منصة تأكد

منصة تأكد

190.1K subscribers

Verified Channel
منصة تأكد
منصة تأكد
May 30, 2025 at 08:25 AM
الكلمة تتحول إلى رصاصة، والسوشال ميديا يفتح الأبواب إلى حمامات الدم في ظل الانهيار التام في البنية المعلوماتية داخل سوريا بعد سقوط النظام، تبرز الحاجة الملحة إلى منصات تحقق مستقلة وموثوقة مثل منصة "تأكد" ، التي لا تكتفي بكشف الزيف بل تسهم فعليًا في حماية المجتمع من الانزلاق إلى هاوية التضليل. فالمعركة الدائرة اليوم ليست فقط على الأرض، بل على الرواية، والقدرة على التمييز بين الحقيقة والدعاية باتت مسألة حياة أو موت، لا مجرد ترف صحفي. هذا ما يحذر منه تقرير حديث وصادم نشره مركز "المجلس الأطلسي"، أعده الباحثان غريغوري ووترز وكايلا كونتز، حيث يرسم صورة قاتمة عن مستقبل سوريا كمجتمع ممزق تغذّيه روايات متناقضة، تتصارع داخل فراغ إعلامي رهيب. التقرير يصف كيف أن سقوط النظام لم يفتح الباب نحو الشفافية أو التعددية، بل نحو "ثقب أسود معلوماتي" تغيب فيه الدولة كمصدر موثوق، وتتحوّل فيه وسائل التواصل الاجتماعي إلى المصدر شبه الوحيد للمعلومة، لكن المعلومة هنا مشكوك فيها، ملوثة، موجهة. فيسبوك، وتلغرام، وواتساب ليست مجرد أدوات تواصل، بل تحوّلت إلى ساحات معارك طائفية مغلقة، تنمو داخلها سرديات قائمة على الشائعات والخوف والرغبة بالانتقام. في مناطق الساحل السوري، مثلًا، يتلقى الناس أخبارهم من صفحات محلية غير موثقة، تارةً تحتفي بإشاعة عودة ماهر الأسد، وتارةً تنذر بحرب أهلية قادمة، وكل ذلك دون تأكيد رسمي أو حتى شك منطقي. في لحظة، تنتشر معلومة على شكل منشور فيسبوك، فتخرج طلقات الفرح في قرية علويّة، وفي المقابل، تنتشر دعوات إلى قتل السنة على حسابات مغلقة، فقط لأن رواية غير مؤكدة وجدت طريقها إلى الجمهور الصحيح في الوقت الخطأ. التقرير يظهر أن "الإعلام الشعبي" الذي تخلّق داخل هذا الفراغ بات اليوم أكثر تأثيرًا من الصفحات الرسمية، وأكثر قدرة على تأليب الرأي العام وإثارة النعرات. مشرفو مجموعات واتساب ومؤثرو فيسبوك أصبحوا مصادر الأخبار، ولو كذبوا، فلا من يراجعهم ولا من يحاسبهم. وبهذا الشكل، يتشكل وعي جديد مشوّه، تزداد فيه الفجوة بين الطوائف، لا بفعل الواقع، بل بفعل ما يُحكى عنه. حتى الجهود الرسمية أو المحلية لإطلاق صفحات تحقق أو نفي شبهات لم تُحدث فارقًا حقيقيًا، لأنها بقيت بعيدة عن الناس، أو لأنها لم تملك الشفافية والسرعة التي تتمتع بها أدوات الشائعة. هكذا يُترك السوري في مواجهة دفق هائل من المعلومات المتضاربة، دون أدوات تصفية، ودون معيار ثقة واضح، ليصير ضحية محتملة في كل لحظة. ورغم أن التقرير يركّز على الساحل السوري وما يحدث داخله من تفكك روائي وتضليل ممنهج، فإنه يحمل تحذيرًا واسع النطاق: إن لم يتم بناء فضاء معلوماتي شفاف وموثوق، فسينهار كل أمل في انتقال سلمي أو حتى تعايش ممكن داخل سوريا ما بعد الأسد. التضليل الطائفي ليس عرضًا جانبيًا، بل وقود جاهز للاشتعال في أي لحظة، تُشعل فتيله تغريدة أو منشور أو مقطع صوتي في مجموعة مغلقة. من هنا، تتضاعف مسؤولية المنصات المتخصصة في التحقق مثل منصة "تأكد" التي لا يكفي أن ترد على الإشاعة، بل عليها أن تشرح كيف صُنعت، ومن روّج لها، ولماذا صدّقها الناس. وحدها هذه الجهود يمكن أن تعيد بعض التوازن لعقل سوري أُنهك بالحرب، وبات اليوم مهددًا بحرب أكبر، تُشن عليه بالكلمة، وتُخاض بالرواية. رابط التقرير 👇 t.ly/edE6n
👍 ❤️ 🇸🇾 🫡 😢 💯 🙏 💚 😂 411

Comments