مجلة الصمود
مجلة الصمود
May 17, 2025 at 05:49 AM
*نعمة الأمن والإیمان فی بلاد الأفغان: أمن یعمّ البلاد من نیمروز إلی بدخشان* محمد داود مهاجر في الماضي، كانت أفغانستان مثخنة بالجراح، مزّقتها الاتجاهات، واللغات، والأحزاب السياسية، فقُطّعت أوصالها إلى جُزرٍ متفرّقة. كان لكلّ منطقة لونها ورأيها الخاص، وكان حلمُ الهيمنة والسيطرة يدور في أذهان كلّ جماعة. وحين نقارن الوضع الأمني الراهن في البلاد بما كان عليه في عهد حكومتي حامد كرزاي وأشرف غني، ندرك بجلاء حجم التحوّل العظيم، والنّعمة الجليلة التي أنعم الله بها على شعب أفغانستان. ففي الماضي القريب، كانت تُزهق أرواح العشرات بل المئات يوميًا في أنحاء البلاد، وتنتشر الفواحش والمنكرات، وتتغلغل الثقافة الغربيّة الغرِيبة حتى كادت تحلّ محلّ الثقافة الإسلامية الأصيلة. ولم يكن هناك أي استقرار أمني لا على المستوى الوطني ولا حتى في حدود مديرية أو قرية، فضلًا عن أن يجرؤَ أحد على السفر من نيمروز إلى كابل أو بدخشان دون خوف أو قلق. أما اليوم، في أيام العيد والعطلات، يسافر كبار شخصيات الإمارة الإسلامية ووجهاء البلاد بكلّ حرية وطمأنينة، لزيارة أقاربهم وأصدقائهم، أو للاستمتاع بجمال المناطق الشمالية، ثمّ يعودون إلى مناطقهم سالمين، دون أن يعترض أمنهم أيّ تهديد مهما كان صغيرًا، بفضل الله. لقد غصّت طرقات الولايات الشمالية بسيارات الزائرين القادمين من ولايات الجنوب، والعكس كذلك. مشاهد حيوية تبعث الدهشة والإعجاب في نفوس الناظرين. نعم، بفضل الله وكرمه، غدت أفغانستان اليوم تختلف جذريًا عمّا كانت عليه قبل ثلاث أو أربعة عقود؛ فقد عمّت نعمة الأمن جميع أرجاء البلاد من نيمروز إلى بدخشان. وأصبح الناس من مختلف الأعراق والألوان واللغات يتنقّلون بحرية تامة، دون أن يعترضهم أحد أو يُسألوا عن وجهتهم أو أسباب رحلتهم. فبعد نعمة الصحة، يُعدّ «الأمن الاجتماعي» من أعظم النعم التي ينعم بها شعبٌ ما. واليوم، بفضل الله ثم بتضحيات المجاهدين في سبيله، تحقّقت هذه النعمة العظمى. فقد طُردت قوى الاحتلال بقوة الإيمان والعزيمة، وسادت شريعة الإسلام، وعمّ الأمن ربوع أفغانستان كلها. ويتحدث الناس عن التغيّر الجذري للوضع الأمني في الطرق؛ فيقول أحدهم: «في الماضي، لم يكن أحد يجرؤ على قطع المسافة البعيدة من منطقة إلى أخرى إلا إذا شكّل قافلة من السيارات، وكانت كلّ نقطة تفتيش ترافق القافلة إلى النقطة التالية، مقابل أموال تُدفع بحجة الحماية والخدمات». أما اليوم، فلا وجود ولا حاجة لتلك النقاط وتلك القوافل؛ بل كل إنسان يسافر مع أسرته وأطفاله بكل أمان وراحة، وأصبحت أفغانستان أرض أمن وإیمان. الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
Image from مجلة الصمود: *نعمة الأمن والإیمان فی بلاد الأفغان: أمن یعمّ البلاد من نیمروز إلی بد...
❤️ 1

Comments