☆ الدرس رقم (-6-) ☆ ●••||《*الأدلةُ الشرعيةُ من الكتابِ والسُّنَّةِ والإجماعِ على جَوازِ شدِّ الرِّحَالِ بقَصدِ زِيَارةِ قَبرِ رسُولِ الله ﷺ*》||••● ​✿✿​❁࿐࿐❁✿​✿​ الله عزّ وجلّ توعَّدَ الذي يخرُجُ عنْ مجموعِ الأمةِ بالعذاب بالويلِ والهلاك، قال الله تعالى: {*ويتَّبِعْ غيرَ سبيلِ المؤمنين نُوَلِّهِ ما توَلَّى ونُصْلِهِ جهنّمَ وسآءتْ مصيرًا*} هذا لمَن؟ لِمَن خرقَ الإجماع، لَمَنْ ضلّلَ الأمة. إذًا الأمة لا تُجمِعُ على ضلالة. قالَ الرسولُ ﷺ قال في الحديثِ الذي رواه أبو داود في سُنَنِه وهو منَ الأحاديثِ المُشْتَهرة -والحديث المشهور هو ما رواهُ منَ الصحابة ثلاثة فما فوق، هذا رواه منَ الصحابةِ عشَرة- "*ستَفْتَرِقُ أمّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فرقة كلُّهم في النار إلا واحدة ما أنا عليه وأصحابي*". إذًا الأمةُ لا تُجمِعُ على ضلالة ولا تُجمِعُ على باطل. والرسولُ ﷺ قال فيما رواه الإمامُ الحافظُ البيهقيُّ رحمه الله تعالى: "*المُتَمَسِّكُ بسُنَّتي عندَ فسادِ أمَّتي لهُ أجرُ شهيد*". الرسولُ عليه الصلاة والسلام يقول المتمسّك بشريعتِهِ عقيدةً وأحكامًا عندَما يظهر الفسادَ في الأمة هذا له أجرُ شهيد ولوْ ماتَ في بيتِه على فراشِه، يعني ما يُشبهُ أجرَ الشهداء. فالرسولُ حثّنا على البقاءِ مع السوادِ الأعظم. والرسولُ ﷺ قال: "*خيرُ القرونِ قرني ثم الذين يَلونَهم ثم الذين يَلونَهم ثم يَفشوا الكذِب"* إذًا الرسولُ عليه الصلاة والسلام حثَّنا على التمسُّكِ بالسوادِ الأعظم. وفي المسْتَدرَكِ على الصحيحيْنِ للحافظ أبو عبدِ اللهِ الحاكم النّيْسابوري قال ﷺ: "*ستّةٌ لعَنْتُهمْ ولعَنَهُمْ الله وكلُّ نبيٍّ مُجاب*" وعَدَّ فيهم "*التاركُ لسُنَّتِه المُفارِقُ للجماعة*"، يعني الذي يخْرجُ عنِ السوادِ الأعظم يخرُجُ عنْ شريعةِ محمد ﷺ. وهذا الصحابي الجليل أبو سعيدٍ البَدريّ يقول: "*ما كانَ اللهُ لِيَجْمعَ أمةَ محمدٍ على ضلالة".* إذًا آيات وأحاديث وأقوال الصحابة تثبت ذلك، واللهُ قال في القرآنِ: {*كنتمْ خيرَ أمّةٍ أُخرِجَتْ للناس*} يعني مجموعُ الأمة لا يكونُ على ضلالة. الله لا يَمْدَحُ الأمة لو كانت على ضلالة، حاشا. والإجماع منْ مصادرِ التشريع، ولوْ كانَ الإجماعُ ينعقِدُ على باطل أو على ضلالة لم يكنْ مصدرًا منْ مصادرِ التشريع.