مكتبة أحرفنا المنيرة
مكتبة أحرفنا المنيرة
June 11, 2025 at 01:09 AM
" الألمُ... إعلانُ تمرُّدٍ مشروع " الألم؟ تريدونني أن أتحدث عنه كما يتحدث الملتزمون بقوانين التحكُّم في الانفعال؟ أن أصفه بأنه عابر، بأنه "امتحان"، بأنه فرصة للتغيير؟ كلا. أنا لا أبيع المواساة بالتقسيط، ولا أرتدي عباءة الحكمة لمجرد النجاة من الوجع. الألم؟ ليس زائرًا عابرًا… هو مقيمٌ يرفض دفع الإيجار، يعيش في التفاصيل، في فواصل الكلمات، في المسافة بين "أنا بخير" و"أنا أتحطم بصمت". أي قانونٍ هذا الذي يطالبني بكتم صرختي؟ أن أتحول إلى جدار أملس لا يحتفظ بندبة؟ أن أخجل من انكساري كي لا تُصاب القلوب الضعيفة بالعدوى؟ أرفض. أنا أعلنها بصوتي كله: أنا لا أُخفي ألمي ليشعر الآخرون بالارتياح. لن أُطبطب على جراحي بمنديل من أعذار المجتمع. ولن أُقنع نفسي بأن كل شيء "قدرٌ جميل" فقط لأن العُرف يقول ذلك. يا صديقي، الألم لا يخضع لقوانين الخطابة ولا لمنشورات التنمية الذاتية. هو ليس مدرسةً نلتحق بها، بل حربًا تُفرض علينا دون استئذان. هو الحقيقة العارية في زمنٍ يقدّس الأقنعة. هو الصدق في عالمٍ يبيع الوهم على هيئة "تفاؤل إلزامي". أنا لا أريد لألمي أن يُغنيني، ولا أن يُعلّمني، بل أريده أن يُخبرني بمن أنا، بعد أن يتساقط كل شيء آخر. هل جرّبت يومًا أن تشكر السقوط؟ أن تقول للخذلان: "لقد حرّرتني من الوهم"؟ أنا فعلت. أنا لا أُخفي الجرح، بل أُزين به لغتي. أُحوّله إلى صدى، إلى قصيدة، إلى كتابٍ مفتوح على احتمالات الشفاء. الألم لا يقتل… بل يكشف. ومن اختار أن يراه بعين الصدق، خرج منه شخصًا لا يمكن كسره مرة أخرى. فيا أيها العالم، احكم كما شئت، لكنني لن أكون نسخة محسّنة من امرأة موجوعة… سأكون الأصل، بعيوبي، بانكساراتي، وبصوتي الذي لا يخفت. **ايمان سليمان**
❤️ 3

Comments