ا📌 عن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال : بينما نحن حول رسولِ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - ، إذ ذكر الفِتنةَ ، فقال : (( إذا رأيتم النَّاسَ قد مرَجت عهودُهم ، وخفَّت أماناتُهم وكانوا هكذا )) ، وشبَّك بين أصابعِه - ، قال : فقُمتُ إليه فقلتُ : كيف أفعلُ عند ذلك ! جعلني اللهُ فداك ؟ . قال : (( الزَمْ بيتَك ، واملِكْ عليك لسانَك ، وخُذْ بما تعرِفُ ودَعْ ما تُنكِرُ ، وعليك بأمرِ خاصَّةِ نفسِك ، ودَعْ عنك أمرَ العامَّةِ )) . رواه أبو داود واللفظ له، والنسائي في السنن الكبرى ، وأحمد في المسند ، وهو صحيح . . فما أحوجنا في زمن اختلطت فيه الأمور إلى العمل بالوصية النبوية. ( الزم بيتك ) ، فابتعد عن كل موطن هرج ومرج وطيش العقول وتسرع الناس ، فاخل بنفسك وحاسبها وتفقد علاقتها بربها . ( وأملك عليك لسانك ) ، فهو مورد المهالك ، ومولج صاحبه في أردأ المسالك ، فلا تخض في شؤون أنت لا تعلم خفاياها ، فتسب هذا وتطعن في ذاك ، وتذم قرية أو قبيلة أو منطقة أو مدينة بأكملها بفعل سفهاء منها ، أو نحو ذلك . وملك اللسان يبعدك عن التعرض لغيظ الناس وغضبهم منك ، فعند اختلاط الأمور قد يزل اللسان ويقول ما يوجب العداوات أو الظلم للغير . ( وخذ بما تعرف ودع ما تنكر ) ، واثبت على الحق الذي تعلمته وتيقنته ، ولا يقودك الإعلام المضلل وصفحات الفيسبوك والقنوات الفضائية ونحوها ، فالقلوب ضعيفة والشبه خطافة . ( وعليك بخاصة نفسك ) إذا لم تجد آذانا صاغية وقلوبا للنصيحة واعية ، فلو عدمت السامع المستجيب ، فلا حرج عليك في ترك النصيحة والالتفات لنفسك وتهذيبها وحفظها . ( ودع أمر العامة ) ولا تستشرف الفتن ، ولا تتبعها ، واترك الاستخبار ، وخاصة مع انتشار الإشاعات ، وعمل الأعداء الدؤوب على خفض معنويات الناس وتيئيسهم ، وإشغالهم بما لا يحسنون الاشتغال به . فاللهم جنبنا الفتن والضلال والتحول عن الصواب ، والطف بنا وببلادنا وسائر بلاد المسلمين . ا✍️ نبيل بن سليمان التومي ا📆 21 ذو القعدة 1446 ھِ الإثنين 2025/05/19 م https://www.facebook.com/share/p/16MwgSCCJR/