*الدعاء يوم عرفة* * في «صحيح مسلم» (1348)، عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنَّ رسول الله ﷺ قال: *«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار، من يوم عرفة، وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟»* * قال الخطيب التبريزي (ت741هـ) رحمه الله: *"قوله: (ما أراد هؤلاء؟) أي: أي شيءٍ أراد هؤلاء؟ حيث تركوا أهلهم وأوطانهم، وصرفوا أموالهم، وأتعبوا أبدانهم، أي: ما أرادوا إلَّا المغفرة، والرضا، والقُرب، واللِّقاء، وما أراد هؤلاء فهو حاصلٌ لهم، ودرجاتهم على قدر مراداتهم ونياتهم"* [ "مرقاة المفاتيح" (5/510) ] * وروى الترمذي (3585)، وحسَّنه الألباني عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ النبي ﷺ قال: *«خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أَنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، لَهُ الملكُ ولَهُ الحمدُ وَهوَ على كلِّ شَيءٍ قديرٌ»* * وفي حديث جابر في صفة حجَّة النبي ﷺ أنَّه صلى الظهر والعصر جمع تقديم *ثم وقَفَ في عَرفةَ يدعو الله حتَّى غرَبتِ الشَّمسُ* * وروى عبد الله بن أحمد في «زوائده على الزهد» (2211)، عن عطاء بن أبي رباح قال: *«إنِ استطعتَ أن تخلوَ بنفسك عشيَّة عرفة فافعل»* * قال الإمام ابن رجب (ت795هـ) رحمه الله: *"ويوم عرفة هو يوم العتق من النار، فيعتقُ اللهُ من النار من وقف بعرفة ومن لم يقف بها من أهل الأمصار، من المسلمين، فلذلك صار اليوم الذي يليه عيدًا لجميع المسلمين في جميع أمصارهم، من شهد الموسم منهم ومن لم يشهده؛ لاشتراكهم في العتق والمغفرة يوم عرفة، وإنما لم يشترك المسلمون كلهم في الحج كل عام: رحمةً من الله وتخفيفًا على عباده، فإنه جعل الحج فريضة العمر، لا فريضة كل عام، وإنما هو في كل عام فرض كفاية، بخلاف الصيام، فإنه فريضة كل عام على كل مسلم، فإذا كمل يوم عرفة وأعتق الله عباده المؤمنين من النار، اشترك المسلمون كلهم في العيد عقب ذلك، وشُرعَ للجميع التقربُ إليه بالنسك، وهو إراقةُ دماء القرابين"* [ «لطائف المعارف» (صـ276) ] *اللهم اغفر لنا وارحمنا وتقبَّل دعوات حُجاج بيتك الحرام في هذا الموقف العظيم واعتقنا وإياهم من النار* *وخيرُ الهدي هديُ محمد ﷺ*