
مكتبة أحرفنا المنيرة
May 20, 2025 at 09:42 AM
محكمة الحياة: نزاعٌ بين الصمت والبوح...
في محكمة الحياةمثلت الروح أمام القاضي، مثقلةً بما لا يُحكى، محاصرةً بـالصمت، الوحدة، الكتمان، والخوف
كانت المعركة خفية، لم يُسمع فيها صوت استغاثة، ولم تُرفع فيها رايات النصر، بل كان نزاعًا داخليًا مريرًا،
محاولة مستميتة لإبقاء الروح على قيد الحياة وسط عواصف لا تهدأ.
توالت الأيام، وكأن الزمن في هذه المحكمة يمضي ببطء، يغرس في أعماق الروح شعورًا متناقضًا؛
الرغبة في الانتصار، والخوف من مواجهة الحقيقة.
بعد صراع طويل، بدأت الروح تهوي، استسلمت لصمتها القاتل، وأوشكت على الانطفاء.
وهنا، نطق القاضي حكمه الأخير.
- إلزام اللسان بالصمت حتى يعم السكون، لا حديث بعد اليوم، لا شكوى، لا بوحٌ يشق الظلام.
حكمٌ على الروح بالبقاء وحيدة مدى الحياة، بلا أنيسٍ يهدئها، بلا يدٍ تمتد إليها حين تتكسر من الداخل.
حكمٌ على القلب بدفع غرامة باهظةالبوح بما يحمله فمن أراد الحرية، عليه أن يكسر قيود الكتمان لينعم بالسلام الداخلي.
- أما الخوف.
- فقد لفظ أنفاسه الأخيرة لحظة نُطِق الحكم على الروح بالعزلة الطويلة،
فلم يعد له مكان بين صمتٍ لا يرحم، وكتمانٍ تحوّل إلى سجنٍ بلا أبواب.
لكن هل انتهت القصة هنا؟
هل يستسلم القلب لهذا الحكم، أم يحاول الطعن فيه؟
هل تظل الروح سجينةً للوحدة، أم تخلق طريقًا للهروب؟
هل يظل الصمت سيد هذه المحكمة، أم يثور الصوت في لحظة مفاجئة؟
في هذه الحياة، لا حكم يبقى للأبد، فكما أن الليل يطول، لكنه لا يمنع الفجر من الشروق،
ربما يأتي ذلك اليوم الذي تُرفع فيه الجلسة، وتعلن المحكمة براءة الروح من قيودها.
✍🏻نبض الحروف.
❤️
👍
17