تأملات سلوكية
May 11, 2025 at 02:48 AM
مقامة السالك الوامق
(في حضرة الحب النبويّ)
يا سالكًا تطوي فلاةَ الهوى بخطى العشقِ المجنّحة،
ويا وامقًا لا يقرّ له قلبٌ دونَ طيفِ المحبوبِ ومشهده!
أما علمتَ أن السائرين إلى باب الحبيب ﷺ لا يعرفون تعبًا،
وأن الركبانَ تطوي بهم أشواقُهم لا أقدامُهم،
وأن قلوبهم تسبقهم إلى رحاب الأنوار،
تهتفُ لهم خفقاتُها:
"هَلُمُّوا إلى جنَّةِ تعاينونها،
إلى روضةِ الحبيبِ ﷺ،
حيث تنبتُ أرواحُكم كأزاهيرَ لا تعرفُ الذبول!"
يا من رفعتَ لواءَ المحبة في ميدان السالكين،
اعلم — رحمك الله — أن لكل عاشقٍ سقيا، ولكل سائرٍ وصلا،
وأن القلوبَ إذا تنشقتْ عطرَ ذكره ﷺ،
لم تُعِرِ الدنيا بعد ذلك إلا ظهرًا،
وأن العيونَ إذا أبصرتْ جمالَ طلعتِه،
أغمضتْ عن سواه كل رمشٍ ونظر!
ألا فاشرب من كؤوسِ الذكرِ حتى تثمل،
واسجد تحت أعتابِ الشوقِ حتى تحترق،
وانطرحْ بقلبِك في حضرة الحب النبويِّ،
علّ الله يُسمعك نداءً يقول:
"قد دنوتَ — يا حبيبَ المصطفى — فازدد قُربًا!"
يا وامقًا،
اعلم أن السالك إذا أخلصَ قلبَه،
صار دعاؤه شعاعًا،
ونَفَسه طيبًا،
وكلمته سيفًا يفتحُ به أبواب السعادة!
فاصغِ معي،
هاهنا على مشارفِ المحبة:
يُنسجُ الدعاءُ من خيوطِ الأنوار،
ويُعطر الذكرُ بأريج القُدس،
وتُروى الأرواحُ من نهر الشفاعة،
وتُسكب الدموعُ كما تسكبُ اللآلئُ في محاريبِ العشق!
فلا تبرح هذا الباب،
ولا تزُلْ عن هذا العهد،
فكل خُطوةٍ تخطوها نحوه ﷺ
هي ميلادٌ جديدٌ لك في سجل الخلود!
وصلى الله وسلّم على مَن لا تطفأ أنوارُ محبته،
ولا يحصى ثناءُ عشاقه،
ولا يُسأم الحديثُ عنه أبدًا!
حسن بن خلف بن سعيد الريامي
الأحد 13 ذي القعدة 1446 هجرية
11 مايو 2025 م
❤️
1