
الفقه و الحكمة و القيم✍️: اننا امام تحدٍ لمصارعة المادية والهبوط الاخلاقي بوعي وبصيرة لتعود الانسانية
February 3, 2025 at 12:51 PM
"إلهي هَبْ لي کَمالَ الْانْقِطاعِ إلَيك"
الكمال في الاعم هو كيف والتمام كم وكمال الشيء غايته وعدم وجود العيب فيه بينما التمام هو عدم وجود النقص فيه، والشيء الذي لا تميز في سيره الى الغاية يُعبر عنه بالكمال والتمام على حد سواء فنقول اكتمل القمر أي تم،
والانقطاع الى الشيء هو الاتكال والاعتماد عليه دون غيره ويتعنون بما يضاف اليه ونجد في آيات القرآن عناوين مختلفة فتارة نرى الانقطاع انقطاع ولاية أي الى ولاية الله "إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين" وانقطاع دعاء " له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ" وانقطاع اتكال عليه سبحانه "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" ولا يحدث الانقطاع الا اذا كان قلبه متعلقا به سبحانه في عمله وحركته وعبادته خالصة له " فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَ لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً"
فكمال الانقطاع اليه معناه ان تكون العلاقة بالله خالصة في كل كيان الانسان لان الإخلاص في العبادة مطلوب "مخلصين له الدين" بالطاعة والارتباط به سبحانه علاقة عبودية، وهذه أمور نسبية لكون الكيف قابلا للتفاضل والشدة والقوة ويمكننا وصفه بكونه كامل واكمل وقد نعبر بغاية الكمال حينما نريد مبالغة الوصف فيه، بينما تمام الانقطاع يكون باكتمال التفريعات والاجزاء في عبادة الله فيلاحظ فيها حجم الارتباط وكميته لا كيفيته وامتيازه ومثاليته، فالعابد قد اتم عمله بتمام العمل المطلوب بينما الأهم هو عبادة عن معرفة فتكون كاملة،
ونجد في كلمة امير المؤمنين عليه السلام غاية الامل في فهم معنى الانقطاع وكماله:" أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الاخلاص له، وكمال الاخلاص له نفي الصفات عنه،" وهذا ما استفدناه أيضا من ان لكل مرتبة في درجات الكمال مستويات نسبية من الكمال،
فالكمال تمام وتميز نوعي ولا يكون الكمال الا عن تمام فالناقص لا يوصف بالكمال وان امكن توصيف الجزء التام بالكمال لا كله.
يصلي مؤمنان ركعتين صحيحتين واحدهما عن معرفة وإخلاص ونية القربة الخالصة لله والأخر لأداء الواجب وطاعته فالأولى تسمى كمالا والثانية تماما،
نتائج الانقطاع الى الله بدرجات مختلفة واعلاها هو كمال الانقطاع حينما يكون القلب والعقل والنفس والروح مرتبطين به حينما لا يرى سواه فتكون عبادته خالصة له ولا يرى في وجوده الدنيوي الا قنطرة لعبورها الى الله وتصبح العبادة لذة انس بعبادته وهي عبادة الاحرار كما يعبر عنها امير الموحدين سلام الله عليه، وفي مناجاة نبي الله موسى عليه السلام في الطور في معنى القرب منه:.. البكاء من خشيتي. ..والورع من محارمي. ..والزهد في الدنيا.
ونختم بالحديث القدسي الذي يمثل درجات الكمال الى الله والمروي في المحاسن قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى: ما تحبب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وإنه ليتحبب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، إذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وما ترددت في شيء أنا فاعله كترددي في موت المؤمن: يكره الموت وأنا أكره مساءته(أي استيائه وضيقه).
https://halbayat.blogspot.com/2025/02/blog-post.html
https://t.me/albayat_h/1257