
محمد بن علي بن فضل الكعبي
June 2, 2025 at 01:57 PM
*سُنِّيَّة الركعتين بعد صلاة العصر*
* في الصحيحين عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: *«ما ترك النَّبِيُّ ﷺ السجدتين بعد العصر عندي قطّ»*
* وروى أبو داود (1274)، والنسائي في "السُّنن الكبرى" (1564)، والإمام أحمد (1076)، وابن خزيمة (1286)، وجوَّده ابن المنذر في "الأوسط" (3/88)، وصححه العراقي في "طرح التثريب في شرح التقريب" (2/183)، والألباني في "السلسلة الصحيحة" (200)، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: *«لا تصلُّوا بعد العصر إلَّا والشمس مرتفعة»*
* وبوَّب أبو داود في سُننه بقوله: *"باب من رخَّص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعة"*
* وروى أحمد (23170)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (2549)، عن رجل من الصحابة رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ صلَّى العصرَ فقامَ رجلٌ يُصَلِّي فرآهُ عمرُ فقالَ لَهُ: *"اجلِسْ فإنَّما هَلَكَ أهلُ الكتابِ أنَّهُ لم يكن لصلاتِهِم فصْلٌ" فقال رسولُ اللهِ ﷺ: «أحسنَ ابنُ الخطابِ»*
* قال الإمام الألباني (ت1420هـ) رحمه الله: *"وفي الحديث فائدةٌ أخرى هامة وهي جواز الصلاة بعد العصر؛ لأنَّه لو كان غير جائز لأنكر ذلك على الرجل أيضا كما هو ظاهر"*
[ «السلسلة الصحيحة» (5/105) ]
* وروى ابن أبي شيبة في "المُصنَّف" (7547)، وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" رقم (3174)، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه أنَّه كان يصلِّي بعد العصر ركعتين فقال له فقال: "لو لم أصل لهما إلَّا إني رأيتُ مسروقًا يصليهما لكان ثقة" ولكنِّي سألتُ عائشة فقالت: *«كان رسولُ الله ﷺ لا يدعُ ركعتين قبل الفجر وركعتين بعد العصر»*
* وقال ابن المُنذِر (ت319هـ) رحمه الله: «قد ثبتت الأخبار عن رسول الله ﷺ بنهيه عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وعن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، فكان الذي يوجبه ظاهر هذِه الأحاديث عن النبي ﷺ الوقوف عن جميع الصلوات بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، فدلت الأخبار الثابتة عن النبي ﷺ على أن النهي إنما وقع في ذلك على وقت طلوع الشمس ووقت غروبها، *فمَّما دلَّ على ذلك حديث علي بن أبي طالب، وابن عمر، وعائشة رضي الله عنها، وهي أحاديث ثابتة بأسانيد جياد، لا مطعن لأحد من أهل العلم فيها»*
[ «الأوسط في السنن والاختلاف والإجماع» (3/88) ]
* وقال الحافظ ابن رجب (ت795هـ) رحمه الله: *«ومِمَّن رخَّص في الصلاة بعد العصر والشمس مرتفعة: علي بن أبي طالب، والزبير، وتميم الداري، وأبو أيوب، وأبو موسى، وزيد بن خالد الجهني، وابن الزبير، والنعمان بن بشير، وأم سلمة – رضي الله عنهم، ومن التابعين: الأسود، ومسروق، وشريح، وعمرو بن ميمون، وعبد الرحمن بن الأسود، وعبيدة، والأحنف بن قيس، وطاوس، وحكاه ابن عبد البر، عن عطاء، وابن جريج، وعمرو بن دينار»*
[ «فتح الباري» (5/48) ]
* ونقل رحمه الله روايةً عن الإمام أحمد في عدم إنكارها، قال إسماعيل بن سعيد: سألتُ أحمدَ: "هل ترى بأسًا أن يصلي الرجل التطوع بعد العصر والشمس بيضاء مرتفعة قال: *«لا نفعله، ولا نعيب فاعله»* قال ابن رجب رحمه الله: "وبه قال أبو حنيفة"
[ «فتح الباري» (5/49) ]
* وقد فصَّل ابن حزم (ت456هـ) رحمه الله في المسألة وجمع بين النصوص قائلًا: *"وكل هذا لا حجة لهم في شيء، أمَّا حديث ذكوان عن عائشة؛ فليس فيه نهي عنهما، وإنما فيه نهي عنها يعني عن الصلاة بعد العصر جملةً، وهذا صحيح، وإذ ذلك كذلك فالواجب استعمال فعله ونهيه؛ فننهى عن الصلاة بعد العصر، ونصلي ما صلَّى عليه السلام، ونخصُّ الأقل من الأكثر، ونستعملهما جميعا، ولا نخاف واحدًا منهما"*
[ «المحلى» (2/33) ]
* *فائدة: سبب ضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناسَ على الركعتين بعد العصر*
* قال الحافظ ابن حجر (ت852هـ) رحمه الله: *"كان رضي الله عنه يرى أن النهي عن الصلاة بعد العصر إنما هو خشية إيقاع الصلاة عند غروب الشمس، وهذا يوافق قول ابن عمر الماضي وما نقلناه عن ابن المنذر وغيره، وقد روى يحيى بن بكير، عن الليث، عن أبي الأسود، عن عروة، عن تميم الداري نحو رواية زيد بن خالد وجواب عمر له وفيه: "ولكني أخاف أن يأتي بعدكم قوم يصلون ما بين العصر إلى المغرب حتى يمروا بالساعة التي نهى رسول الله ﷺ أن يصلى فيها"، وهذا أيضا يدلُّ لما قلناه، والله أعلم"*
[ «فتح الباري» (2/65) ]
* *فائدة: دعوى أنَّ من خصوصية النبي ﷺ هاتين الركعتين بعد العصر؛ لأنَّه كان ﷺ إذا عملَ عملًا أثبته، يُجاب عنها بقول عائشة أمِّ المؤمنين رضي الله عنها: "وكان آلُ محمد ﷺ إذا عمِلوا عملًا أثبتُوه"* [ رواه مسلم (782) (2/188) ]
* *وثبت عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّها كانت تصلِّي الركعتين بعد العصر*
* وقال الإمام الألباني (ت1420هـ) رحمه الله: *"وهنا ينبغي أن نذكر أهل السنة الحريصين على إحياء السُّنن وإماتة البدع أن يصلُّوا هاتين الركعتين كلما صلوا العصر في وقتها المشروع، لقوله ﷺ: "من سنَّ في الإسلام سُنةً حسنة" وبالله التوفيق"*
[ «السلسلة الصحيحة» (6/1014) ]
*اللهم وفِّقنا لإحياء سُنَّة النبي ﷺ وإماتة البدع*
❤️
1