
قَنَاةُ السَّادَةِ الْحَنَابِلَةِ
March 1, 2025 at 02:50 PM
يُقرِّرُ الإمام الطبري هنا قاعدة معروفة عند أئمة الحديث والنقد، وهي أن ((من أسنَدَ فقد برئت ذمَّتُه))، أو ((من أحالَ فقد بَرِئَ)).
ومعنى هذه القاعدة أن من ساق إسناده لما يذكره من الروايات، أو أحال القارئ على مصادره التي ينقل منها = فقد (برِئَ) أي تبرأ عُهدتُه منه ولا تلحقه مَذمّةٌ ولا اتهام، لأنه أدّى ما عليه من الإحالة، وإنما على القارئ أو الباحث أن يرجع إلى رجال ذلك السند أو إلى ذلك المصدر المنقول عنه لينظرَ في ضبطه وعدالته، حتى يتبيَّنَ بذلك صحة الرواية المنقولة أو كذبها.
وبعبارةٍ بسيطةٍ جدا = يقول لك الطبري: أيها القارئ هاهو إسنادي الذي أروي به، وهاهي مصادري التي أنقل منها، فإن وجدت خبرا منكرا أو مستبشعا كبعض الخرافات والأساطير والقصص المكذوبة = فليس الذنبُ ذنبي، بل هو ذنبُ من نقلتُ عنه، وما أنا إلا ناقلٌ فقط، لأنني لم أضع هذا الكتاب لأجل التمحيص والنقد والغربلة لكلّ شيءٍ، بل وضعتُه ليكون مرجعًا جامعًا وشاملا يجد فيه الناس ما يحتاجونه من الروايات والأخبار، بصرف النظر عن صدقها أو كذبها.
وليس معنى كلام الطبري أن الرواية مُقدَّمة على الدراية، أو أن النقل مقدَّمٌ على النقد، وليس لك أيها الباحث أن تنقدَ أو تُحقِّقَ أو تُمحِّصَ وإلا فأنت بهذا النقد تحاكم المؤلّف وتتهمه.. كما سمعته بأذني من بعض من "يقرأ" وهو "لا يُحْسِن أن يقرأ" !!!!
وما كنتُ أظنّ أن يسبق هذا الفهم العجيب إلى ذهنِ أحدٍ، ولله تعالى في خلقه شؤون !!!!!!!.
الشيخ الفاضل/ منير الخلوفي حفظه اللَّه ... 👇🏻
Follow the قَنَاة السَّادَة الْحَنَابِلَة channel on WhatsApp: https://whatsapp.com/channel/0029Vaj7I6B3mFY7Nu3QOF0f