
طرائف من الأدب العربي .
78 subscribers
About طرائف من الأدب العربي .
تعنى هذه القناة بقصص التراث الأدبي، ونوادر الأدب العربي، وتسعى إلى تقديم ومضات جميلة، وإضاءات بديعة من ثقافتنا العربية.
Similar Channels
Swipe to see more
Posts

👀 ليس منك قليل 👀 ومن معاني الشعراء، زعمهم أن القليل من الحبيب كثير، وأنه يكفيهم لتسعد أنفسهم وتهنأ أرواحهم وتطيب خواطرهم، وقد تردد هذا المعنى على ألسنتهم، ومن ذلك قول يزيد بن الطثرية: أ ليس قليلا نظرة إن نظرتها إليك، وكلا، ليس منك قليلُ وقول إسحاق الموصلي: هل إلى نظرة إليك سبيل؟ يروَ منها الصدى، ويشفى الغليلُ إن ما قلّ منكِ يكثر عندي وكثير ممن تحب القليلُ ويقول عمر بن أبي ربيعة: ليت حظي كطرفة العين منها وكثير منها القليل المهنّا ويقول أبو نصر أحمد الميكالي: قليل منك يكفيني ولكن قليلك لا يقال له قليلُ ويقول المتنبي: وجودك بالمقام ولو قليلا فما فيما تجود به قليلُ.

هل تفهم البقر ؟ من الأبيات المتداولة في الشعر العربي وينسب إلى أبي عبادة البحتري هذا البيت: عليّ نحتُ القوافي من مقاطعها وما عليّ لهم أن تفهم البقرُ هكذا وردت رواية الديوان بتحقيق حسن كامل الصيرفي ج2 ص 955 ، وأورد المحقق في الهامش ما يلي: وقال : ذكر علي بن يحيى المنجم : أن البيت للمجثم الراسبي ، وكان شاعرا اتصل بمحمد بن منصور بن زياد فكسب معه ألف ألف دينار، فلما مات اتصل بمحمد بن يحيى بن خالد البرمكي . وأورده الآمدي ، وقال : ذكر علي بن يحيى المنجم عن شيوخه أن البيت للمجثم الراسبي أحد الشعراء في دولة الرشيد، وكان صحب محمد بن منصور بن زياد فكسب معه مالا عظيما، ثم صحب محمد بن يحيى بن خالد البرمكي بعد موت ابن منصور فلم يحمده فهجاه . وأخذُ بيت باسره قبيح لأبي عبادة، ومثله لا يضطر إلى هذا وقد كان علي بن يحيى أعرض عن البحتري؛ لأنّ البحتري هجاه بأمر المتوكل بأبيات ليس مثلها يضرّ، وبلغ ذلك علي بن يحيى ، فعاب هذا على البحتري لما حدث بينهما من التباعد . قال الآمدي: إلا أني لم أرهم ينكرون استعارة البيت الذي يجري مجرى المثل إذا جاء في موضعه إلا أن يكون في شوارد الأمثال التي لا يكاد يعرف قائلوها . أحمد اللهيب ذو القعدة 1445

😂 الجاحظ والنساء 😂 قال الجاحظ ما غلبني إلا امرأتان: أما الأولى فإني رأيت جارية بسوق النخاسين(الرقيق) ببغداد ينادَى عليها وعلى خدها خال. فقلت لها:ما اسمكِ؟ قالت:مكة فقلت:الله أكبر قرُبَ الحج.أتاذنين أن أُقبل الحجر الأسود. قالت: إليك عني, ألم تسمع قول الله- عز وجل-: لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس . وأما الأخرى فإني كنت واقفا عند باب داري فأتتني امرأة وكانت جميلة. فقالت: إن لي إليكَ حاجة وأريد أن تمشي معي لقضائها. فقمت معها إلي أن أتت صائغا يهودياً وقالت له:مثل هذا. وتركتني وانصرفت. فسألت الصائغَ عن قولها فقال: إنها أتت إليّ بفص وأمرتني أن أنقش عليه صورة شيطان. فقلت لها: يا سيدتي ما رأيت شيطاناً قط. فذهبت وأتت بكَ وقالت ما سمعت.

