
مجلة الصمود
May 14, 2025 at 03:37 AM
*يا غزة القلب صبرًا*
بقلم: أبو مسلم
يا غزةَ القلبِ، ما بينَ الحصارِ والصبرِ، تُزهِرُ فيكِ الحكاياتُ رغمَ الرمادْ، ويولدُ الأملُ من بينِ أنقاضِ البلادْ.
يا مَن سكنتِ الدمعَ في عيونِ الأمّهات، ورسمتِ البطولةَ على جبينِ الطفلات، لسْتِ جرحًا نرثيهِ، بل رايةٌ نُمجّدُها، ونمشي بها حتى نلقى الحياة.
غزةُ…
لو نسينا كلَّ شيء، لن ننسى صمودَكِ، ولا الدمَ الذي روى ترابَكِ.
"كي لا ننسى غزة" ليست مجرد عبارة، بل هي نداء دائم لتذكير القلوب والعقول بقضية عادلة، وشعب صابر، وأرض مباركة تعاني الحصار والعدوان منذ سنوات طويلة، وإنّ المجازر اليومية في غزة ليست مجرد أرقام أو عناوين عابرة في نشرات الأخبار؛ بل هي أرواح بريئة تُزهق، أطفال يُنتشلون من تحت الركام، وأمهات يفقدن فلذات أكبادهن على مرأى العالم وصمته.
في كل يوم:
• تُقصف البيوت على رؤوس ساكنيها.
• يُستهدف المدنيون في الأسواق والملاجئ والمستشفيات.
• تُحاصر الحياة بكل تفاصيلها: ماء، دواء، كهرباء، وكسرة خبز.
والمؤلم أكثر من القصف، هو الصمت العالمي، ذلك الصمت الذي يمنح القاتل مزيداً من الرصاص، ويترك الضحية تُقاتل وحدها من أجل البقاء.
لكن غزة، رغم المجازر، لم تنكسر. وستبقى صامدة، لأنها لا تحيا بالعدّاد، بل بالكرامة.
أما قساوة الصهاينة ليست مجرد موقف عسكري، بل منظومة قامت على الطرد، والقتل، والتشريد، والاستيطان.
هي قسوة تنزع من الإنسان إنسانيته، فتجعل من الطفل هدفاً، ومن البيت ركاماً، ومن الأرض ساحة حرب لا تنام.
قساوتهم تتجلى في:
• قنص الأطفال في أحضان أمهاتهم.
• تدمير المستشفيات على جرحاها.
• تجويع المحاصَرين وحرمانهم من الماء والدواء.
• الكذب على العالم، وتزييف الروايات لقلب الحقائق.
لكنهم رغم كل أدوات القتل، عاجزون عن كسر إرادة أصحاب الحق، وعن إطفاء نور الحق الذي يسطع من غزة، من القدس، ومن كل حجر فلسطيني.
أما واجب المسلمين تجاه غزة – كجزء من الأمة الإسلامية – يتنوع بحسب القدرة والمجال، ويشمل ما يلي:
1. الدعاء: وهو أضعف الإيمان، لكنه لا يُستهان به. الدعاء بالنصر والثبات والفرج لأهل غزة، خصوصاً في أوقات الاستجابة، واجب على كل مسلم.
2. الدعم المالي والإغاثي: تقديم التبرعات للجهات الموثوقة التي تقدم الغذاء، الدواء، المأوى، والمستلزمات الضرورية للمدنيين.
3. نشر الوعي: توعية الآخرين بحقيقة ما يحدث، ونشر المعلومات الموثوقة لكشف الانتهاكات والجرائم، ومواجهة الحملات الإعلامية المضللة.
4. المقاطعة الاقتصادية: مقاطعة الشركات والمنتجات الداعمة للعدوان (وفق القوائم الموثوقة)، وسيلة سلمية للضغط والتعبير عن الرفض.
5. المشاركة في الوقفات والمظاهرات السلمية: وسيلة لإيصال صوت الفلسطينيين إلى العالم ودعم قضيتهم على الساحة الدولية.
6. الدعوة السياسية والحقوقية: من يستطيع أن يتواصل مع مسؤولين أو يشارك في حملات قانونية أو إنسانية لدعم أهل غزة، فعليه أن يفعل ذلك بحسب إمكاناته.
7. النصح والدعوة داخل المجتمع: حثّ الآخرين على أداء واجبهم تجاه القضية، وتربية النشء على الوعي بها والولاء لها.
وأخيرا لا آخرًا
النصر لأهل غزة… مهما طال ظلم بني صهيون، لأن للحق موعدًا، وللدم الطاهر انتصارًا، وللقضية رجالًا لا يعرفون الانكسار.
غزة ليست وحدها، خلفها أمة وإن غفلت، وخالقٌ لا ينسى المظلومين.
سيُهزم الجمع، ويُولّون الدبر، لأن التاريخ علّمنا: أن الطغاة زائلون، وأن الأرض لأهلها، ولو طال الاحتلال.

❤️
1