التثقيف السياسي
التثقيف السياسي
May 19, 2025 at 07:50 AM
*بعلبك - الهرمل: استفتاء لمصلحة المقاومة* فازت لائحة «تنمية ووفاء» بكاملها، في الانتخابات البلدية لمدينة بعلبك. لم يكن فوزاً سهلاً في المدينة التي حملت عن محافظة بعلبك - الهرمل ثقل المعركة السياسية الأشرس، التي خاضها الثنائي حزب الله و«أمل» في مواجهة الماكينة السعودية، وبعض القوى المحسوبة عليها من خارج المدينة، والتي توحّدت خلف لائحة «بعلبك مدينتي». هو تحالف خالف كل ما نُسج سابقاً في بعلبك، المدينة التي حافظت طوال الاستحقاقات البلدية السابقة، وحتى النيابية، على الوحدة والتعايش. لكن، عقب الحرب المدمّرة التي شنّها العدو الإسرائيلي على لبنان، وعلى بيئة حزب الله بوجه خاص، دخلت بعض الأطراف الخارجية، وبالتحديد السعودية، على خطّ التحالفات هذه السنة، في محاولة لتغيير المزاج العام في المدينة، فقلبتها رأساً على عقب، وصولاً إلى حدّ التوصية بمنع السنّة الأقوياء من الدخول في لائحة واحدة مع «الثنائي»، ولا سيما مع حزب الله، ما دفع الأخير إلى التأنّي في إعداد لائحة تراعي تمثيل جميع العائلات، كما تأخذ في الاعتبار وزن الأحزاب الحليفة للمقاومة، بما يعوّض خروج حلفاء اعتياديين يمثّلون ثقلاً داخل المدينة، أهمّهم «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية»، كما مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي. بعد التدخل في التحالفات، تدخّلت السعودية والقوى المحسوبة عليها في المرحلة اللاحقة بالمال الانتخابي، عن طريق شراء الأصوات، كما محاولة شراء أهل المدينة بالإعاشات والمساعدات العينية، التي كثرت في الأسبوع الأخير ما قبل الانتخابات. وما بين الرشى والإعاشات، اشتدّ العصب المذهبي في المدينة، حيث جُنّد عدد من المشايخ لإلقاء خطب في المساجد عن «إثم» التصويت للائحة التي يدعمها الثنائي! وقد استمرّ الضغط على أهل المدينة من باب «الغيرة على الدين»، حتى كان استحقاق أمس الذي استحال معركة كبيرة، لم تختلف في ظروفها عن المعركة الانتخابية النيابية، لا في الشكل ولا في المضمون. ففي الشكل، ازدحمت مراكز الاقتراع منذ الصباح الباكر بالمقترعين، ولم تفرغ منهم حتى لحظة إقفال الصناديق. وفي المضمون، كان الاستفتاء على الأقوى في المدينة، وقد تبلور ذلك في الإقبال غير المعهود للناخبين، سُنّة بالدرجة الأولى ومن ثم الشيعة. فعلى عكس الإقبال الخجول للمقترعين السنّة في بيروت وقبلها في طرابلس، فاقت نسبة مشاركتهم في بعض الأقلام في بعلبك 70%. غير أن كل ذلك لم يُترجم فوزاً في صندوق الاقتراع، حيث كانت الفوارق بين آخر الرابحين في لائحة «تنمية ووفاء» وأول الخاسرين في لائحة «بعلبك مدينتي» ما يقارب 5600 صوت، بعد فرز 47 قلماً، فيما كان المتبقّي عند منتصف الليل 20 قلماً. وليس بعيداً عن المعركة التي دارت في بعلبك، شهدت بلدة دورس معركة سياسية هي الأخرى بين «القوات اللبنانية» الداعمة للائحة «عائلات دورس» من جهة، والتيار الوطني الحر والحزب و«أمل» الداعمين للائحة «أبناء دورس» من جهة أخرى. ولعلّ أهمّ ما في عدّة تلك المعركة هي الصوت المسيحي، الذي عملت «القوات» على استمالته من خلال شدّ العصب... والهدايا. وقد نجحت هذه الأخيرة في تعزيز الحضور المسيحي في الانتخابات، مع بلوغ نسبة المقترعين منهم 45%، على عكس ما كان يحصل سابقاً، إذ لم تكن النسبة تتخطى في أحسن الحالات 30%. غير أن ذلك لم يوصل لائحة «عائلات دورس» إلى الفوز أو حتى خرق اللائحة المواجهة، لكونها لم تستطع اللحاق بالصوت الشيعي، الذي تخطّت نسبة تصويته 57%، خصوصاً أن عدد المقترعين الشيعة يساوي عدد المقترعين المسيحيين (1300 صوت لكل منهما)، يضاف إليها 1000 صوت من المقترعين السنّة، صبّت أصوات 50% منهم في صالح اللائحة المدعومة من الثنائي والتيار، التي أعلنت في وقت مبكر من ليل أمس فوزها. هو فوز يُحتسب أيضاً من ضمن سلّة الثنائي في محافظة بعلبك ـــ الهرمل، قبل احتسابه فوزاً للتيار الوطني الحر، مع ترجيح أصواته كفّة الميزان في دورس لصالحه. ما عدا هاتين المعركتين، لم تشهد قرى محافظة بعلبك - الهرمل التي تمثّل الحضن للحزب والحركة أو تلك التي يغلب عليها المكوّن الشيعي أيّ معركة في خانة السياسة. وانحصرت المواجهات التي جرت في عدد من القرى بين لائحتين مكتملتين ضمن الإطار العائلي البحت، ولم تخرج تالياً عن سقف المقاومة. واللافت في تلك المواجهات أن الطرفين استعارا شعارات المقاومة وخاضا المعركة بها في محاولة للتأثير على جمهورهما واجتذاب صوته إلى صناديقهما. 🗞️ *الأخبار* > 📑 لمتابعة المقالات والتحليلات التثقيف السياسيّ: 🌐 مجموعتنا على الواتس أب https://chat.whatsapp.com/K0WDN7qm5YI7xQhtStsoeV ᵗᵉˡᵉᵍʳᵃᵐ https://t.me/taskifseyasi

Comments