وَطَعْمُهَا حُلْوٌ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، مَثَلُ الرَّيْحَانَةِ، رِيحُهَا طَيِّبٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ، وَمَثَلُ الْمُنَافِقِ الَّذِي لَا يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، كَمَثَلِ الْحَنْظَلَةِ، لَيْسَ لَهَا رِيحٌ وَطَعْمُهَا مُرٌّ»* متفق عليه: خ(٥٠٢٠)، م(٧٩٧). ▪وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: *«الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ، لَهُ أَجْرَانِ»* متفق عليه: خ(٤٩٣٧)، م(٧٩٨). ▪وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: *«أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ إِذَا رَجَعَ إِلَى أَهْلِهِ أَنْ يَجِدَ فِيهِ ثَلَاثَ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ؟»* قُلْنَا: نَعَمْ، قَالَ: *«فَثَلَاثُ آيَاتٍ يَقْرَأُ بِهِنَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاتِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثِ خَلِفَاتٍ عِظَامٍ سِمَانٍ»* رواه مسلم (٨٠٢). *(خَلِفَاتٍ)* الحوامل من الإبل. ▪وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ ﷺ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: *«أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟»* ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: *«أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيَعْلَمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ»* رواه مسلم (٨٠٣). *(يَغْدُو)* أي يذهب في الغدوة وهي أول النهار *(بُطْحَان)* اسم موضع بقرب المدينة *(العَقِيق)* واد بالمدينة *(كَوْماوَيْن)* الكوماء من الإبل العظيمة السنام. ▪وعَنْ أَبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ، يَقُولُ: *«اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ، وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ»* . قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ *الْبَطَلَةَ* : السَّحَرَةُ. رواه مسلم (٨٠٤). *(الزَّهْرَاوَيْنِ)* سميتا الزهراوين لنورهما وهدايتهما وعظيم أجرهما *(كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ)* قال أهل اللغة الغمامة والغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه سحابة وغيرها. ▪وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، أن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: *«لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَآنَاءَ النَّهَارِ»* متفق عليه: خ(٧٥٢٩)، م(٨١٥). *(لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ)* قال العلماء الحسد قسمان حقيقي ومجازي فالحقيقي تمني زوال النعمة عن صاحبها وهذا حرام بإجماع الأمة مع النصوص الصحيحة. وأما المجازي فهو الغبطة وهو أن يتمنى مثل النعمة التي على غيره من غير زوالها عن صاحبها، فإن كانت من أمور الدنيا كانت مباحة، وإن طاعة فهي مستحبة. والمراد بالحديث: لا غبطة محبوبة إلا في هاتين الخصلتين وما في معناهما. ▪وعَنْ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، أَنَّ نَافِعَ بْنَ عَبْدِ الْحَارِثِ، لَقِيَ عُمَرَ بِعُسْفَانَ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ عَلَى مَكَّةَ، فَقَالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ عَلَى أَهْلِ الْوَادِي، فَقَالَ: ابْنَ أَبْزَى، قَالَ: وَمَنِ ابْنُ أَبْزَى؟ قَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا، قَالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟ قَالَ: إِنَّهُ قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّهُ عَالِمٌ بِالْفَرَائِضِ، قَالَ عُمَرُ: أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ ﷺ قَدْ قَالَ: *«إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ»* رواه مسلم (٨١٧). ▪وعَنْ عَبْدِاللَّه بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: *«مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ»* رواه الترمذي (٢٩١٠). ▪وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: *«لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ»* رواه مسلم (٧٨٠). ▪وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: *«إِنَّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلَاثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سُورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ»* رواه