‏خطبة جمعة إسترشادية حول حث المدخنين لإستثمار شهر رمضان في التوقف عن الدخان: عباد الله : إنّ من يتأمَّل قواعد الشريعة ودلائل الكتاب والسنة لا يشك ولا يرتاب في حرمة التدخين وأنه آفة خطيرة وذنب يجب على كلِّ مدخن أن يتقي الله عزَّ وجل بالتوبة منه والبعد عنه وتركه إلى غير رجعة . يقول الله تبارك وتعالى : { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ } [الأعراف:157] والدّخان بشهادة كلِّ مدخن خبيث و ليس بطيب ، الدّخان - عباد الله - قاتلٌ للنفوس قتلا بطيئاً ومتدرّجاً ، وقد قرأت في بعض الإحصائيات أنّ معظم وفيات العالم بسبب التدخين ، وجاء في بعض الإحصائيات أن أكثر من ثمانية مليون نفس تموت سنوياً بسبب التدخين في العالم. والله تبارك وتعالى يقول في كتابه:{ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } [النساء:29] ويقول جلّ وعلا : { وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [البقرة:195] وما من ريب أنّ المدخن بتدخينه ملقٍ بنفسه إلى التهلكة ؛ تهلكة أيما تهلكة ! في صحته وفي ماله وفي بدنه وفي أهله وفي ولده وفيمن هو بجانبه . عباد الله : من قواعد الشريعة العظام ما جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال : ((لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ)) والدُّخان يتنافى كلّ المنافاة مع هذه القاعدة العظيمة ، فالدّخان ضرر لصاحبه ولمن حول المدخن من أسرته وزملائه بالعمل بل ربما تدخين سيجارة في حديقة قد يصل سمومها لطفل مصاب بالربو فتسبب لديه نوبة الربو . عباد الله : التدخين إضاعةٌ للمال وقد أحصى أحد المدخنين الذي أمضى في الدخان عمراً ، أحصى تقريبيا الأموال التي صرفها في شراء الدخان فزادت في سنواته كلِّها على الستين ألف ريال صرفها كلها في التدخين ، ونبيُّنا صلى الله عليه وسلم يقول: (( لاَ تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أربع)) وذكر منها (( وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ )) فماذا هو قائلٌ المدخن يوم القيامة إذا سُئل عن تلك الأموال التي أنفقها في شراء الدخان ؟ وليعلم الجميع بان جميع منتجات التبغ والتدخين القديمة والجديدة ضارة بالصحة حيث انه للأسف ظهرت حديثا منتجات كالمدواخ والسويكة الاوربية او اكياس النيكوتين والسجائر الإلكترونية وسجائر التبغ المسخّن الذي يدعي مروجيها انها أقل ضررا من السجائر والشيشة وهذا غير صحيح لانه وحسب التقارير العلمية فأن تعاطي النيكوتين بتراكيز عاليه وامتصاص سريع وعالي للدم يعرّض صاحبه لزيادة الضغط والنبض وانقباض شرايين القلب وقد تؤدي الى جلطات شرايين القلب كما ان الذي استخدموا هذه المنتجات اصبحوا اشد ادمانا عليها حيث ارتبطت وظائف اجسامهم الذهنية والعملية باستخدام هذه المنتجات. لذا هذه فرصة أخي المدخن ومن يستخدم هذه المنتجات ان تجعل من شهر رمضان توبة نصوحة من استخدام الدخان. وان تفطر وتتسحر من طيبات الرحمن ولا تخلطهما بسموم الدخان. وان صومك عن الدخان طوال نهار رمضان حجة عليك انك تستطيع الصوم عنه طوال الازمان. أخي المدخن عظّم شهر رمضان بتوقفك النهائي عن منتجات التبغ والنيكوتين والدخان. وكرّم يمينك التي تدعوا لله وتحمل القران من ان تحمل السجائر والدخان. وبعض المدخنين يستخدمون الشيشة في ليال رمضان ومعروف علميا ان جلسة شيشة واحدة تعادل من ٢٠ الى ٦٠ سيجارة وانها ترتبط بأمراض الجهاز التنفسي وقد تنقل أمراض السل والهربس. كما انها اكثر منتجات التبغ من حيث كميات انبعاث غاز الكربون السام الذي يضر بمن يستخدم الشيشة وبمن حوله. فيا اخي المدخن ليال رمضان هي للصلاة والذكر والاعمال الصالحة وليس للشيشة والمعسل فيها مكان. والحمدلله ان يوجد في هذه الدوله الرشيدة جميع خدمات وأدوية مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين وبشكل ميسّر للجميع فاذا رايت اخي المدخن انك بحاجة للمساعدة فعليك الذهاب لمركز مكافحة التدخين. ونصيحة أخيرة لأخوانا المدخنين بأن التسويف في التوقف النهائي عن التدخين وجميع منتجات التبغ والنيكوتين خطير جدا حيث انه ووفقا لتقارير مراكز أمراض القلب والرئة والسرطان فان كثير من المدخنين تفاجؤا بهذه الامراض الخطيرة وهم بالعقد الرابع او الخامس من اعمارهم فتحولت حياتهم الى حياة أخرى يحملون معها أمراض مزمنة ما كان ليصيبوا بها لو انهم لم يدخنوا او تركوا التدخين بشكل مبكّر. فكن ذكيا اخي المدخن وسارع بالتوقف عن الدخان قبل فوات الاوان وها هو شهر رمضان هدية الرحمن لكل مدخن بان يستعين بالله على ترك الدخان. لمن يرغب بمعلومات أخرى د.جمال باصهي ٠٠٩٧٤٣٣٩٤٤١٢١