
شريف طه
May 25, 2025 at 04:50 AM
حينما نتكلم هنا ، فنحن نوجه خطابنا لمن يسمعنا غالبا ، لدوائر متابعينا والقريبين منهم .
وهؤلاء لا يملكون شيئا في قرار الحرب في غزة، إيجابا ولا سلبا. نحن جميعا ندعو الله تعالى أن ينقذ إخواننا وأن يغيثهم وينجيهم من هذا الجحيم الذي يعيشون فيه .
وعندما نتكلم نقدا ، فنحن نريد بذلك تصحيح المفاهيم لأبناء التيار الإسلامي ، الذين سيكون بعضهم يوما ما مسؤولا عن اتخاذ قرار يؤثر على من حوله، أيا كان حجم من حوله.
أغلب المصائب التي حلت بالتيار الديني - الذي كان من المتوقع أن يكون نبض الأمة وأملها - كانت بسبب قرارات كارثية اتخذها قادة غير مؤهلين لا فقها ولا سياسة ولا دراية بالواقع ، وترتب على قرارهم كوارث على أتباعهم وبلدانهم وأمتهم .
راجع التاريخ المعاصر الذي عشنا بعضه أو القريب ، وسترى أثر وخطر القرار المصيري الذي يمتد أثره السلبي أجيالا .
قرار اغتيال النقراشي والخازندار .
قرار الصدام مع عبد الناصر والثورة في ٥٤ والتي بلغت ذروتها بمحاولة اغتيال عبد الناصر .
تنظيم ٦٥ .
اغتيال السادات .
اغتيال الذهبي .
العنف المسلح بين الجماعة الإسلامية في مصر والدولة .
العشرية السوداء في الحزائر وفتاوى أبي قتادة الفلسطيني المجرمة واستباحة النساء والأطفال بحجة التترس.
ظهور القاعدة ومعسكرات أفغانستان وتصدير فكرة الجهاد العالمي الذي حقيقته إفساد وقتل وخيانات وألاعيب بأيدي المخابرات العالمية .
أحداث ١١سبتمبر. وتفجير برجي التجارة ، وما تبعه من احتلال أفغانستان والعراق .
الربيع العربي الذي حركته امريكا لمصلحة الصهاينة .
رابعة العدوية والقرار الأحمق بالصدام مع الدولة .
طوفان الأقصى وما تبعه من دمار لا مثيل له .
كل هذا يبين خطر القيادة المتهورة غير المسؤولة التي تتحرك بالعاطفة والشعارات .
حتى على مستوى الدولة ، كانت كارثة ٦٧ بسبب القيادة المتهورة والعنترية والتي عيشت العالم العربي في وهم الشعارات والدعايا ، ثم أفاق العرب على هزيمة مدوية مثلت صدمة كبيرة .
ولذلك لا نريد أن نعيش في هذه الدوامة .
مللنا من الشعارات ، والدعايا ، والبروباجندا ، والتخوين باسم الوطنية ، والتكفير باسم الدين .
عاوزين دولة علم وإيمان حقيقة مش شعارات.
نريد أن يكون التيار الديني رافعا لأمته ولوطنه ، لا حربا عليه أو عدوا له، وهذا يحتاج جهدا من الدولة ومن قادة التيار الديني .
أعلم أن ذلك بعيد ، ولكنها كلمة لله.
والله المستعان .