الترمذي (٢٨٩١). ▪وعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ، وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ، فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: *«تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالقُرْآنِ»* متفق عليه: خ(٥٠١١)، م(٧٩٥). *(بِشَطَنَيْنِ)* تثنية شطن وهو الحبل. ▪وعَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي الْحَسَنِ، عَنْ شَيْخٍ أَدْرَكَ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي سَفَرٍ فَمَرَّ بِرَجُلٍ يَقْرَأُ: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، قَالَ: *«أَمَّا هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ»*، قَالَ: وَإِذَا آخَرُ يَقْرَأُ: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: *«بِهَا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ»* رواه أحمد (١٦٦٠٥). *⁉ما واجبنا تجاه القرآن؟* يتوجب علينا أمور كثيرة تجاه كتاب الله، نذكر منها ما يسر الله: 1- *على الْقَارِئِ أن يُحَافِظَ عَلَى جُزْئِهِ وَوِرْدِهِ مِنَ الْقُرْآنِ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي صَلَاةٍ أَوْ غَيْرِ صَلَاةٍ.* قال الله تعالى: *{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}* [العلق: 1]. وقال: *{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ}* [العلق: 3]. 2- *الاستعاذة قبل القراءة* بقولنا: (أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم): قال تعالى: *{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}* [النحل: 98]. 3- *الاستماع والانصات:* قال تعالى: *{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}* [الأعراف: 204]. لا كما كان يتعمده كفار قريش المشركون، كما قال تعالى: *{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ}* [فصلت: 26]. 4- *تدبر القرآن وتفهمه:* قال تعالى: *{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}* [محمد: 24]. 5- *دوام القراءة بتمهل:* قال تعالى: *{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}* [المزمل: 4]. وقال تعالى: *{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}* [البقرة: 121]. هم الذين إذا مروا بآية رحمة سألوها من الله وإذا مروا بآية عذاب استعاذوا منها. يعني يقرءونه بتدبر. 6- *عدم هجره:* قال تعالى: *{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}* [الفرقان: 30]. ▪وعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: *«تَعَاهَدُوا هَذَا الْقُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الْإِبِلِ فِي عُقُلِهَا»* . متفق عليه: خ(٥٠٣٣)، م(٧٩١). ▪وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: *«إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ، كَمَثَلِ صَاحِبِ الإِبِلِ المُعَقَّلَةِ، إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا، وَإِنْ أَطْلَقَهَا ذَهَبَتْ»* متفق عليه: خ(٥٠٣١)، م(٧٨٩). *(المُعَقَّلَةِ)* المربوطة بالعقال وهو الحبل. ▪وفي رواية لمسلم: *«وَإِذَا قَامَ صَاحِبُ الْقُرْآنِ فَقَرَأَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ذَكَرَهُ، وَإِذَا لَمْ يَقُمْ بِهِ نَسِيَهُ»* . 7- *السجود عند مواضع سجود التلاوة:* قال تعالى: *{وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ}* [الإنشقاق: 21]. أي: ما لهم إذا قرئت عليهم آيات الله وكلامه وهو هذا القرآن لا يسجدون إعظامًا وإكرامًا واحترامًا؟! 8- *عدم الرضا بالاستهزاء بآيات الله تعالى:* قال تعالى: *{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}* [النساء: 140] وقال تعالى: *{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}* [الأنعام: 68]. والمراد بذلك كل فرد من آحاد الأمة أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير مواضعها فإن جلس أحد معهم ناسيًا (فلا تقعد بعد الذكرى) بعد التذكر (مع القوم الظالمين). 9- *العمل بوصية رسول الله ﷺ:* عن طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَاللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ أَوْصَى؟ فَقَالَ: (لا)، فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الوَصِيَّةُ أَوْ أُمِرُوا بِالوَصِيَّةِ؟ قَالَ: *(أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ)* . متفق عليه: خ(٢٧٤٠)، م(١٦٣٤). *⁉كيف يُقرأ القرآن؟* ▪سُئل أَنَس بْن مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ قِرَاءَةِ النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: *«كَانَ يَمُدُّ مَدًّا»* رواه البخاري (٥٠٤٥). ▪وعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَنَّهَا وصفت قِرَاءَةَ رَسُولِ الله ﷺ قَالَت: *(يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً)* رواه أبوداود (٤٠٠١). ▪وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَنَحْنُ نَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَفِينَا الْأَعْرَابِيُّ وَالْأَعْجَمِيُّ، فَقَالَ: *«اقْرَءُوا فَكُلٌّ حَسَنٌ وَسَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقِدْحُ يَتَعَجَّلُونَهُ وَلَا يَتَأَجَّلُونَهُ»* رواه أبوداود (٨٣٠). *(الْقِدْح)* السهم. *(يُقِيمُونَهُ كَمَا يُقَامُ الْقِدْحُ)* أي: يصلحون ألفاظَه وكلماتِه ويتكلفون في مراعاة مخارجه وصفاته. أي: يُبالغون في عمل القراءة كمالَ المبالغة لأجل الرياء والسمعة والمباهاة والشهرة. *(يتعجلونه)* أي: ثوابه في الدنيا. ينظر [[عون المعبود]]. *والذي ما يحسن القراءة يمكنه الاستماع للحصول على الأجر. فقد كان النبي ﷺ يحب أن يسمعه من غيره.* ▪فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ لِي النَّبِيُّ ﷺ: *«اقْرَأْ عَلَيَّ القُرْآنَ»* ، قُلْتُ: آقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قَالَ: *«إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي»* متفق عليه: خ(٥٠٤٩)، م(٨٠٠). *⁉هل يقال نسيت القرآن؟* ◼قال الله تعالى: *{سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى (6) إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ}* [الأعلى: 6-7]. ▪وعَنْ عَبْدِاللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: *«بِئْسَمَا لِأَحَدِهِمْ يَقُولُ: نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وَكَيْتَ، بَلْ هُوَ نُسِّيَ، اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ فَلَهُوَ أَشَدُّ تَفَصِّيًا مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ، مِنَ النَّعَمِ بِعُقُلِهَا»* متفق عليه: خ(٥٠٣٢)، م(٧٩٠). *(كَيْتَ وَكَيْتَ)* لفظ يعبر به عن الجمل الكثيرة والكلام الطويل. *(نُسِّي)* عوتب بالنسيان لتفريطه في تلاوته ودراسته. *(اسْتَذْكِرُوا الْقُرْآنَ)* واظبوا على تلاوته وتذاكروه. *(تَفَصِّيًا)* تخلصًا وانفلاتًا. *(النَّعَمِ)* الإبل. ▪وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَتْ: سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي سُورَةٍ بِاللَّيْلِ، فَقَالَ: *«يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا، آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا مِنْ سُورَةِ كَذَا وَكَذَا»* متفق عليه: خ(5038)، م(788). وقد بوب الإمام النووي: *(بَابُ الْأَمْرِ بِتَعَهُّدِ الْقُرْآنِ، وَكَرَاهَةِ قَوْلِ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا، وَجَوَازِ قَوْلِ أُنْسِيتُهَا)* . وذلك لأن حفظ القرآن نعمة، ونسيانه بلوى ومصيبة إذا تعمدها الإنسان. *🍃حال السلف مع القرآن🍃* ▪عن عَبْدِاللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ يُصَلِّي وَلِصَدْرِهِ أَزِيزٌ كَأَزِيزِ الْمِرْجَلِ. وفي رواية: (مِنَ الْبُكَاءِ). رواه أحمد (١٦٣٢٦). *(الْمِرْجَل)* القِدْر، فإنه عند غليان الماء فيه بالنار يخرج منه صوت. ▪وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَكَانَ أَبُوبَكْرٍ رَجُلًا بَكَّاءً، لاَ يَمْلِكُ عَيْنَيْهِ إِذَا قَرَأَ القُرْآنَ. رواه البخاري (٤٧٦). ▪وفي الصحيحين: خ(٤٣٤٤)، م(١٧٣٣) قَالَ مُعَاذٌ لِأَبِي مُوسَى رضي الله عنهما: كَيْفَ تَقْرَأُ القُرْآنَ؟ قَالَ: قَائِمًا وَقَاعِدًا وَعَلَى رَاحِلَتِي، وَأَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقًا، قَالَ: أَمَّا أَنَا فَأَنَامُ وَأَقُومُ، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي. وفي رواية: أَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ، فَأَقُومُ وَقَدْ قَضَيْتُ جُزْئِي مِنَ النَّوْمِ، فَأَقْرَأُ مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي، فَأَحْتَسِبُ نَوْمَتِي كَمَا أَحْتَسِبُ قَوْمَتِي. *(أَتَفَوَّقُهُ)* ألازم قراءته ليلًا ونهارًا شيئًا بعد شيء ولا أقرأ وردي دفعة واحدة. مأخوذ من فواق الناقة، وهو أن تحلب ثم تترك ساعة حتى يجتمع لبنها ثم تحلب وهكذا. ◻وجاء في [[فضائل القرآن]] للقاسم بن سلام: *عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: إِنِّي لَأَقْرَأُ جُزْئِي، أَوْ قَالَتْ سُبْعِي وَأَنَا جَالِسَةٌ عَلَى فِرَاشِي، أَوْ عَلَى سَرِيرِي.