
نبض الأمة؛؛؛
June 7, 2025 at 04:37 PM
تأملات في معنى التكبير :
في بداية البعثة قال الله تعالى لنبيه { يا أيها المدثر. قم فأنذر. وربك فكبر} وذلك لأن تكبير الله تعالى وتعظيمه وإجلاله هو الموصل لتوحيده وتقواه وتكميل مراتب العبودية، والجهاد في سبيله حق جهاده، ومنه الجهاد بالدعوة بالبيان وإبلاغ دينه وشرعه.
فالتكبير هو الموصل لتوحيد الخالق واتباع الرسل وتكميل العبودية.
ولذلك افتتح الأذان بالتكبير قبل الشهادتين.
ولذلك افتتحت الصلاة بالتكبير.
وما كفر الكافرون، ولا أشرك المشركون، ولا ألحد الملحدون، ولا فجر الفاجرون إلا لأنهم لم يقدروا الله حق قدره.
فمن كبر الله تكبيرا، و امتلأ قلبه بتعظيمه وإجلاله، علم قبح الشرك، وأن يجعل لله ندا وكفؤا ومثلا وشريكا يعبده كما يعبد الله تعالى، ويدعوه من دون الله، أو يعبده حتى يشفع له عند الله، فما كان له ولي من الذل، يشفع عنده بغير إذنه.
قال الله تعالى {وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}
وقال تعالى {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا إدا. تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا. أن دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا. إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا}
فمن عظم الله حق تعظيمه، علم قبح نسبة الولد إلى الله تعالى وأنها جريمة تهتز لها أرجاء الكون.
وبعد أن بين تعالى ضعف آلهة المشركين، وتحداهم بخلق ذبابة، قال تعالى {ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز. الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير}
فلو قدروا الله حق قدره، لما جعلوا له ندا هو في غاية الضعف والمهانة {ضعف الطالب والمطلوب} وذكر بعدها النبوة والرسالة؛ لأن نفيها من ضعف تعظيم الله وقدره حق قدره؛ لأنه من ظن أن الله تعالى خلق الخلق وتركهم سدى وهملا، لا أمر ولا نهي ولا دين ولا شرع ولم يرسل لهم رسلا ولا أنزل لهم كتبا، فما قدر الله حق قدره كما قال تعالى {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء} وهذا كاعتقاد من يسمون الربوبيون الذين يعتقدون خالقا للكون خلقه ثم تركه.
ومن قدر الله حق قدره، امتلأ قلبه خشوعا وإخباتا وافتقارا لربه سبحانه وتعالى، ولذلك قال عز وجل {إنما يخشى الله من عباده العلماء} فكلما ازداد المرء علما بربه، كلما ازداد خشية لله تعالى.
وقال صلى الله عليه وسلم ( استحيوا من اللهِ تعالى حقَّ الحياءِ ، من اسْتحيا من اللهِ حقَّ الحياءِ فلْيحفظِ الرأسَ وما وعى ، ولْيحفظِ البطنَ وما حوى ، ولْيذكرِ الموتَ والبِلا ، ومن أراد الآخرةَ ترك زينةَ الحياةِ الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيا من اللهِ حق الحياءِ)
والله المستعان.

👍
1