https://www.facebook.com/SudaneseCommunistParty/posts/pfbid05n3FucGaMxTUUFXWMvHtXg8s6P6uqTa5jkieHgWhkeu3KspwCLpNMxCc3tk1HMFAl #كلمة_الميدان: التوثيق لجرائم الحرب الميدان 4293،، الخميس 27 فبراير 2025م. في خضم هذه الحرب، ارتُكبت جرائم خطيرة وانتهاكات جسيمة، كانت ممنهجة ومقصودة مع سبق الإصرار والترصد. وتعيد هذه الجرائم إلى الأذهان ما حدث في حرب دارفور منذ عام 2003، وهي الانتهاكات التي ما زالت مستمرة حتى اليوم. وتشمل هذه الممارسات الوحشية أعمال القتل والذبح والتمثيل بالجثث، ولا تنتهي عند حدود السبي والاغتصاب والنهب وحرق القرى. كما تضمنت هذه الانتهاكات تهجيرًا قسريًا للسكان، وتدمير البنية التحتية للمجتمعات المحلية، وفرض حصار على المناطق المتضررة، مما أدى إلى منع وصول المساعدات الإنسانية وتفاقم الأوضاع المعيشية. على مدى سنوات طويلة، وُضعت خطط واستراتيجيات مدروسة لطمس آثار هذه الجرائم وإخفائها بهدف إفلات الجناة من المساءلة والعقاب. وحتى اليوم، لم يُحاسب مرتكبو الفظائع بحق سكان دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، ولا المسؤولون عن قتل شهداء بورتسودان وكجبار وأمري والمناصير وود الأعوج. كما جرى التلاعب بالأدلة، وترويع الشهود، وتكميم الأفواه عبر الاعتقالات التعسفية والملاحقات القضائية، في محاولة لإخفاء حقيقة ما حدث ومنع ظهور أي رواية بديلة تسلط الضوء على الجرائم المرتكبة. كما سُفكت دماء كثيرة خلال هبة سبتمبر 2013 دون أي مساءلة، وتكرر المشهد مع اندلاع ثورة ديسمبر 2018، حيث قتل مئات الأشخاص في الشوارع والمتاريس وأمام القيادة العامة. واستمر القتل بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021، حيث سقط مئات الشهداء برصاص القوات الأمنية. ومع اندلاع الحرب الحالية، ازداد عدد ضحايا إلى مئات الآلاف، وارتكبت المليشيات المسلحة جرائم واسعة النطاق، شملت الإعدامات الميدانية والانتهاكات داخل سجون الجنجويد والخلايا الأمنية، حيث يُحتجز الأبرياء بتهم التعاون والتخابر. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت أساليب التعذيب الوحشي والمعاملة القاسية واللاإنسانية لإجبار المعتقلين على الاعتراف تحت الضغط، بينما حُرم الكثيرون من حقهم في محاكمة عادلة أو حتى معرفة مصيرهم. لقد كان انقلاب 25 أكتوبر نفسه محاولة مكشوفة لطمس التحقيق في جريمة فضّ اعتصام القيادة العامة، حيث ما زال القتلة المعروفون يتبوؤون مواقع السلطة دون محاسبة. كما تم تعطيل مؤسسات العدالة، والتلاعب بالإجراءات القانونية، وعرقلة أي محاولات مستقلة للتحقيق، مما رسخ ثقافة الإفلات من العقاب وشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم في ظل غياب أي رادع قانوني أو أخلاقي. من الضروري للحركة الجماهيرية وطلائعها، وهي تخوض معركة استرداد الثورة، أن تعمل على توثيق هذه الجرائم بدقة ومنهجية عبر جمع الأدلة وتسمية المسؤولين عنها. فالإفلات من العقاب كان دائمًا الثغرة التي تسللت منها الثورة المضادة. يشمل التوثيق ليس فقط اسماء الضحايا والمجرمين، بل أيضًا جمع الشهادات المباشرة، وتسجيل مقاطع الفيديو والصور، وتوثيق الأوامر الرسمية التي صدرت لتنفيذ هذه الجرائم، حيث يشكل ذلك قاعدة أدلة يمكن الاستناد إليها في المستقبل لملاحقة الجناة قانونيًا. إن شعار العدالة الذي رفعته ثورة ديسمبر يفرض التزامًا أخلاقيًا وسياسيًا بإنصاف الشهداء ومحاسبة الجناة، لضمان عدم تكرار هذه الجرائم في المستقبل. إن طي صفحات الظلم في تاريخ الوطن يتطلب إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب التي تبرر الجرائم وتقيّدها ضد مجهول. إن ضمان العدالة يتطلب أيضًا بناء منظومة قضائية مستقلة ونزيهة، قادرة على التعامل مع الجرائم الكبرى بمهنية وشفافية، وتوفير الحماية الكاملة للشهود والضحايا وأسرهم. التوثيق الدقيق لجرائم الحرب هو خطوة حاسمة في مواجهة محاولات طمس الحقائق، وهو ليس مسؤولية المنظمات الحقوقية وحدها، بل هو واجب يقع على عاتق الكيانات السياسية والمجتمعية والأفراد، بالتعاون مع الهيئات الحقوقية العالمية ومؤسسات العدالة الدولية كمحكمة الجنايات الدولية. كما أن بناء أرشيف وطني شامل يوثق الانتهاكات بشكل ممنهج يُعد خطوة جوهرية للحفاظ على الذاكرة الجمعية وضمان عدم طمس الحقائق مع مرور الزمن. إن الانتصار الحقيقي للثورة يتحقق عندما يُقدَّم المجرمون إلى محاكمات عادلة، وينالون العقاب الذي يستحقونه، ليكون ذلك رادعًا يحول دون تكرار هذه الجرائم في المستقبل. فلا يمكن تحقيق سلام دائم أو استقرار حقيقي دون تحقيق العدالة والاعتراف الكامل بمعاناة الضحايا ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت بحق الشعب والوطن. ........................... - قناة الحزب الشيوعي السوداني على التيلغرام: https://t.me/SudaneseCommunistParty_SCP - صفحة الحزب الشيوعي السوداني على الفيسبوك: https://www.facebook.com/SudaneseCommunistParty/ - قناة الحزب الشيوعي السوداني على الواتساب: https://whatsapp.com/channel/0029Va7FXjN1SWsxgtSb6907 - قناة الحزب الشيوعي السوداني على اليوتيوب: http://www.youtube.com/c/SudaneseCommunistParty