نبض الأمة؛؛؛
نبض الأمة؛؛؛
June 4, 2025 at 02:44 PM
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة منشورات تزعم أن السلفيين عموما وحزب النور خصوصا قد تناقضوا، حيث أنكروا على الدكتور مرسي استقباله للرئيس الإيراني نجاد و لكنهم لم يعلقوا على زيارة وزير الخارجية الإيرانية لمصر الآن. و كالعادة نجد بتر الأحداث للوصول إلى نتائج مسبقة "التعليب". فمن يسلط الضوء على الإنكار الذي صاحب استقبال الدكتور مرسي لنجاد، و يغفل ماذا تم في زيارة الدكتور مرسي نفسه لإيران؛ بلا شك شخص يجتزئ من الأحداث ما يوصله لنتيجة في صدره. و قصة هذه الزيارة أن مصر كانت رئيسة دورة منظمة التعاون الإسلامي، و كانت ستسلم الرئاسة في الدورة الجديدة لإيران، و بالتالي كان ينبغي أن يسافر الدكتور مرسي لإيران ليحضر القمة هناك و يسلم رئاسة الدورة الجديدة لإيران. و كان هذا في وقت مبكر جدا و كان الإخوان حينها ما زالوا حريصين على ألا يخالفوا العهود التي قطعوها على أنفسهم، و منها ما قطعوه على أنفسهم للسلفيين: من الانضباط في علاقتهم بالشيعة. و من ثم طلبوا المشورة من حزب النور و أشار عليهم حزب النور حينها بإتمام الزيارة، و لكن مع الحرص على ألا يتضمن الكلام أي مجاملة منهجية للشيعة. و بالفعل تم الأمر، بل زاد الدكتور مرسي حينها الترضي على الصحابة في خطابه، فتم الثناء الواسع عليه حينها من كل السلفيين بفضل الله تعالى. ثم لما جاءت زيارة الرئيس الإيراني نجاد و كان الإخوان قد قرروا أن ينخلعوا من كل عهودهم مع كل الأطياف، و صرحوا بخطابهم المعهود في قضية الشيعة، بل و فتح الباب للسياحة الإيرانية لكل محافظات مصر و لمساجد آل البيت. و من هنا جاء الإنكار حينها (و بالمناسبة كان من المنكرين بعض الرموز المحسوبين على القطبية و السرورية ممن يعتبرهم الإخوان الآن من كبار المجاهدين). و من يسترجع الخطاب في تلك المرحلة سيجد أن خطاب الدعوة السلفية و حزب النور كان هادئا متزنا يذكر بخطر تمكين الشيعة من اختراق المجتمع المصري. و سيجد أن كثيرا ممن هم الآن محسوبين على تأييد الإخوان قد استعمل خطابا خشنا أو دعى إلى استعمال ذلك. الخلاصة: أن اللقاءات لبحث المصالح المشتركة جائزة مع الكفار، فضلا عن أهل البدع من المسلمين. و أما الإنكار فهو متوجه لكل من يهون من شأن شتم الشيعة للصحابة و لأمهات المؤمنين. و حيث أن زيارة وزير الخارجية الإيراني الحالية لمصر هي من النوع الأول الذي لم ننكره من قبل على أحد فلماذا يستغرب بعضهم عدم الإنكار الآن. بل و كلامنا في نصيحة حماس في شأن العلاقة مع الشيعة موجودة في مقالاتنا من 2006 إلى مرحلة طوفان الأقصى و ما بعدها، و هي لا تنكر أصل التعاون، بل تحذر من أن يؤدى هذا التعاون إلى السماح لهم بالدعوة للتشيع، و الحذر من استعمال إيران لهم لخدمة حساباتها، و الحذر من بناء الحسابات و التوقعات بناء على فرقعات كلامية تقولها إيران أو حزب الله. (و قد رأى الجميع نتيجة تلك الثقة، و إنا لله و إنا إليه راجعون). إذن فالإنكار له محله، و الجواز له محله. (مع وجوب الحذر دائما من الاستدراج إلى ما يستوجب الإنكار). و هذا الجواز و ذلك الإنكار ثابتان لا يتغيران بتغير فاعل أي منهما. نسأل الله أن يحفظ مصر قلب الأمة الإسلامية النابض العامر بحب النبى صلى الله عليه وسلم و أزواجه و أصحابه و آل بيته رضي الله عنهم أجمعين، بلا إفراط و لا تفريط.
Image from نبض الأمة؛؛؛: انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة منشورات تزعم أن السلفيين عموما ...
❤️ 👍 4

Comments