كنز المعرفة
كنز المعرفة
May 27, 2025 at 11:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70) قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71)} ۞۞۞۞۞۞۞ شرح الكلمات ❁❁❁❁❁❁❁ {فأوجس في نفسه خفية}: أي أحس بالخوف في نفسه. {أنت الأعلى}: أي الغالب المنتصر. {تلقف}: أي تبتلع بسرعة ما صنع السحرة من تلك الحبال والعصي. {كيد ساحر}: أي كيد سحر لا بقاء له ولا ثبات. {لا يلفح الساحر}: أي لا يفوز بمطلوبه حيثما كان. {فألقي السحرة سجداً}: أي ألقوا بأنفسهم ورؤوسهم على الأرض ساجدين. {إنه لكبيركم}: أي لمعلمكم الذي علمكم السحر. {من خلاف}: أي يد يمنى مع رجل يسرى. {في جذوع النخل}: أي على أخشاب النخل. {أينا أشد عذاباً وأبقى}: يعني نفسه- لعنه الله- ورب موسى اشد عذاباً وأدومه على مخالفته وعصيانه. معنى الآيات ❂❂❂❂❂❂❂ ما زال السياق في الحديث عن المباراة التي بين موسى عليه السلام وسحرة فرعون إنه لما ألقة السحرة حبالهم وعصيهم وتحركت واضطربت وامتلأت بها الساحة شعر موسى بخوف في نفسه فأوحى إليه ربه تعالى في نفس اللحظة: {لا تخف إنك أنت الأعلى} أي الغالب القاهر لهم. هذا ما دلت عليه الآية الأولى (67) فأوجس في نفسه خفية موسى والثانية (68): {قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى} وقوله تعالى: {وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا} أي تبتلع بسرعة وعلل لذلك فقال: {إنما صنعوا كيد ساحرا} أي هو مكر وخدعة من ساحر {ولا يفلح الساحر حيث أتى} أي لا يفوز الساحر بما أراد ولا يظفر له أبداً لأنه مجرد تخيلات يريها غيره. وليس لها حقيقة ثابتة لا تتحول ولما شاهد السحرة ابتلاع العصا لكل حبالهم وعصيتهم عرفوا أن ما جاء به موسى ليس سحراً وإنما هو معجزة سماوية ألقوا بأنفسهم على الأرض ساجدين لله رب العالمين لما بهر نفوسهم من عظمة المعجزة وقالوا في وضوح {آمنا برب هارون وموسى}. وهنا صاح فرعون مزمجراً مهدداً ليتلافى في نظره شر الهزيمة فقال للسحرة {آمنتم له قبل أن آذن لكم} بذلك {إنه لكبيركم} أي معلمكم العظيم {الذي علمكم السحر} فتواطأتهم معه على الهزيمة. {فلأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف} تعذيباً وتنكيلاً فاقطع يمين أحدكم مع يسرى رجليه، أو العكس {ولأصلبنكم في جذوع النخل} أي لأشدنكم على أخشاب النخل واترككم معلقين عبرة ونكالا لغيركم {ولتعلمن أينا أشد عذاباً وأبقى} أي أدومه: رب موسى الذي آمنتم به أو أنا فرعون عليه لعائن الله. من هداية الآيات ❀❀❀❀❀❀❀ 1- الشعور بالخوف والإحساس به عند معاينة أسبابه لا يقدح في الإيمان. 2- تقرير أن ما يظهر السحرة من تحويل الشيء إلى آخر إنما هو مجرد تخييل لا حقيقة له. 3- حرمة السحر لأنه تزوير وخداع. 4- قوة تأثير المعجزة في نفس السحرة لما ظهر لهم من الفرق بين الآية والسحر. 5- شجاعة المؤمن لا يرهبها خوف بقتل ولا بصلب. ۞۞۞۞۞۞۞۞ طـه ﴿ 10 ﴾ ۞۞۞۞۞۞۞۞
❤️ 1

Comments