
الشيخ الداعية جيل صادق
June 9, 2025 at 05:34 PM
☆ الدرس رقم (-5-) ☆
●••||《*الأدلةُ الشرعيةُ من الكتابِ والسُّنَّةِ والإجماعِ على جَوازِ شدِّ الرِّحَالِ بقَصدِ زِيَارةِ قَبرِ رسُولِ الله ﷺ*》||••●
✿✿❁࿐࿐❁✿✿
والحديثُ بكاملِه قال ﷺ: "*حياتي خيرٌ لكم ومماتي خيرٌ لكم، في حياتي تُحْدِثونَ ويُحْدَثُ لكم فإذا أنا متُّ عُرِضَتْ عليَّ أعمالُكمْ فما كانَ مِنْ خيرٍ حَمِدْتُ الله* - إذًا يتصرّفُ بعدَ موتِه وله عملٌ بعدَ موتِه - *وما كان غيرَ ذلك استغفرتُ لكم".*
إذًا بعدَ وفاتِه ينفع وإلا لو كان بعدَ وفاتِهِ لا ينفع كيف قال: "*ومماتي خيرٌ لكم*"؟ كيف تكون خيرًا لنا إذا كان لا ينفع؟ وهل موتُهُ مجرّد الموت يكونُ خيرًا لأمتِه؟ أم لو طالَ بقاؤه في الأمة كان النفعُ أعظم؟ إذًا نفْعُهُ لمْ ينْقَطِعْ بعدَ موتِه، فهو في حياتِه نفعٌ لنا وفي موتِه نَفعٌ لنا. في حياتِه خيرٌ لنا وفي موتِه خيرٌ لنا، فهو كلُّه خير وكلُّه بركة ﷺ.
فإذًا استغفارُ الرسولِ ﷺ للزائرينَ له بعدَ وفاتِه لمْ ينقطِعْ بموتِهِ ﷺ.
والآية التي مرت معنا ذكرَها علماءُ الإسلام منْ فقهاء المذاهبِ الأربعة في فصلِ زيارةِ النبيِّ ﷺ في كتابِ الحجِّ بعدَما يتكلمونَ عنْ مناسكِ الحجِّ ويُنْهُونَ الكلامَ عنِ الحجِّ يتكلّمونَ عن الزيارة.
وكثيرٌ منَ العلماءِ صَدَّرَ هذا الفصل بهذه الآية الشريفة: {*وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا*}
لماذا احتجّوا بهذه الآية للزيارة الشريفة؟ هل علماء الإسلام ضلّال؟ حاشا، هل علماءُ الإسلامِ يُحرِّكون ويَحُضّونَ ويَحُثُونَ الناسَ على مُحرَّم على باطل على فاسد؟ حاشا.
فإذًا الزيارةُ الشريفة لقبرِ نبيِّنا المصطفى ﷺ سنّةٌ منْ سنَنِ المسلمينَ مُجْمَعٌ على اسْتِحْبابِها.
وممَّنْ نقلَ الإجماعَ على ذلك القاضي عياض في كتابه "الشفا" في المجلّدِ الثاني وعقدَ لها فصلًا.
فالأمةُ لا تُجْمِعُ على باطل، فلو لم تكن كذلك فكيف قال فصلٌ في زيارةِ قبرِه ﷺ وهي سنّةٌ منْ سننِ المسلمينَ مُجْمَعٌ على اسْتِحْبابها؟
لو كان هذا العمل مُخالِفًا للشريعةِ مع السفر ومع شدِّ الرِّحَال ومع التوسلِ ومع التبرك والمجِيء إلى قبرِه بعد وفاتِهِ بقصْدِ التبرّكِ وبقَصْدِ السلامِ عليه، لو كان مُخالفًا للشريعةِ كيفَ تُجْمِعُ الأمةَ عليه؟
ولوْ كان مُخالِفًا للشريعةِ كيفَ يكونُ مُستَحَبًّا؟ وهل الأمةُ تُجمِعُ على باطل؟ حاشا.