مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
مَشَايخُ الدَّعْوةِ السَلَفِيةِ بِالْجَزَائِرِ
February 7, 2025 at 08:43 PM
الرَّدُّ عَلَى مَنْ نَبَزَ السَّلَفِيِّينَ بِالمَدَاخِلَةِ وَدَحْضُ فِرْيَةِ أَنَّهُمْ صَنِيعَةُ المُخَابَرَاتِ 📜 السؤال:أسْتَاذٌ فِي كُلِّيَّةِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ يَطْرَحُ شُبْهَةً وَيَقُولُ أَنْتُمْ الْمَدَاخِلَةُ وَضَعَتْكُم المخَابراتُ لِمُحَارَبَةِ الْإِخْوَانِ، عَلْمًا أَنَّ الْحُضُورَ عِنْدَهُ إِجْبَارِيٌّ. 🎙جَوَابُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الْمُعِزّ مُحَمَّد علِي فَرْكُوس: أَوَّلًا، لَا يَنْبَغِي لِلْإِنْسَانِ أَنْ لا يُزَكِّيَ نَفْسَهُ وَيَعْتَدِيَ عَلَى غَيْرِهِ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ وَغَيْرُهُ عَلَى الْبَاطِلِ؛ لِأَنَّ الْحَقَّ يُعْرَفُ بِالرُّجُوعِ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. يقُولُ اللّهُ تعَالىَ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِِ} (النساء: 59)،{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (الشورى: 10). أَيْنَ هُوَ مَا تَذْكُرُهُ مِنْ عَيْبٍ مُشِينٍ فِي الْمَدَاخِلَةِ؟ فَكَما تُسَمِّي هَؤُلَاءِ تَيْمِيَّةً وَوَهَّابِيَّةً، أَيْنَ الْمُشْكِلُ وَفِي أَيِّ مَسْأَلَةٍ؟ اذْكُرْ لَنَا الْمَسْأَلَةَ وَنَعْرِضُهَا عَلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَنَرَى إِنْ كَانَتْ فِيهَا مُخَالَفَةٌ. هَؤُلَاءِ يَأْتُونَ بِعُمُومَاتٍ وَتَهْوِيلٍ لِيَصْرِفُوا الْأَنْظَارَ وَيُبْعِدُوا النَّاسَ عَنِ الْحَقِّ. لِمَاذَا يُنَفِّرُونَ النَّاسَ عَنِ الْحَقِّ؟ يَأْتُونَ بِأَشْيَاءَ دُونَ دَلِيلٍ لِيُلَمِّعُوا أَنْفُسَهُمْ وَيَجْعَلُوا لِلْآخَرِ أُمُورًا كَمَا تَفْعَلُ الشِّيعةُ مَعَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَهْلِ الْبَاطِلِ مَعَ أَهْلِ الْحَقِّ. هَذِهِ أَطْلَقَتْهَا الدَّوْلَةُ الْعُثْمَانِيَّةُ الصُّوفِيَّةُ عَلَى دَعْوَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ. يَقُولُونَ وَهَّابِيَّةٌ، وَبَعْدِينَ سَتَسْمَعُ فَرَاكِسَةٌ، وَهَذَا بِإِيعَازٍ مِنَ الشَّيْطَانِ لِأَهْلِ الْبَاطِلِ الَّذِينَ يَنْفُخُونَ فِي النَّارِ. لِهَذَا تَجِدُ أَهْلَ الْحَقِّ قِلَّةً، وَأَهْلَ الْبَاطِلِ كُثُرًا، قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} (الأنعام: 116). وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: {سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً} (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد). إِذَنْ لَيْسَ هَذَا الْمِعْيَارُ. هَذَا يُدَافِعُ عَنِ الْإِخْوَانِ، وَالشَّيْخُ رَبِيعٌ وَقَفَ ضِدَّ التِّيَارِ الْإِخْوَانِيِّ، وَالشَّيْخُ الْأَلْبَانِيُّ أَيْضًا، وَغَيْرُهُمْ مِنَ السَّلَفِيِّينَ وَقَفُوا ضِدَّهُ لِكَثْرَةِ الْبِدَعِ فِيهِ. نَحْنُ نَدْعُو إِلَى الْحَقِّ وَنَسْتَنِيرُ بِهِ. فَمَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ يَخْتَلِفُ عَنْ مَنْهَجِ الإِخْوَانِ. إِذَنْ الشَّيْخُ رَبِيعٌ وَالشَّيْخُ الْأَلْبَانِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنَ السَّلَفِيِّينَ يَرْفُضُونَ الْمَنْهَجَ الْإِخْوَانِيَّ. عِنْدَمَا تَنَاوَلَ الشَّيْخُ رَبِيعٌ كُتُبَ سَيِّدِ قُطُبٍ، بَيَّنَ مَا فِيهَا مِنْ مُخَالَفَاتٍ وَشَطَحَاتٍ صُوفِيَّةٍ وَقَدْحٍ فِي الْأَنْبِيَاءِ. الْوَاجِبُ أَنْ يَتُوبَ إِذَا كَانَ حَيًّا:يعني( سَيِّدُ قُطُبٍ) يَقُولُونَ عن السَّلَفِيِّين: "صِنَاعَةٌ أَمْرِيكِيَّةٌ، أَنْتَ كُنْتَ مَعَ أَمْرِيكَا وَرَأَيْتَهُمْ؟! "، فِي أَحَدِ الْمَسَاجِدِ (الْمَسْجِدِ الْعَتِيقِ) كَانَ وَاحِدٌ يَحْلِفُ أَنَّنِي تُمَوِّلُنِي السُّعُودِيَّةُ، هَذِهِ أَرَاجِيفُ وَتَخْوِيفَاتٌ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} (الأحزاب: 60). الْمُرْجِفُونَ يُخَوِّفُونَ بِالْإِفْتِرَاءَاتِ، لَيْسَ يَأْتُونَ بِمَوْضُوعٍ وَأَدِلَّتِهِ. فَنَحْنُ إِنْ أَخْطَأْنَا نَرْجِعُ، وَلَكِنْ لَا يَأْتُونَ بِمَوْضُوعٍ لِلْمُنَاظَرَةِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُمْ حُجَّةٌ. نَحْنُ لَوْ أَتَى بِمَسْأَلَةٍ أَخْطَأَ فِيهَا فُلَانٌ، لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ مَنْهَجَهُ فَاسِدٌ. نَحْنُ نُخَطِؤُهُ فِي هَذِهِ وَنَحْفَظُ كَرَامَتَهُ؛ لِأَنَّ هَذَا مَنْهَجُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ، وَالْخَطَأُ لَا يَسْلَمُ مِنْهُ بَشَرٌ. وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي الْأَحَادِيثِ: {كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ} [رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، حَدِيثٌ صَحِيحٌ، رَقْمُ: 2499]. الْعَيْبُ لَيْسَ فِي الْخَطَأِ، وَالْعَيْبُ هُوَ عَدَمُ الرُّجُوعِ عَنِ الْخَطَأِ. يَقُولُونَ الْمَدَاخِلَةَ كَذَا، الشَّيْخُ رَبِيعٌ كَذَا، هَلْ كَانَ مَعَ الْمُوسَادِ وَمَعَ الْمُخَابَرَاتِ الْأَمْرِيكِيَّةِ؟ اللَّهُ الْمُسْتَعَانُ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ. 📍مِنْ مَجْلِسِ الْقُبَّةِ، بَعْدَ فَجْرِ يَوْمِ الْخَمِيسِ 7 شَعْبَانَ 1446 هـ، الْمُوَافِقِ 6 فِبْرَايِرَ 2025م.

Comments