الكتاب الشهري
May 17, 2025 at 04:39 PM
*غفلة كثير من الناس عن تذكُّرِ أصول النِّعَم وشُكرِها:*
قال ابن الجوزي رحمه الله:
*دوام النِّعَم على الآدمي يُنسيه قَدْرَها، فإذا فُقِدَتْ عَرَفَها.*
*وإنما أعْيُنُ الخلق إلى فُضول النِّعَم: يشكرون عليها، وينزعجون لفَقْدِها، فكأنه ليس عليهم نعمةٌ إلا الزوائد، وهذه غفلةٌ عظيمةٌ.*
*فالواجب على الإنسان أن ينظرَ إلى أصول النعم،* فإذا رأى
- صحة الجسد،
- والتمكين من اجتذاب الطعام وإساغتِه،
- وسهولة اندفاع الأذى،
- وراحة الجسم بالنوم،
- وارتفاع الآلام في اليقظة،
- وحصول الأمن،
- ولو لم يكن إلا: سهولةَ اجتذابِ النسيم بالنَّفَس لترويح النَّفْس ورَدِّه،
- ثم سَوْق الكفاية من الرزق،
- وأعظم الكل: سلامة الاعتقاد؛
*فهذه أصولٌ قد نُسِيَتْ، وأُهْمِلَ الشكر عليها، وكأنها تلزم وتجب وتتعيَّن على المُنعِم، فلا نشكرُها،* وإنما نرى الزيادةَ - يعني: أنها نعمةٌ - وننسى هذه.
*واللهِ، ما يعرف قدرَ النوم إلا مَن طَرَقَه الألم بالليل، ولا يعرف قدرَ العافية إلا مَن أَلَمَّ به أَلَمٌ،*
*فالعجب لمَن أصبح سليمَ البدن، معافًى من ألمٍ، صحيحَ الخِلْقَة، عندَه قوت يومِه: كيف لا يَجِدُّ في الشكر؟!*
فإذا حصل له شيءٌ من النعم الزوائد أخْجَلَه ذلك!
فأعجبُ النعم: أن كثيرًا من الناس لا ينالون القوتَ إلا بعد ظلم الناس وأخذ ما ليس لهم، *فمَن رُزِقَ حلالًا ولم يُحْوَجْ إلى تعسُّفٍ في رزقٍ؛ فإنها مِن أعظم النعم.*
صيد الخاطر (ص ٣٣٣).
👍
❤️
4