منصة ثبات
منصة ثبات
May 21, 2025 at 04:09 PM
🔸 *[ الأسرة الصالحة ]* كان فيما كان فيما مضى من الزمان، الطفل ينشأ على حكايات الجدات؛ فيكون واسع الخيال طيب الأخلاق. كان فيما كان، الطفل يجتمع مع أسرته أثناء تناول الوجبات، وكان يشرب اللبن الأبيض في الصباح والمساء؛ فكان نقي الفطرة لا يعرف خبيث الأفكار. صحيح أن الحق والباطل يتدافعان على مر الأزمان، ولذلك؛ يجب أن نعتز بهويتنا وديننا وفكرنا ولا نستسلم لغريب الأفكار، ونجتهد في تربية الأجيال على الفضائل والبعد عن الرذائل بالآف الأميال. تسربت الحداثة والتقنية وتوسعت الآفاق وقربت بين الثقافات والبلدان، وفي هذا خير كثير في الوعي والعلم والثقافة والوجدان لمن أحسن الاستخدام ونظم الأوقات، ولكن؛ تفتحت العقول وأشربت كل جديد من التجارب والعادات والثقافات والأفكار؛ حتى في الأذواق وأنواع المطعومات والمشروبات. ونحن نردد: لا بأس بكل جديد طالما نافع ومفيد. ولكن؛ أغلق الأبناء الأبواب، وهدموا الجسور بينهم وبين أجدادهم؛ فأصبح الكل في غرفته شغوف بمتابعة جديد التفاهات، واختلف طعام الكبار عن طعام الشباب، وتعلق الأجيال بجديد وترندات الطعام واللباس؛ فتنافرت الأذواق في الطعام والفنون والمفاهيم؛ حتى في حروف اللغة وألفاظ الكلمات، وأصبح اجتماع الأسرة على الطعام في العزومات والمناسبات. نداء ولحظة تقارب بيننا يا سادة؛ فالكل يجتمع هنا كبار وصغار. حافظوا على هويتكم وقربوا بينكم المسافات، مدوا جسور الحب والوئام ولا تهدموا الروابط والصلات، لا تتركوا تفاصيل الحياة البسيطة تفرق بين جمعكم، لموا شملكم وكونوا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. وحدوا الغايات وأخلصوا النيات، تهادوا تحابوا، اجتمعوا، اصبروا، صابروا، ثابروا، تفقدوا أحوالكم، وادعوا لبعضكم. نظرة في عين أمي، وكلمة من أبي، وقصة من صوت جدي، ودعوة من جدتي، طرفة من أخي وأكلة من يد أختي. صلة الأرحام ومساعدة المحتاج ومشاركة الأنام. هذه الكلمات والدعوات والمشاركات تفتح لك مغاليق الأبواب، وكفيلة ببث السعادة في حياتك والرضا عنك حتى الممات؛ فالأسرة هي ركيزة المجتمع الصالح ونواة الأمة الصالحة. يقول ابن كثير في تفسيره: (عن ابن عباس في قول الله عز وجل: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم}، قال: هم ذرية المؤمن، يموتون على الإيمان: فإن كانت منازل آبائهم أرفع من منازلهم، ألحقوا بآبائهم، ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا شيئا). وقال الحافظ الطبراني: (عن ابن عباس -أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه، وزوجته وولده، فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك. فيقول: يا رب، قد عملت لي ولهم. فيؤمر بإلحاقهم به، وقرأ ابن عباس: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان}). {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}. بقلم: افتتان أحمد. *#منصة_ثبات* معا لنشكل ثباتا في عالم متغير
❤️ 👍 💐 4

Comments