الدُّرُّ الْمُختَار
الدُّرُّ الْمُختَار
June 4, 2025 at 05:56 PM
#من_أخبار_الصالحين 📚 (في يَومِ عَرَفَة) قال أحَدُ الصَّالِحين: «واللهِ ما دَعَوتُ دَعوَةً يومَ عَرَفَةَ وما دَارَ عليها الحَولُ إلَّا رَأيتُها مِثلَ فَلَقِ الصُّبْح!» وقال آخَرُ: «أدرَكتُ أقوَامًا كَانُوا يُخَبِّئُونَ الحَاجَاتِ لِيَومِ عَرَفةَ لِيَسأَلُوا اللهَ بِها.» «مِن السَّلَفِ مَن كانَ يَغْلِبُ عليهِ الخوفُ أوِ الحياءُ: كما وَقَفَ مُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الشِّخِّيرِ وبَكْرٌ المُزَنيُّ بعرفةَ، فقالَ أحدُهُما: اللهمَّ! لا تَرُدَّ أهلَ الموقفِ مِن أجلي، وقالَ الآخرُ: ما أشْرَفَهُ مِن موقفٍ وأرجاهُ لأهلِهِ لولا أنِّي فيهِم! ووَقَفَ الفُضَيْلُ بعرفةَ والنَّاسُ يَدْعونَ وهوَ يَبْكي بكاءَ الثَّكلى المحترقةِ، قد حالَ البكاءُ بينَهُ وبينَ الدُّعاءِ، فلمَّا كادَتِ الشَّمسُ أنْ تَغْرُبَ؛ رَفَعَ رأْسَهُ إلى السَّماءِ وقالَ: واسوأتاهُ منكَ وإنْ عَفَوْتَ! ودَعا بعضُ العارفينَ بعرفةَ فقالَ: اللهمَّ! إنْ كُنْتَ لمْ تَقْبَلْ حجِّي وتعبي ونصبي؛ فلا تَحْرِمْني أجرَ المصيبةِ على تركِكَ القبولَ منِّي. ومِنهُم مَن كانَ يَتَعَلَّقُ بأذيالِ الرَّجاءِ: كما قالَ ابنُ المُبارَكِ: جِئْتُ إلى سُفْيانَ الثَّوْرِيّ عشيَّةَ عرفةَ، وهوَ جاثٍ على ركبتيهِ، وعيناهُ تَهْمُلانِ، فالْتَفَتَ إليَّ، فقُلْتُ لهُ: مَن أسْوأُ هذا الجمعِ حالًا؟ قالَ: الذي يَظُنُّ أنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ لهُم! ورُوِيَ عنِ الفُضَيْلِ أنَّهُ نَظَرَ إلى نشيجِ النَّاسِ وبكائِهِم عشيَّةَ عرفةَ، فقالَ: أرَأيْتُمْ لو أنَّ هؤلاءِ صاروا إلى رجلٍ فسَألوهُ دانقًا (يَعْني: سُدسَ درهمٍ)، أكانَ يَرُدُّهُم؟ قالوا: لا! قالَ: واللهِ؛ للمغفرةُ عندَ اللهِ أهونُ مِن إجابةِ رجلٍ لهُم بدانقٍ.» 📖[ابنُ رَجَبٍ | لَطَائِفُ المَعَارِف -بِتَلخِيصٍ- (صـ٦٣٠-٦٣٢)]

Comments