كامل ادريس ، رئيس وزراء حرب ، سلام ، ام كمبارس؟! بتاريخ اليوم ٣١ مايو ادى كامل ادريس القسم رئيسا لوزراء بلاد تعيش ٩ ولايات فيها (من اصل ١٨)حالة حرب مع خروج ٤ منهن بالكامل عن سيطرة الدولة، المهام الموجودة فوق مكتب كامل تختلف حسب رغبة معينيه من تعيينه والثابت في كل ذلك ينبني على مستوى م يسمح فيه بحركة الرجل. اذا اختار كامل ان يكون رئيس وزراء حرب فذلك يعني تحركه في استجداء الدعم الدولي للمعركة والبحث عن معسكر دولي ل (تبني ) السلطة - وكلمة تبني هي الوصف الدقيق لوضع داخلي هش لا يرقى بالبلاد لبناء علاقات صفتها الندية وتبادل المصالح- وبذلك يختار كامل طواعية عدم مسؤوليته عن الولايات التي تعيش الصراع الى حين استعادتها،وهو م يعضد من رواية تحالف تأسيس ويعجل من خطاهم في قسم البلاد عمليا. امام ادريس خيار آخر وهو ان يسعى ليبني سلطة سلام وذلك باتخاذ موقف سياسي مستقل عن الاطراف السياسية اللصيقة بالسلطة والسعي لبناء توافق وطني عبر الحوار المباشر بينه وبين اقرانه السياسيين وسعيه الجاد لحلحلة الصراع السياسي الذي اوصل البلاد لهذه الحالة ، يتوقف ذلك على مقدار مساحة الحركة التي يوفرها العسكريين لكامل بالاضافة لان الاختراق الذي يمكن ان يحدث عبر الرجل فرصته اكبر مع فشل رباعي مجلس السيادة طيلة عامين من الحرب وقبلها عامين من الانقلاب في التوصل لصيغة تفاهم مناسبة بينهم وبين القوى السياسية بالبلاد لاختلاف اهدافهم وتصوراتهم للحل. كامل لديه الخيار الاخير وهو ان يتخلى عن ذلك وذاك ويسعى لتقديم نفسه كشخصية تنفيذية منضبطة تسعى فقط لتوفير الخدمات ، يعيقه في لعب هذا الدور الفساد المرتبط بالمحسوبية والمناصب المأخوذة مسبقا لاطراف سلام جوبا والولايات التي لن تكون تحت سيطرته بل تحت سيطرة عسكريي السيادي ، بكل ذلك يكون من الصعوبة على الرجل احداث اختراق تنموي او تحسن في المعيشة طالما ظل السبب القائم وهو الحرب مستمر وظلت نصف ولايات البلاد خارج سيطرة حكومته سواء بالكامل او اجزاء منها. عموما ، لا يمكن حل ازمة السودان بالتجزئة ، ولا يمكن ان نستمر في تفادي الفيل( الحرب ) ونطعن الظل(آثارها ونتائجها) ونرغب بعد كل ذلك في حل مستدام . محمد طاهر متحدث لجان أمبدة السابق