
محمد بن علي بن فضل الكعبي
June 1, 2025 at 12:57 PM
*التحذير من السكوت عن المنكرات والرضا بها ⛔️✋🏼*
* قد لُعِنت بنو إسرائيل بسبب سكوتهم عن أصحاب المعاصي؛ قال تعالى عنهم: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)
* في الصحيحين عن أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها أنَّ النبيَّ ﷺ استيقظَ يومًا من نومه فزِعًا وهو يقول: *«لا إله إلا الله، ويلٌ للعرب من شرٍّ قد اقترب، فُتحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا (وحلَّق بين أصبعيه السبابة والإبهام)»* فقالت له زينب رضي الله عنها: "يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟" قال: *«نعم؛ إذا كَثُرَ الخَبَث»*
* وروى أبو داود (4338)، والترمذي (2168)، وصححه الألباني، عن أبي بكرٍ الصديقِ رضي الله عنه أنه خطب على منبرِ رسولِ اللهِ ﷺ فقال: «أيُّها الناسُ إنكم تقرءون هذه الآيةَ وتضعونها في غيرِ موضعِها، {يا أيُّها الذين آمنوا عليكم أنفُسكم لا يضرُّكم من ضلَّ إذا اهتديم} وإني سمعتُ رسولَ اللهِ ﷺ يقولُ : *«إنَّ الناسَ إذا رأوا المنكرَ فلم يغيروه أوشك أن يعمَّهم اللهُ بعقابٍ منه»*
* وروى الترمذي (2259)، وصححه الألباني، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: "خرج إلينا رسولُ اللهِ ﷺ ونحن تسعةُ خمسةٍ وأربعةُ أحدِ العددَين من العرب والآخر من العجمِ" فقال ﷺ: *«اسمعوا هل سمعتُم أنه سيكون بعدي أمراءُ فمن دخل عليهم فصدَّقهم بكذبِهم وأعانهم على ظُلمهم فليس مني ولستُ منه وليس بواردٍ عليَّ الحوضَ ومن لم يدخلْ عليهم ولم يعنْهم على ظلمِهم ولم يصدِّقْهم بكذبهم فهو مني وأنا منه، وهو واردٌ عليَّ الحوضَ»*
* وروى الترمذي (2191) مطولاً، وابن ماجه (4007) باختلاف يسير، وأحمد (11793) واللفظ له، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (1/324)، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّه سمع رسولَ الله ﷺ يقول: *«لا يمنعنَّ رجلًا هيبةُ الناسِ أن يقولَ بحقٍّ إذا رآه أو شهِدَه فإنه لا يقرِّبُ من أجلٍ ولا يباعِدُ من رزقٍ أو يقولَ بحقٍّ أو يُذكِّرَ بعظيمٍ»*
* قال أبو سعيد الخُدري رضي الله عنه: *«فحمَلني على ذلك أني ركبتُ إلى معاويةَ فملأتُ أُذُنَيه ثم رجعتُ»*
* *وفي هذا الحديث فائدتان مهمَّتان:*
* *أولُّها: فضيلة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حيث أنَّه تقبل إنكار أبي سعيد رضي الله عنه عليه بصدر رحب ولم يعاقبه بذلك*
* *ثانيها: أنّّه تقرر عند أصحاب النبي ﷺ أنَّ الإنكار على ولاة الأمور يكون أمامهم فتأمَّل ذهاب أبي سعيد من المدينة إلى الشام دار الخلافة ورجوعه مسيرة شهرٍ كلَّها من أجل الإنكار على أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه أمامه من وقوع المنكرات، وهذا ممَّا يدلُّ على حرمة الطعن في ولاة الأمور من ورائهم بحجة إنكار المنكر*
* قال الإمام عبد العزيز بن باز (ت1420هـ) رحمه الله: *"وقد يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرضَ عينٍ، وذلك في حق من يرى المنكر، وليس هناك من ينكره وهو قادر على إنكاره؛ فإنه يتعين عليه إنكاره، لقيام الأدلة الكثيرة على ذلك، ومن أصرحها قول النبي ﷺ: (مَن رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) أخرجه مسلم في صحيحه"* انتهى
[ «مجموع فتاوى الشيخ ابن باز» (3/212) ]