
نبض الأمة؛؛؛
June 6, 2025 at 06:56 PM
1- مصر هي أرض التاريخ، عندما دحر أهلها المعتدي، وأوقفوا مدّ الباطل، مصر إسلامية.
2- في سنة 1250م، جات الحملة الصليبية السابعة على مصر بقيادة لويس التاسع، وكان فاكر إن مصر سهلة، وإنه لو دخلها هيقدر يكسّر شوكة المسلمين.
لكن مصر كانت مستعدة، والسلطان الصالح أيوب – رغم مرضه – جهّز الجيش، ولما توفّي، شجرة الدر مسكت الحكم بكل حكمة، وخبّت خبر موته عشان الجيش ما يضعفش.
القادة المماليك، زي ركن الدين بيبرس، كانوا في الميدان، قاتلوا بشجاعة، وورّوا العالم يعني إيه مصر تحارب.
العلماء كانوا بيشجعوا الناس ويدعوا للجهاد، فالشعب كله بقى على قلب رجل واحد.
وفي الآخر، انهزم الصليبيون واتأسر لويس التاسع نفسه، وتحطّ في دار ابن لقمان في المنصورة.
وكان النصر ده علامة إن مصر وقت الشدة بتنهض، وبتقف قدّام أي حد يفكر يعتدي عليها.
3- في سنة 1260م، بعد ما المغول دمّروا بغداد وأسقطوا الخلافة العباسية، كانوا ناويين يكمّلوا على الشام ومصر. العالم الإسلامي كله كان في حالة ذهول ورعب.
لكن مصر ما وقفتش تتفرج. السلطان سيف الدين قطز جمع الصفوف، وسانده القائد الشجاع الظاهر بيبرس، وخرجوا بجيش مملوكي منظم وقوي.
العلماء زي العز بن عبد السلام وغيره شجّعوا الناس وأفتوا بوجوب الجهاد، فصارت مصر مركز المقاومة.
وفي عين جالوت، حصلت المعركة الفاصلة… والمغول اتكسروا لأول مرة في تاريخهم، وبدأت أسطورتهم تضعف.
كانت مصر هي اللي وقفت السيل التتري، وأنقذت الأمة كلها من الضياع.
4- مصر لم تكن يومًا أرض جنود فقط، بل كانت أرض علم وعلماء.
على مرّ العصور، كانت منبعًا زاخرًا بالفقهاء والمفسرين، والمحدّثين والمربّين، حملوا نور الشريعة ونشروه في الآفاق.
في الأزهر الشريف – الذي بقي أكثر من ألف عام منارةً للعلم – تربّى رجال عظام:
ومن قبله الإمام الشافعي، الذي وُلِد ونشأ فيها وتأسس على أرضها،
إلى العز بن عبد السلام، سلطان العلماء وبائع الملوك،
إلى السيوطي، الموسوعة المتحرّكة في التفسير والحديث،
والليث بن سعد، إمام مصر الذي كان أعلم من مالك بشهادة الإمام مالك نفسه،
وابن حجر العسقلاني، حافظ الدنيا في الحديث، وشرّاح صحيح البخاري.
بلادٌ ما خلت قرنًا من قرون الإسلام من قائمٍ لله فيها بالحق، معلّمٍ أو مجاهد، ناسكٍ أو مفسّر.
وفي كل زمن كانت مصر تُنجب علماء يرفع الله بهم الجهل عن الناس، ويقيم بهم الحجة، ويرد بهم الكيد عن الدين.
فمصر، بفضل الله، كانت ولا تزال… خزّانًا للعلم، وركنًا من أركان الأمة في حفظ الدين.
5- مصر إذا ضعُفت، اهتزّت الراية، وإن ثبتت، ثبتت معها الأمة.
وهذا معنى يُفهمه من يقرأ التاريخ جيدًا، ومن يفقه سنن الله في الأمم.
6- مصر ليست معصومة من السقوط ولا الفتنة.
فلا بلد ولا أمة ولا فرد معصوم إلا من عصمه الله. ومصر كغيرها من بلاد المسلمين، عرفت فترات عزّ وتمكين، ومرّت أيضًا بأزمنة ضعف وفتن واحتلال. لكنها تظل – بحكم موقعها وثقلها – إن سقطت، كانت خسارتها جسيمة، وإن نهضت، جرّت خلفها الأمم
الخلاصة: مصر ليست معصومة، لكنها مأمولة، لأنها إذا وعَت، انتفضت، وإذا رجعت لربها، أقامت. ومتى قادها الصالحون وأحياها المصلحون، كانت كما كانت: درع الأمة وكتيبتها المتقدمة.
والله أعلم.
#محمد_سعد_الأزهري

❤️
👍
😂
🤍
5