
طرائف من الأدب العربي .
February 28, 2025 at 12:29 PM
🐑 طباع سوء 🐑
تروي كتب الأدب: أن رجلا دخل على امرأة عجوز في خبائها فوجدها تبكي شاة مقتولة، وقريب منها ذئب مقتول فقال له: ما بالك؟
فقالت: أتدري ما هذا؟
فقال: لا.
قالت: هذا جرو ذئبٍ أخذته صغيرًا وأدخلته بيتي وربيته ولمّا كبر فعل بشاتي ما ترى، وأنشدت:
بقرت شويهتي وفجعت قلبي
وأنت لشاتنا ابن ربيبُ
غُذيت بدرّها ونشأت معها
فمَن أنباك أن أباك ذيبُ
إذا كان الطباع طباع سوء
فلا أدب يفيد ولا أديبُ
وهذا قريب من قصة أخرى ترويها كتب الأدب أيضًا، ذلك أنّ قوما طردوا ضبعةً حتى لجأت إلى خباء أعرابي، فأجارها وجعل يطعمها ويسقيها. فبينما هو نائم وثبت عليه وبقرت بطنه وهربت، فجاء أهله يطلبونه فوجدوه ميتًا، فخرجوا وتبعوا آثار الضبعة حتى أدركوها فقتلوها، فقال شاعرهم:
ومَن ينصع المعروف في غير أهله
يلاقِ الذي لاقى مجير أم عامرِ
أعدّ لها لمّا استجارت ببيته
أحاليب ألبان اللّقاح الدرائر
وأسمنها حتى إذا ما تمكنت
فرته بأنيابٍ لها وأظافر
فقل لذوي المعروف: هذا جزاء مَنْ
يجود بمعروف على غير شاكر.
والعلاقة بين بين الذئب والضبع في الأدب علاقة وثيقة، فالضبع أشدّ فتكا في الغنم من الذئب، وإذا اجتمع الذئب والضبع سلمت الغنم، ولذا كان من دعائهم: اللهم ضبعا وذئبا، وفي ذلك يقول الشاعر:
تفرّقت غنمي يوما فقلت لها:
يا ربّ سلّط عليها الذئب والضبُعا
ومن غريب ما ذكروا أنّ الذئب يتسافد مع الضبع فتلدُ الضبعُ ( السِّمْع ) وهو ولد الذئب منها، ويقال: إن الذئبة ترضع ولد الضبع – والله أعلم – وهذا معنى قول الشاعر ابن جذل الطّعان :
كمرضعة أولاد أخرى وضيّعت
بنيها فلم ترقع بذلك مرقعا
ومن مزيد عجائبهم أنّ الضبع إذا صيدت أو قُتلت جاء الذئب باللحم لأولادها فيطعمها، وفي ذلك يقول الكميت:
كما خامرت في حضنها أم عامر
لذي الحَبل حتى عال أوس عيالها
وأم عامر هي الضبعة، وأوس هو الذئب، وعال بمعنى يعول أي يطعم ويكفي حاجتهم.
👍
1