مكتبة أحرفنا المنيرة
مكتبة أحرفنا المنيرة
May 13, 2025 at 07:31 PM
**"الليل والجنون"** في قريةٍ نائية على حافة الصحراء، حيث تهمس الرياح بلغةٍ لا يفهمها سوى أبناء المكان، كان هناك بيتٌ قديم مهجور يُدعى "دار السوادي". يقول العجائز: "الجن يسكنون الخَراب، وهم أقرب إليك من ظلك إن نطقت باسمهم بجهل". لكن "حسن"، الشاب المتهور، سخر من التحذيرات، وقرر أن يبيت في الدار ليثبت للقرية أن الخوف وهم. مع غروب الشمس، همس له جده: "يا ولدي، الليل للشياطين ساعة، فاستعيذ بالله من شرها". لكن حسن دخل الدار حاملاً مصباحًا وسيفًا من حديد، فقد سمع أن "الحديد يردع الجن". بدا كل شيء هادئًا، حتى منتصف الليل، حين انطفأ المصباح فجأة، وسمع صوت ضحكات مكتومة تُنادي اسمه من الظلام: "حسن... لماذا جئت إلى عالمنا؟". حاول الهرب، لكن الأبواب أُغلقت كأنها لم تُفتح قط. ظهرت في الزوايا عيون تتلألأ كالجمر، وهمس شيطاني يُغرغر في أذنيه: "أنا قرينك، جئت لأريك ما خفي عنك". ارتعد حسن، وتذكر كلمات جده: "الجن يُظهرون لك ما يُذهل العقل، فلا تتبعهم، فخطواتهم تقود إلى الهلاك". فجأة، انهمر نور القمر عبر النافذة المكسورة، ورأى ظلالاً تتحرك كأنها ترقص حوله، فصرخ: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم!". في الحال، صمتت الأصوات، وانفتح الباب. خرج حسن هاربًا، وهو يردد آياتٍ حفظها من القرآن. عند الفجر، عاد إلى القرية، وقد ابيضَّ شعره، يُحدث الناس عن "عالم الجن الذي لا يُرى، لكن شره حقيقي". قال جده بنبرة حكيمة: "لم أخفِ عليك، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، لكن الذكر سلاح المؤمن". ومن ذلك اليوم، تعلم حسن أن "ليس كل خفيٌّ حميد"، وأن بعض الأسرار تُترك لغلاف الليل. للكاتبه/ ايمان سليمان
❤️ 👍 😂 😮 16

Comments