
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
February 11, 2025 at 08:53 PM
قال: الإمام ابن عبد القوي في منظومة الآداب:
*كَذَاكَ الرُّقَى إِلَّا بِآي وَمَا رُوِي
فَتَعْلِيقُ ذِي حِلَّ كَكَتْبٍ لِوُلَّدِ الرقى
*
جمع مفرده رُقْيَةٌ، وهي العزائم.
قال الإمام الحجاوي قدّس اللَّه سره: ويُكْرَهُ منها غير ما روي من الآياتِ والسُّنَّةِ وما فيه ذكر اللَّه - تعالىٰ -؛ لقول النبيّ ﷺ: *«إِنَّ الرُّقَى والتَّمَائِمَ والتَّوَلَةَ شِرْكٌ».* وقال: *«مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ عَلَّقَ وَدَعَةٌ فَلَا وَدَعَ اللَّهُ له»* رواهما أحمد.
والتَّمِيمَةُ: خَرزَةٌ كانوا يعلقونها يتقون بها العين والآفات.
واعتقاد هذا جهل وضلال؛ إذ لا نافع إلا اللَّه، ولا دافع غيره.
والتَّوَلَة: ضرب منَ السِّحْرِ، قال الأصمعي: هو تحبيب المرأة إلى زوجها.
وأمَّا الرُّقَى بالقرآن وبما ورد، فلا بأس به، وكذا كتْبه وتعليقه، وتكره بغير العربي.
وقد رقى بعضُ الصَّحابةِ سَيِّدَ ذَلكَ الحَيِّ لمَّا لُدِغَ بالفاتحة، فأقرَّهُ النبيّ ﷺ لما سأله، وقالَ: *«وَمَا يُدْرِيكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ؟»* وكانوا قد جعلوا له جعلاً - لَمَّا رَقَى - ثلاثين من الغنم.
ويجوز أخذ الجعل على الرقية؛ لهذا الحديث.
وكان ابنُ عُمْرٍو يُعَلِّقُ على مَنْ لا يعقل من بنيه: *«أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ غَضَبِهِ، وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ».*
وكان النبيّ ﷺ يعلمهم هؤلاء الكلمات من الفزع.
ويجوز أن يكتب للحمى، والنملة، والحية، والعقرب، والصداع، والعين، ما يجوز، ويُرْقى من ذلك بقرآن، وبما وَرَدَ فيه ذكر اللَّه.
قالَ المَرُّوذِيُّ: كتب لي أبو عبد اللَّه للحمى: بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرحيم، باسم اللَّه، وباللَّه، ومحمد رسول اللَّه، *﴿یَـٰنَارُ كُونِی بَرۡدࣰا وَسَلَـٰمًا عَلَىٰۤ إِبۡرَ ٰهِیمَ﴾ ﴿وَأَرَادُوا۟ بِهِۦ كَیۡدࣰا فَجَعَلۡنَـٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِینَ﴾* اللَّهُمَّ رَبَّ جبريل وميكائيل وإسرافيل، اشف صاحبَ هَذَا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق، آمين.
ورَوَى أحمدُ أَنَّ يوسف بن حباب كان يكتبُ هَذَا مِنْ حُمَّى الرَّبْعِ.
وشكت امرأة إلى أحمد أنها مستوحشة في بيت وحدها، فكتب لها رقعة بخطه: باسم اللَّه، وفاتحة الكتاب، والمعوذتين، وآية الكرسي.
وقال في رواية مُهَنَّا في الرَّجل يكتب القرآن في إناء ثم يسقيه المريض؟ قال: لا بأس به.
قالَ مُهَنَّا: فقلتُ له: فيغتسل به؟ قال: ما سمعت فيه شيئاً.
قال الخلالُ: إِنَّما كَرِهَ الغسلَ بِهِ؛ لأنَّ العادة أن ماء الغسل يجري في البلاليع والحشوش، فوجب أن ينزَّه ماء القرآن من ذلك، ولا يُكْرَهُ شربه؛ لما فيه من الاستشفاء به.
قال صالح: ربما اعتللْتُ، فيأخذ أبي قدحاً فيه ماء، فيقرأ عليه، ويقول لي: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك.
ونقل عبد اللَّه أنه رأى أباه يعوذ في الماء، ويقرأ عليه، ويشربه، ويصب على نفسه منه.
قال عبد اللَّه: ورأيته غير مرَّةٍ يشرب ماء زمزم يستشفي به، ويمسح يديه ووَجْهَهُ.
وقال أحمد: يُكْتَبُ للمرأةِ إِذا عَسُرَ عليها ولدها في جام، أو شيء نظيف: بسمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، لا إله إلا اللَّه الحكيم الكريم، سبحان اللَّه ربّ العرش العظيم، الحمد للَّه ربّ العالمين، *﴿كَأَنَّهُمۡ یَوۡمَ یَرَوۡنَهَا لَمۡ یَلۡبَثُوۤا۟ إِلَّا عَشِیَّةً أَوۡ ضُحَىٰهَا﴾ ﴿كَأَنَّهُمۡ یَوۡمَ یَرَوۡنَ مَا یُوعَدُونَ لَمۡ یَلۡبَثُوۤا۟ إِلَّا سَاعَةࣰ مِّن نَّهَارِۭۚ بَلَـٰغࣱۚ﴾* ثمَّ تُسْقَى منه، ويُنْضَحُ ما بقي على صدرها.
وروى أحمدُ هَذا الكلام عن ابنِ عَبَّاسِ.
وإن كُتِبَ القرآن في قِرْطاس، ودُفِنَ للابق، فلا بأس به، نص عليه.
Follow the قَنَاة السَّادَة الْحَنَابِلَة channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f
❤️
1