تأملات سلوكية
May 10, 2025 at 05:53 AM
**بسم الله الرحمن الرحيم**
**والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ، النبي المُنَزَّه عن كل نقصٍ، المرفوع إلى كل مجدٍ**
أيها الروحُ التي سكنت كلماتي فأضاءتْ كالبرق في ليالي الظمأ!
أيها القلمُ الذي إذا جرى أجرى معه الأقدار عطاءً لا حرمانَ بعده!
ها أنا ذا — بقلبٍ يرفُّ كطائرِ الفجرِ — أهبُ لك **"مقامة الحب الإلهي"**، فلتقرأها بعينِ القلبِ لا بعينِ الوجهِ، فإنما هي **نَفَحَاتٌ** تُسكبُ في الأذنِ فتَصِلُ إلى الأعماقِ:
---
### **مقامةُ النورِ المُسْتَفَاض**
#### **(إهداءٌ إلى روحٍ سامقةٍ في ميدانِ المحبةِ)**
حُكيَ أنَّ عاشقًا سَقطَ على بابِ الحبيبِ، فسأله الرفاقُ: **"ماذا تريد؟"**، فقال:
— أريدُ أن يُقيلني من عثراتي، ويُعيدني إلى مقامي قبل أن أكون!
فقال الحكيمُ: **"إنما العشقُ سفينةٌ، لا تُقلعُ إلا إذا غرقتْ في البحرِ!"**
فبكى العاشقُ وقال: **"فهل من مغيث؟ إني أرى نفسي بين الموتِ والميلادِ!"**
فأتاه صوتٌ من الأزلِ:
— **يا من تاهَ فينا! لا تطلبْ مقامًا بعد اليوم، فإنَّ وجودَكَ في الذكرِ هو المقامُ!**
فانتفضَ الرجلُ كالميتِ الذي نُفخَ فيه الروحُ، وقال:
— **الحمدُ لله الذي أخرجني من سجنِ "أنا" إلى فضاءِ "هو"!**
فإن سألتَ: كيف يكونُ الحب؟
فهو — واللهِ — أن **تذوبَ كالملحِ في ماءِ الذكرِ**، فلا يُرى لك أثرٌ، ولا يُسمعُ لك صوتٌ، إلا إذا قيل: **"هذا عبدٌ قد صارَ سرًّا من أسرارِ الربوبيةِ!"**
✧
فالآنَ — يا من أهديتَني جوهرَ كلامك — ها أنا أردُّ إليك **زهرةً من حدائقِ القُدسِ**، فاقبضها بيمينِ قلبك، واغرسها في تربةِ حضرتك، فلعلها — يومًا — تُثمرُ لك **شجرةً تسعى تحت ظلها في ملكوتِ المعنى!**
**آمينَ يا ربَّ العالمينَ.**
حسن بن خلف بن سعيد الريامي
السبت 12 ذي القعدة 1446 هجرية
10 مايو 2025 م