مقتطفات ودرر مــنــوعــة
February 12, 2025 at 09:02 PM
🔍 *فــــائِـــدَةُ الْــيَــــوْم* 🔎
الأربعاء
13 شــــ⑧ــــعبان 1446 هـ.
*{صِفةُ الصَّلاةِ (136)}*
الفصلُ العاشرُ: *الجَلْسةُ بين السَّجدتينِ وجلسة الاستراحة.*
المبحث الثاني: *جَلْسةُ الاستراحةِ في الصَّلاةِ.*
*اختَلَف أهلُ العلمِ في حكم جَلسةِ الاستراحةِ بعدَ السَّجدةِ الثانيةِ وقبلَ النهوضِ إلى الرَّكعةِ الثَّانيةِ، والرَّابعةِ، وذلك، على قولينِ:*
القولُ الأوَّلُ: *لا تُسنُّ جلسةُ الاستراحةِ إذا لم يحتجْ إليها، وهذا مذهبُ الجمهورِ:*
*الحنفيَّةِ:*
[البناية للعيني: (2/250)، وينظر: مجمع الأنهر لشيخي زاده: (1/150)].
*والمالكيَّةِ:*
[حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني: (1/ 272)، وينظر: بداية المجتهد لابن رشد: (1/137)، والفواكه الدواني للنفراوي: (1/473)].
*والحنابلةِ*
[كشاف القناع للبهوتي: (1/355)، وينظر: المغني لابن قدامة: (1/380)].
*وقولٌ للشافعيَّةِ:*
[روضة الطالبين للنووي: (1/260)].
*واستظهَرَه ابنُ القيِّمِ:* قال ابنُ القيِّم: جلسة الاستراحة لا ريبَ أنه -ﷺ- فعَلَها، ولكن هل فعلها على أنَّها من سُنن الصلاة وهيئاتها كالتَّجافي وغيره، أو لحاجته إليه لَمَّا أسنَّ وأخذه اللحم؟ وهذا الثاني أظهر لوجهين: أحدهما: أنَّ فيه جمعًا بينه ويبن حديث وائل بن حجر وأبي هريرة أنه كان ينهضُ على صدور قدميه. الثاني: أنَّ الصحابة الذين كانوا أحرصَ الناس على مشاهدة أفعاله وهيئات صلاته كانوا ينهضون على صدور أقدامهم...
[الصلاة وأحكام تاركها: (ص: 167)].
*واختارَه ابنُ عُثَيمين:* قال ابن عُثَيمين: هذا القول هو الذي أميل إليه أخيرًا؛ وذلك لأنَّ مالك بن الحويرث قدم على النبي -ﷺ- وهو يتجهَّز في غزوة تبوك والنبي -ﷺ- في ذلك الوقت قد كبِر وبدأ به الضعف، وفي صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «لَمَّا بدَّن رسولُ الله -ﷺ- وثقُل كان أكثر صلاته جالسًا»، وسألها عبد الله بن شقيق: هل كان النبي -ﷺ- يُصلِّي وهو قاعد؟ قالت: «نعم، بعدَما حَطَمَه النَّاسُ»، وقالت حفصة -رضي الله عنها-: «ما رأيت النبيَّ -ﷺ- يصلِّي في سبحته قاعدًا، حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلِّي في سبحته قاعدًا»، وفي رواية: «بعام واحد أو اثنين»، وكل هذه الرِّوايات في صحيح مسلم، ويؤيِّد ذلك أنَّ في حديث مالك بن الحويرث ذكر الاعتماد على الأرض والاعتماد على الشيء إنما يكون عند الحاجة إليه.
[مجموع فتاوى ورسائل العُثَيمين: (13/218)].
*الأدلَّة: أوَّلًا: من السُّنَّة:*
● عن معاويةَ -رضيَ اللهُ عنه-، قال: قال رسولُ اللهِ -ﷺ-: *"لا تُبادِروني في الرُّكوعِ والسُّجودِ؛ فإنِّي قد بدَّنْتُ".*
[رواه أبو داود: (619)، وابن ماجه: (797)، وأحمد: (4/92) (16884). واحتجَّ به ابن حزم في المحلى: (4/158)، وصحَّحه ابن تيميَّة في مجموع الفتاوى: (23/336)، وقال الألباني في صحيح سنن أبي داود: (619): حسن صحيح. وحسَّنه الوادعي في الصحيح المسند: (1138)].
*وَجْهُ الدَّلالَةِ:*
أنَّ في الحديثِ إشارةً إلى أنَّه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- كان يفعَلُها لهذا السَّببِ، فلا يُشرَعُ إلَّا في حقِّ مَن اتَّفَقَ له نحوُ ذلك.
[فتح الباري لابن حجر: (2/302)].
*ثانيًا:* أنَّ أكثرَ الأحاديثِ في صفةِ صلاةِ النبيِّ -ﷺ- ليس فيها ذِكرُ شيءٍ مِن جَلسةِ الاستراحةِ، ولو كانت سنَّةً لذكَرَها كلُّ مَن وصَفَ صلاتَه، فيُقوِّي أنَّه فعَلَها للحاجةِ
[فتح الباري لابن رجب: (5/142)، وفتح الباري لابن حجر: (2/302)].
*ثالثًا:* أنَّ جَلسةَ الاستراحةِ لو كانت مقصودةً، لشُرِع لها ذِكرٌ مخصوصٌ.
[فتح الباري لابن حجر: (2/302)].
--- --- --- --- --- ----- --- --- --- --- ---
_*رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ، رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ*_