🪴 من مجانسات الشعراء 🪴 اجتمع سهل بن مروان مع الثعالبي في مجلس، فقال له: هل تعلم أن من الشعراء من ( سلسل ) ومنهم من ( شلشل ) ومنهم من ( قلقل ) ومنهم من ( بلبل)؟ فقال الثعالبي أخشى أن أكون رابع الشعراء، أراد بذلك قول الشاعر: الشعراء فاعلمنّ أربعهْ فشاعر يجري ولا يجرى معه وشاعر من حقه أن ترفعه وشاعر من حقه أن تسمعه وشاعر من حقه أن تصفعه! وأراد سهل بن مروان بقوله: منهم من ( سلسل ) قول مسلم بن الوليد: سُلّت وسُلّت ثم سلّ سليلها فأتى سليل سليلها مسلولا وأراد بقوله: منهم من ( شلشل ) قول الأعشى: وقد أروح إلى الحانات يتبعني شاوٍ مشلٌ شلول شلشل شولُ وأراد بقوله: منهم من قلقل قول المتنبي: فقلقلت بالهم الذي قلقل الحشا قلاقل عيسٍ كلّهن قلاقل قال الثعالبي: ثم إني قلت: وإذا البلابل أفصحت بلغاتها فانفِ البلابل باحتساء بلابل ومن هذا القبيل نجد أن عددا من الشعراء وظفوا كلمات متجانسة الحروف للتعبير عن أمانيهم وحاجاتهم، ومن ذلك قول الحريري المشهور: جاء الشتاء وعندي من حوائجه سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا كِنّ وكيس وكانون وكأس طلا بعد الكباب وكفّ ناعم وكسا وقول ابن التعاويذي: إذا اجتمعت في مجلس الشرب سبعة فبادر، فما التأخير عنه صوابُ شواء وشمام وشهد وشادن وشمع وشادٍ مطربٌ وشرابُ ومنهم من طأطأ كقول ابن قزل: عجّلْ إليّ فعندي سبعة كملت وليس فيها من اللذات إعوازُ طار وطبل وطنبور وطاس طلا وطفلة وطباهيج وطنّاز وقال في أبيات أخرى أيضا: جاء الخريف وعندي من حوائجه سبع بهنّ قوام السمع والبصرِ موز ومزّ ومحبوب ومائدة ومسمع ومدام طيّب ومُري وقال شاعر آخر في مصر: إذا تيّسر لي في مصر واجتمعت سبعٌ فإنيَ في اللذات سلطانُ خود وخمرٌ وخاتون وخادمها وخلسة وخلاعات وخلانُ. وقد أكثر الشعراء من استعمال هذه المجانسة في الألفاظ إظهارا لقدرتهم الشعرية وتلذذا بهذه المجانسة بين الكلمات.

مما قيل في الزيارة والتقليل منها وأن تكون بين الفينة والأخرى، رفعا للملل وبعدا عن الإثقال، قول الشاعر: غِب وزر غِبًا تزد حبًّا فمَن أكثر الترداد أضناه المللْ وقول الآخر: توقفْ عن زيارة كل يوم إذا أكثرت ملّك من تزورُ

💔 زعمت فؤادك ملّها 💔 قال عروة بن عبدالله، أتاني أبو السائب المخزومي – وكان محبا للشعر راوية له متذوقا لجميله – فقلت له – بعد الترحيب به -: أ لك حاجة؟ قال: نعم، بلغني أنك تحفظ أبياتا لعروة بن أذنية، فأنشدني إياها. فأنشدته قول عروة بن أذنية: إنّ التي زعمت فؤادك ملّها خُلقت هواك كما خلقت هوىً لها فيك الذي زعمت بها، وكلاكما أبدى لصاحبه الصبابة كلها بيضاء باكرها النعيم فصاغها بلباقةٍ، فأدقّها وأجلّها وإذا وجدت لها وساوس سلوةٍ شفع الضمير إلى الفؤاد فسلّها لمّا عرضت مسلما لي حاجةٌ أخشى صعوبتها وأرجو حلها منعت تحيتها فقلت لصاحبي: ما كان أكثرها لنا وأقلّها فدنا وقال: لعلها معذورة من بعض رِقبتها، فقلت: لعلّها فلمّا بلغت قوله: فدنا وقال لعلها معذورة ... إلى آخر البيت، قام أبو السائب وطرب، وقال: هذا والله صادق العهد، وإني لأرجو أن يغفر الله له لحسن الظن بها وطلب العذر لها. قال عروة بن عبد الله: ثم عرضت على أبي السائب الطعام، فقال: لا والله، ما كنتُ لأخلط بهذه الأبيات شيئا، وخرج. وفي حكاية أخرى، قال مصعب بن عبدالله، أتاني أبو السائب المخزومي ليلة بعدما رقد السامر، فأشرفت عليه فقال: سهرتُ وذكرتُ أخا لي أستمتع به فلم أجد سواك، فلو مضينا إلى العقيق فتناشدنا الأشعار وتحدثنا، فمضينا، وأنشدته بيتين للعرجي من جملة أبيات: باتا بأنعم ليلةٍ حتى بدا صبح تلوح كالأغرّ الأشقرِ فتلازما عند الفراق صبابة أخذ الغريم بفضل ثوب المُعسر. فقال أبو السائب: أعد عليّ. فأعدتُ، فقال أحسن والله، ثم سكت ورجع إلى بيته حتى لا يخلط بهذا الشعر كلاما آخر يفسده في ذهنه.

