اتمنى ان تقوم الجهات العاملة في مكافحة التدخين في بلداننا الاسلامية وبالتنسيق مع وزارة الاوقاف لطلب منهم ان تتضمن احد خطب أئمة المساجد في شهر شعبان او بداية رمضان ما يحث المدخنين على استثمار شهر رمضان المبارك في التوقف النهائي من جميع انواع التبغ والنيكوتين والدخان. ومرفق دليل استرشادي لخطبة جمعة او جزء منها: خطبة جمعة عن الإقلاع عن التدخين في شهر رمضان المبارك الحمد لله الذي أمر بعمارة الأبدان بطاعته، ونهى عن الإضرار بها بمعصيته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا. أما بعد: أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله – عز وجل – فهي وصية الله للأولين والآخرين، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُوا ٱلْكِتَٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾ (النساء: 131). عباد الله: لقد أظلنا شهر رمضان، شهر البركات والرحمات، شهر الطاعات والمغفرة، شهر يعتق الله فيه الرقاب، ويضاعف فيه الحسنات، ويفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق فيه أبواب النيران. وهو فرصة عظيمة للمسلم أن يجدد توبته، ويصلح حاله، ويبتعد عن كل ما يضر به في دينه ودنياه. أهمية الحفاظ على النفس والصحة والمال في الإسلام لقد أمرنا الله – عز وجل – بالحفاظ على أنفسنا، ونهانا عن إلحاق الضرر بها، فقال: ﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا﴾ (النساء: 29). وقال النبي ﷺ: "لا ضرر ولا ضرار" (رواه ابن ماجه وأحمد وصححه الألباني). كما نهى الإسلام عن تبذير المال فيما لا ينفع، بل فيما يضر، فقال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ﴾ (الإسراء: 27). وقال رسول الله ﷺ: "لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به" (رواه الترمذي). التدخين وأضراره على النفس والصحة والمال أيها المسلمون، من الأمور التي تضر الإنسان في دينه ودنياه التدخين، فهو داءٌ قاتل، وعادةٌ مهلكة، وسببٌ رئيسي للعديد من الأمراض الخطيرة، مثل السرطان، وأمراض القلب، وتصلب الشرايين، وضعف المناعة. وقد أفتى العلماء بأن التدخين محرم، لأنه مضر بالنفس والمال، وقد قال رسول الله ﷺ: "من تَحَسَّى سُمًّا فقتل نفسه، فسمه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا" (رواه البخاري ومسلم). رمضان فرصة عظيمة للإقلاع عن التدخين يا عبد الله، إن كنت من المدخنين، فاعلم أن رمضان فرصة ذهبية للإقلاع عن هذه العادة السيئة. فأنت تمتنع عن التدخين طوال ساعات الصيام، فلماذا لا تجعل ذلك بدايةً للإقلاع عنه نهائيًا؟ إن كنت تستطيع تركه نصف اليوم، فبإمكانك تركه طوال اليوم، ثم طوال العمر، بإذن الله. كيف تتوقف عن التدخين في رمضان؟ 1. استعن بالله، وأكثر من الدعاء، واطلب من الله العون في تركه. 2. استشعر نعمة الصحة، وادعُ الله أن يبارك لك في بدنك. 3. تذكر أن المال الذي تنفقه على التدخين، يمكن أن تنفقه في الصدقات والطاعات. 4. اجعل لك بديلاً نافعًا، مثل تناول الفواكه، أو مضغ العلكة الخالية من السكر. 5. ابتعد عن الأماكن التي تشجعك على التدخين، وصاحب الصالحين الذين يعينونك على تركه. 6. تذكر أنك قدوة لأولادك وأهلك، فلا تكن سببًا في تقليدهم لهذه العادة السيئة. خاتمة الخطبة أيها الأحبة في الله، رمضان هو شهر التوبة، وشهر الإقلاع عن العادات السيئة، فاغتنموه للتقرب إلى الله، وترك ما يضركم في دينكم ودنياكم. نسأل الله أن يعين المدخنين على ترك هذه العادة القاتلة، وأن يبارك لنا في صحتنا وأموالنا، وأن يجعلنا من المقبولين في هذا الشهر المبارك. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم. إعداد/ د.جمال باصهي أخصائي علاج ومكافحة التدخين