شريف طه
شريف طه
May 15, 2025 at 02:28 AM
بعد عزل الدكتور محمد مرسي - رحمه الله - حصل خلاف ونقاش حول الخطأ الذي وقعت فيه جماعة الإخوان، وأدى لعزلها بعد عام واحد فقط من الحكم، و خسارتها لكل المكتسبات التي حققتها عبر عقود من المواءمة مع نظام السادات ومبارك. الاتجاه الأول يرى أن خطأ الدكتور مرسي أنه لم يكن حازما وباطشا بخصومه بالقدر الكافي، وأنه كان متسامحا ولينا أكثر من اللازم. أكثرهم رجع يستمع لوصايا حازم أبو إسماعيل، متحسرا على عدم أخذ الدكتور مرسي بها. مشكلة هذا الاتجاه، أنه كان يتصور أن الجماعة امتلكت زمام القوة، ولكنها لم تستخدمها، بينما الواقع خلاف ذلك كما هو معلوم. الاتجاه الثاني : رأى أن الخطأ الرئيسي تمثل في عدم تقدير موازنات القوى جيدا، والرغبة في الاستئثار بالسلطة رغم عدم امتلاك مقومات ذلك. كان الدخول في الرئاسة خطأ كبيرا، وابتلاعا للسم، ثم كان الإصرار على التشبث بها والدخول في صراع مع الجيش والدولة وأكثر الشعب هو الخطأ القاتل. ادخلوا التيار الإسلامي في محرقة الصراع مع الدولة دون أي فائدة تذكر. تم تجييش الشباب نحو العنف، وشحنهم ضد الدولة بدرجة غير مسبوقة منذ عقود. وكان الأخطر في كل ذلك،. هو فتح الباب على مصراعيه لخطاب التكفير والتخوين والعنف والتحريض والسب والشتم والسخرية من كل المخالفين. وأكثر من نالهم ذلك : الرئيس السيسي. وحزب النور، الذي أطلقوا ضده دعاية منفرة في العالم العربي والإسلامي كله، وصموه بالخيانة والنفاق والكفر، وخططوا لاغتيال الدكتور ياسر برهامي وغيره من قيادات الدعوة السلفية وحزب النور. تشكل جيل مشوه الوعي، ومختل التفكير، جيل تربى على التخوين والتكفير والعنف والشعارات والدعاية الزائفة. خلال عشر سنوات وأكثر، كان المشكل لوعي جيل من الشباب المتدين أمثال عبدالله الشريف وجو شو، وحسام عبدالعزيز ومحمد إلهامي وغيرهم كثير من الجهال السطحيين، والغلاة المنحرفين. صار الخطاب العقلاني المتزن الشرعي خيانة وكفرا ونفاقا. هذه هي المأساة التي جرت، ولم يعتذر عنها الى اليوم. ثم يأتي هؤلاء الذين افسدوا كل شيء، بعد أن رأوا اختلال كل حساباتهم وموازينهم، ليلبسوا ثوب الحكمة، والحديث عن قيادة الدول، و الموازنات الشرعية! ما الفرق؟ لقد كفرتم دولا وطوائف وعلماء لأنهم قالوا أو فعلوا أو التمسوا عذرا لمن فعل عشر ما تبررونه اليوم. وأنا هنا لا ألوم السيد أحمد الشرع رئيس سوريا، بل أرجوا أن يوفقه الله تعالى لصالح سوريا، والحفاظ على مصالحها وأمنها واستقراراها. ولكن الكلام هنا عن هؤلاء الذين وصفنا، ممن يلبسون اليوم ثياب الحكمة، ألم يحن الوقت للاعتذار عن ما فعلتم؟ ألم يحن الوقت للاعتذار عن خطابكم الذي أضعتم به أجيالا؟ ألم يحن الوقت للاعتذار لعلماء سبقوكم بهذا الفقه، و تحدثوا عن المصالح والمفاسد والقدرة والعجز والفرق بين إدارة الدولة وإدارة الجماعة، وضرورة الحفاظ على الدولة مع محاولة إصلاحها، ولم ينالهم منكم إلا التكفير والسب والشتم والاستهزاء؟! أم أنكم ستجرؤون على التبرير هناك والتكفير والتخوين هنا؟! نعوذ بالله من الاهواء ونسأله الإنصاف.

Comments