قال ابن دريد الأزدي في الغزل: لَيسَ المُقَصِّرُ وانِياً كَالمُقصرِ حُكمُ المُعَذَّرِ غَيرُ حُكمِ المُعذرِ لَو كُنتُ أَعلَمُ أَنَّ لَحظَكِ موبِقي لَحَذَرتُ مِن عَينَيكِ ما لَم أَحذَرِ لا تَحسَبي دَمعي تَحَدَّرَ إِنَّما نَفسي جَرَت في دَمعِيَ المُتَحَدِّرِ خَبَري خُذيهِ عَن الضَنى وَعَنِ البُكا لَيسَ اللِسانُ وَإِن تَلِفتُ بِمُخبِرِ وَلَقَد نَظَرتُ فَرَدَّ طَرفي خاسِئاً حَذَرُ العِدى وَبَهاءُ ذاكَ المَنظَرِ يَأسي يُحَسِّنُ لي التَسَتُّرَ فَاِعلَمي لَو كُنتُ أَطمَعُ فيكِ لَم أَتَسَتَّرِ

🔢 أيام الأسبوع 🔢 يرى ابن منظور صاحب كتاب (لسان العرب) في كتابه: نثار الأزهار في الليل والنهار أنّ أيام الأسبوع قسمت على الكواكب السيّارة، فالسبت لزُحل، ويوم الأحد للشمس، والاثنين للقمر، ويوم الثلاثاء لكوكب المريخ، أما عطارد فله يوم الأربعاء، والخميس للمشتري، ولكوكب الزّهرة يوم الجمعة، وجعلوا لكلّ يوم من أيام الأسبوع فضيلة، وخصّوه بعمل مختار، وقد أورد ابن منظور أبياتا في ذلك: لنِعْم اليوم يوم السبت حقَّا لصيدٍ إن أردت بلا امتراءِ وفي الأحد البناءُ فإن فيه بدا الرحمن في خلق السماء وفي الاثنين إن سافرت فيه تنبّأ بالنجاح وبالنّجاء وإن رمتَ الحجامة فالثلاثا فذاك اليوم مهراق الدماء وإن رام امرؤ يوماً دواءً فنِعمَ اليوم يوم الأربعاءِ وفي يوم الخميس قضاء خير ففيه اللهُ يأذنُ بالقضاءِ وفي الجُمُعاتِ تنعيم بأهلٍ ولذّات الرجال مع النساء. وفي الحديث عن أيام الأسبوع أقوال كثيرة، وروايات متعددة، وآراء مختلفة.

قال السيد الحميري: قد ضيّع الله ما جمّعت من أدب بين الحمير وبين الشاء والبقر وهو شبيه بقول الشاعر المنسوب خطأ للبحتري: علي نحت القوافي من معادنها وما علي إذا لم تفهم البقرُ

😩 تغيّر الأصدقاء وتحول الإخوان 😩 ورد في الشعر العربي أبيات كثيرة عبّر فيها الشعراء عن تغيّر الإخوان وتبدل أحوال الأصدقاء متى ما تغيرت حال صاحبهم، فالناس يميلون مع أهوائهم بحثا عن المال وتلبية حاجاتهم المادية من أكل وشرب، وينصرفون ما تحولت حال صاحبهم وانقلبت دنياه من غنى إلى فقر ومن مكانة مرموقة ومنصب عالٍ إلى هوان وذل، كما عبروا عن الحالة الأخرى التي ينقلب الإنسان فيها على إخوانه إذا تبدل من فقر إلى غنى ومن ذل إلى عز. يقول القاسم بن سعيد القرشي معبرا عن الحالة الثانية: وصاحبٍ قد كنتُ أدعو له أن تُجعل الدنيا جميعا إليه حتى إذا صارت إلى حظّه منها، وصارت حاجتي في يديه زال عن الوعد وعن ودنا وأظهر الشحّ بما فيها لديه فما مضى بعد دعائي إليه يومان حتى صرتُ أدعو عليه. وفي الحالة الأولى يقول حمّاد عجرد: كم من أخٍ لك لست تنكره ما دُمتَ من دنياك في يسرِ متصنعٌ لك في مودته يلقاك في الترحيب والبشرِ فإذا عدا - والدهر ذو غَرٍ- دهرٌ عليك عدا مع الدهرِ ويقول إبراهيم الصولي مخاطبا ابن الزيّات وقد تغيّر عليه: وكنتَ أخي بإخاء الزمانِ فلمّا نبا صرت حربا عوانا وكنتُ أذمّ إليك الزمانَ فأصبحت فيك أذمّ الزمانا وكنتُ أعدّك للنائباتِ فأصبحت أطلب منك الأمانا ويقال إن السلطان قد غضب على ابن مقلة وأمر بقطع يده؛ لأنه زوّر كتابا إلى أعدائه، فعزله، فلم يأت أحد من أصدقائه لزيارته، ثم إن السلطان تبيّن له غير ذلك فرجع في حكمه وعفا عن ابن مقلة، وردّ إليه عمله، فقال ابن مقلة : تخالف الناس والزمانُ فحيث كان الزمان كانوا عادانيَ الدهر نصف يومٍ فانكشف الناس لي وبانوا يا أيها المعرضون عنّا عودوا فقد عاد لي الزمانُ ويقول أبو العتاهية: ما الناس إلا مع الدنيا وصاحبها فكيف ما انقلبت يوما به انقلبوا يعظمون أخا الدنيا وإن وثبت عليه يوما بما لا يشتهي وثبوا.