الكتاب الشهري
May 20, 2025 at 11:49 AM
*تضييع الأوقات عند كثير من الناس:*
قال ابن الجوزي رحمه الله:
*ما رأيتُ أسهلَ على خَلقٍ كثيرٍ من تضييع العمر الذي هو أنفَسُ موجود الأنفُسِ.*
قال الحسن البصري: *"يا ابن آدم، إنما أنت أيامٌ؛ إذا مضى يومُك مضى بعضُك".*
*وقد رأيتُ أكثرَ العوام، فكلُّهم يُضيِّعون زمانَهم الفارغ من إنفاقِه في حاجةٍ فيما لا فائدةَ فيه، وربما كان فيما يَجلِب إثمًا،* فإذا فرغوا:
- لعبوا بالشطرنج أو بالنرد،
- أو قعدوا عند المُشعبِذ والمُحْدِث،
- أو على الطريق يتفرَّجون أو ينظرون إلى مَن يَمُرُّ من النساء،
- ويقطعون طولَ الليالي في الأحاديث الفارغة والأراجيف وغيرها.
*ثم نظرتُ، فإذا كثيرٌ من العلماء أو كلُّهم يُضيِّع الزمانَ الشريفَ في فنونٍ أُخَرَ:*
فمنهم: مَن يتصدَّر، ويحب التردُّد إليه والهناء له بالأيام الشريفة، ويقول: فلانٌ ما يزورُنا، فلانٌ ما نراه، فإذا اجتمع عندَه الناس تحدَّثوا بما يُضيِّع الزمان، ويحتاج هو لكثرة المعارف إلى مراعاة حقوقِهم وحضوراتِهم وأمزاجِهم.
وما هذه أفعال مَن يعرف شَرَفَ العمر ولا مقدارَه، *وإنما العالم بالله سبحانه هو الذي يعرف شَرَفَ العمر، فلا يُنفِق منه لحظةً إلا في طاعةٍ، ويتحامى من أن يضيعَ عليه الزمان؛ ولهذا هرب خَلقٌ كثيرٌ إلى العُزْلَة؛ حفظًا للوقت، وخوفًا من حقوق المُخالَطة.*
فالحذرَ الحذرَ من مجالسة الخلق، خصوصًا مَن هو في غير الجِنس [يعني: في غير جادَّة العلم]؛
فإنه إن سارَ به الإنسان: [سارَ و]معه شيءٌ على غيرِ الجادَّة،
وإن سارَ به في جادَّة العلم: أبى ونَسَبَه إلى سوء الخُلُق والمُعاشَرة،
*وأقلُّ ما تُثمِرُه المخالطةُ: سماعُ الغِيبَةِ.*
صيد الخاطر (ص ٣٥١).
👍
❤️
7