* قولها: *(سُبْعِي)* أي: قراءة القرآن في سبعة أيام، 📖 *وكانوا يحزبونه: على ثَلَاثِ سُوَرٍ [البقرة وآل عمران والنساء]، وَخَمْسِ سُوَرٍ، وَسَبْعِ سُوَرٍ وَتِسْعِ سُوَرٍ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ سُورَةٍ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ سُورَةً، وَحِزْبِ الْمُفَصَّلِ مَا بَيْنَ قَافٍ فَأَسْفَلَ.* ينظر [[فضائل القرآن]] للقاسم بن سلام. ▪وعن عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: *«مَنْ نَامَ عَنْ حِزْبِهِ، أَوْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ، فَقَرَأَهُ فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الظُّهْرِ، كُتِبَ لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ مِنَ اللَّيْلِ»* رواه مسلم (٧٤٧). ‼ *ومن السلف من كان له قدرة واجتهاد عجيب.* فقد جاء في [[فضائل القرآن]] للقاسم بن سلام: ◻قَالَتْ نَائِلَةُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلَبِيَّةُ حَيْثُ دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَتْ: *إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَدَعُوهُ، فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ.* وجاء عَنِ ابْنِ سِيرِينَ: أَنَّ *تَمِيمًا الدَّارِيَّ* قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ. وجاء عَنْ *سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ* أَنَّهُ قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ فِي الْبَيْتِ. وكَانَ *الْأَسْوَدُ* يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي كُلِّ لَيْلَتَيْنِ. وجاء في [[آداب الشافعي ومناقبه]] للرازي: كَانَ *الشَّافِعِيُّ* يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ سِتِّينَ مَرَّةً، كُلُّ ذَلِكَ فِي صَلاةٍ. وهذا اجتهاد منهم رضي الله عنهم. ⁉ *في كم يختم القرآن؟* *من السنة ألّا يمر شهر دون ختم القرآن، وألّا يكون ختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام.* ▪عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: *«اقْرَإِ القُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ»* ، قَالَ: إِنِّي أُطِيقُ أَكْثَرَ فَمَا زَالَ، حَتَّى قَالَ: *«فِي ثَلاَثٍ»* . رواه البخاري (١٩٧٨). وفي رواية (٥٠٥٢): *«اقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً»*. ▪ولأحمد (٦٥٣٥): عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ : *«مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ لَمْ يَفْقَهْهُ»* . وجاء في [[فضائل القرآن]] للقاسم بن سلام: *عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ فِي رَمَضَانَ فِي ثَلَاثٍ.* *وجاء عنه فِي غَيْرِ رَمَضَانَ مِنَ الْجُمُعَةِ إِلَى الْجُمُعَةِ.* وجاء في [[التفسير من سنن سعيد بن منصور]]: *عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: اقرؤا القرآن في سبع، ولا تقرؤه فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ، وَلْيُحَافِظِ الرَّجُلُ فِي يَوْمِهِ وَلَيْلَتِهِ عَلَى جزبه.* ‼⁉ *بقي أمر مهم، وهو سؤال يتكرر: هل الأفضل مواصلة حفظ القرآن ومراجعته في رمضان، أم كثرة التلاوة؟* *الجواب:* من كان له أوقات حفظ ومراجعة، يستمر عليها، ويضيف إليها كثرة تلاوة. فالمطلوب في رمضان هو التفرغ للقرآن أكثر؛ سواء في الحفظ، أو المراجعة، أو التلاوة. والحفظ عبارة عن تكرار تلاوة، وكله خير. وفي رمضان تتوقف الدروس، وكذلك المدارس النظامية. فهذه الأوقات كلها علينا أن نصرفها للقرآن. والله الموفق. *وفي الختام* نصيحتي للنساء عمومًا ألّا يحجزهن عن القرآن شيء. فالمؤمن لا ينجس. وكما قال رسول الله ﷺ: *«إِنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ فِي يَدِكِ»* رواه مسلم (298). فلا نستقبل هذا الشهر بأعمال شاقة من تنظيف وإعداد للمأكولات بشكل مبالغ فيه، ثم نشتكي من طول مدة الحيض، وتكراره في هذا الشهر، ارفقي بنفسك، فهذا شهر عبادة. نسأل الله التوفيق والسداد. (والحمدلله) http://Telegram.me/alhadramiyaal3adaniya 🍂🍃🍂🍃🍂🍃

Comments