
مكتبة أحرفنا المنيرة
May 28, 2025 at 04:29 PM
ها أنا أحترق حقًا؟
أعيش في وطنٍ جريح، كل يوم تمطر فيه السماء وابلًا من الصواريخ، تتساقط واحدًا تلو الآخر كأنها زخات مطر. تحاصرنا الذئاب من كل جانب، وكأنني ليلى في الغابة. قالت لي أمي: "اذهبي إلى بيت جدتك وأعطيها الطعام"، لكنها لم تكن تعلم أن من كان ينتظرني هناك لم يكن جدتي... بل الذئب. سلب مني كل طعامي، وبدأ يتبع خطواتي ليبتلع ما تبقّى لدي من زاد في دثاري.
كنت أربط بطني صبرًا من شدّة الجوع، وكنت أموت عطشًا، لكنني كنت أحيا حين أرى أحدًا من أهلي ما زال ينبض. كانت الحياة قاسية، والموت حاضرًا، في كل لحظة، في كل شكل: منا من مات تحت الأنقاض، ومنا من اخترق الرصاص جسده، ومنا من تناثرت أشلاؤه بشظايا الموت المتطايرة، ومنا من احترق في خيمته وهو نائم يحلم بالنجاة.
وكنت أسأل نفسي كل مساء وكل صباح: كيف ستكون نهايتي؟
وها قد جاء اليوم الذي كنت أتساءل عنه دائمًا: كيف ستكون نهايتي؟ وها هي نهايتي... أن يُحرق جسدي الصغير، وأنا أنظر بكل هدوء...
ها أنا أحترق حقًا.
#رينا_المعجلي

❤️
👍
😢
27