قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
February 5, 2025 at 10:04 PM
(مصطفى العدوي الضال المبتدع ينكر حديث موسى عليه السّلام في فقأ عين ملك الموت) ______ قال الإمام ابن عبد البر في "التمهيد" في كلام طويل وهو يشرح أحاديث الصفات: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ الْجَارُودِ قَالَ : حَدَّثَنَا سَحْنُونُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ : قُلْتُ لِأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ : *يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، أَلَيْسَ تَقُولُ بِهَذِهِ الْأَحَادِيثِ ؟ وَيَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ رَبَّهُمْ ، وَبِحَدِيثِ : لَا تُقَبِّحُوا الْوُجُوهَ ; فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ . وَاشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ فِيهَا قَدَمَهُ ، وَإنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ لَطَمَ مَلَكَ الْمَوْتِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ ؟* قَالَ أَحْمَدُ : كُلُّ هَذَا صَحِيحٌ ، وَقَالَ إِسْحَاقُ : كُلُّ هَذَا صَحِيحٌ ، وَلَا يَدَعُهُ إِلَّا مُبْتَدِعٌ أَوْ ضَعِيفُ الرَّأْيِ. وأخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" وصححه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان وغيرهم فكيف يكون ضعيفاً، ولم يذكر احداً أنه ضعفه وانظر إلى كلام الإمام إسحاق رحمه اللَّه تعالىٰ فيمن ينكر هذه الأحاديث ... وقال الإمام عبد الغني المقدسي رحمه اللَّه تعالىٰ في "عقيدة الحافظ تقي الدّين عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي" ونؤمن بأن ملك الموت أرسل إلى موسى عليه السّلام فصكه ففقأ عينه كما صح عن رسول اللَّه ﷺ، لا ينكره إلا ضال مبتدع رادّا على اللَّه ورسوله. _______ وقال الإمام المازري رحمه اللَّه تعالىٰ في "المعلم بفوائد مسلم" قال الشّيخ وفّقه اللَّه: هذا الحديث مما تَطعَن به الملحدة وتتلاعب بِنقلَة الآثار بسببه وتقول: كيف يجوز على نبيّ مثل هذا أن يَفقَأ عَيَن مَلَكٍ؟ وَكيف تَنفَقِىء عين الملَك؟ ولعلّه لَمّا جَاءَ عِيسَى أذهب عينه الأخرى فَعمِيَ. ولأصحابنا عن هذا ثلاثة أجوبة قال بعضهم: إن الَملَك يتصوّر في أيّ الصور شاء مما يقدره اللَّه عَزَّ وَجَلَّ عليها، وقد قال اللَّه سبحانه *﴿فَأرسَلنَا إلَيها روحَنَا فتَمَثَّل لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا﴾.* وقيل إنّه تمثّل لها بصورة رجلٍ يسَمَّى تقيًّا وَلَهِذَا *﴿قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾* وقد تَمثَل جِبِريل عليه السّلام بصورة دِحيَة. وقال أصحاب هذه الطريقة: إن هذه الصور قَد يمون تخيّلا فَيَكون موسَى عليه السّلام فَقَأ عَينًا متَخَيَّلَةً لا عينًا حَقِيقَةً، وهذا الجواب عندي قد لا يقنِعهم وقد يقولون: إن علم أنّه مَلَك وأنّ ذَلِك تَخَيّل فكيف يَصكّه ويقابله (بهذه المقابلة) وهذا لا يليق بالنّبي. وقال آخرون من أصحابنا: الحديث فيه تجوّز وإذا حمل عليه اندفع طعن الملحدة ومحمله عندنا على أنّ موسى عليه السّلام حاجَّه وَأوضَحَ الحجّة لَديه وقد يقال في مثل هذا: فَقَأ فلان عَين فلان إذا غَلَبَه بالحجة. ويَقال: عوّرت هذا الأمر بِمعنى أدخلت نَقصًا فيه فإذا صرِف ذلك إلى غلبة موسى عليه السّلام بالحجّة سَقَط الاعتراض. وهذا أيضا قد يبعد عن ظاهر هذا اللّفظ لقوله ﷺ: *«فَرَدَّ اللَّه إليه عينَه».