أَوَّلُ مَرَّةٍ أَتَدَبَّرُ القُرْآنَ
February 5, 2025 at 04:02 AM
في “في ظلال القرآن”
جاء تفسير الآية آل عمران 28
-
﴿لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ﴾
على النحو التالي:👇🏻
مفهوم الولاء والبراء:
الآية تؤكد على ضرورة وضوح الانتماء العقدي في قلب المسلم، فلا يجوز له أن يتخذ الكافرين أولياء وحلفاء على حساب رابطة الإيمان. فالموالاة ليست مجرد علاقة سطحية، بل تعني المحبة والنصرة والتأييد، وهذا لا ينبغي أن يُمنح إلا لمن يشترك مع المؤمن في العقيدة.
حقيقة الانتماء:
من يتخذ الكافرين أولياء بدلاً من المؤمنين، فقد قطع الصلة الحقيقية بالله، كما تُشير العبارة: “فليس من الله في شيء”. وهذا تحذير خطير يُبرز خطورة الموقف، فالمسلم حين يُفضل ولاء الكافرين يفقد الغطاء الإيماني الذي يربطه بالله.
استثناء التقية:
الآية تستثني حالات الضرورة القصوى مثل الخوف على النفس أو المال أو العرض، حيث يجوز إظهار الولاء الظاهري دون تصديق القلب، وهذا ما يُعرف بالتقية: “إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً”. لكن هذا الاستثناء مشروط ببقاء القلب مطمئنًا بالإيمان.
تحذير شديد:
خُتمت الآية بتحذير مباشر: “وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ”، وهو تحذير قوي يستدعي الخشية من الله نفسه، مما يُبرز خطورة هذا السلوك. ثم جاء التذكير النهائي: “وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ”، ليُذكر المؤمنين بأن العودة إلى الله حتمية، وهو العليم بما في الصدور.
هذا التفسير يُبرز أهمية وضوح الهوية الإيمانية، والثبات على مبدأ الولاء والبراء كجزء أصيل من العقيدة الإسلامية.