* وإن قالوا: معناه ردّ اللَّه إليه حجّته كان بعيداً عن مقتضى سياق اللّفظ. وجواب ثالث مال إليه بعض أيمتنا من المتكلّمين وهو أمثل ما قالوه فيه وهو أنّه لا يبعد أن يكون موسى صلى اللَّه على نبينا وعليه وسلّم أذِنَ اللَّه لَه في هذه اللّطمة محنة للملطوم وهو سبحانه يَتَعَبَّد خَلقَه بما شاء ولا أحَد من عباده تقنعه فضيلَته من أن يتصّرف بحكم التكليف فيما سَاء وسرّ ونفع وَضَرَّ فإذا سلمنا لهم (حقيقة الحديث، وحملناه على هذه الطريقة) لم يبق لهم تعلّق. ويظهر لي جواب رابع وهو أن يكون موسى عليه السّلام لم يَعلم أنه مَلَك من قبل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وظن أنه رَجل أتاه يريد نَفسَه فدافعه عَنها مدافعةً أدَّت إلى فقء عينه. وهذا سائغ في شريعتنا أن يدافع الإنسان عن نفسِهِ مَن أراد قتله وإن أدَّى إلى قَتلِ المطالب له فضلاً عن فَقءِ عَينه. وقد قدّمنا في كتاب مسلم إباحته ﷺ فَقءَ عين من اطَّلَع على قَومِ وأنّه حلال لهم *(فقء عَينه إذا اطّلع عليهم بغير إذنهم)* على ما تقدّم ومضى الحديث فيه فكيف بهذا. وإنّما يبقى على هذا الجواب أن يقال: فقد رجع إليه ثانية واستسلم موسى إليه فدلّ على معرفته به قلنا قد يكون أتاه في الثّانية بآيَةٍ وعَلاَمة عَلِمَ بها أنَّه مَلَك الَموت وأنّه مِن قِبل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ فاستسلم لأمر اللَّه ولم يَأتِهِ أوّلًا بآية يعرفه بها فكان منه ما كان، وأَحسَن ما اعتمد عليه في المسألةِ هذا الجواب الذي ظهر لنا أو الجواب الثّالث الذي ذكرناه عن بعض أيمّتنا، وعِندِي أنّ جوابنا أرجح منه. _______ وقال الإمام ابن الملقن رحمه اللَّه تعالىٰ في "التوضيح لشرح الجامع الصحيح" إذا تقرر ذلك فقد أنكر بعض أهل البدع والجهمية هذا الحديث كما قَالَ ابن خزيمة، وقالوا: لا يخلو أن يكون موسى عرف ملك الموت أو لم يعرفه، فإن كان عرفه فقد استخف به، وإن كان لم يعرفه فرواية من روى أنه كان يأتي موسى عيانًا لا معنى لها، ثم إن اللَّه تعالىٰ لم يقتص لملك الموت من اللطمة وفقء العين واللَّه تعالىٰ لا يظلم أحدًا، وهذا اعتراضُ مَنْ أعمى اللَّه بصيرته. ومعنى الحديث صحيح، وذلك أن موسى لم يبعث اللَّه إليه الملك وهو يريد قبض روحه حينئذ، وإنما بعثه اختبارًا وابتلاءً، كما أمر اللَّه خليله بذبح ولده ولم يُرد إمضاء ذلك، ولو أراد أن تقبض روح موسى حين لطم الملك لكان ما أراد، وكانت اللطمة مباحة عند موسى إذ رأى آدميًا دخل عليه ولا يعلم أنه ملك الموت، وقد أباح الشارع فقء عين الناظر في دار المسلم من غير إذن ومحال أن يعلم موسى أنه مَلَك الموت ويفقأ عينه، وقد جاءت الملائكة إلى إبراهيم فلم يعرفهم ابتداء، ولو علمهم لكان من المحال أن يقدّم إليهم عجلًا؛ لأنهم لا يطعمون، وقد جاء الملك إلى مريم فلم تعرفه ولو عرفته لما استعاذت منه، وقد دخل الملكان على داود في شبه آدميين يختصمان عنده فلم يعرفهما، وقد جاء جبريل إلى سيّدنا رسول اللَّه ﷺ وسأله عن الإيمان ولم يعرفه، وقال: *«ما أتاني في صورةٍ قط إلا عرفتُه فيها غير هذه المرة»* فكيف يستنكر أن لا يعرف موسى الملك حين دخل عليه. واعترض على هذا بما في الحديث: *«يا رب أَرْسَلْتَنِي إِلَي عَبْدٍ لَا يُرِيدُ المَوْتَ»،* فلو لم يعرفه موسى لما صح هذا من الملك. https://t.me/al_hanabila_sadti Follow the قَنَاة السَّادَة الْحَنَابِلَة channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f https://youtu.be/iwVEMrgz0ck?si=cbFwwrsiaUHjck3l

Comments