محمد بن علي بن فضل الكعبي
محمد بن علي بن فضل الكعبي
June 11, 2025 at 12:02 PM
*الشمس مُتحرِّكة وتدورُ على الأرض* * دلَّت النصوص من القرآن والسُّنَّة على إثبات الجري والدوران للشمس * *قال الله تعالى: {والشمسُ تجرِي لمستقرٍّ لها}* * وقال تعالى: *{وسخَّر الشمس والقمر كلٌّ يجري لِأجل مسمَّى}* * وقال تعالى: *{وترى الشمس إذا طلعت تزاورُ عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}* * وقال تعالى: *{وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كلٌّ في فلكٍ يسبحون}* * قال الإمام الطبري (ت310هـ) رحمه الله: *«وكلّ ما ذكرنا من الشمس والقمر والليل والنهار في فلك يَجْرُون، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل»* [ «تفسير الطبري» (19/440) ] * في الصحيحين عن أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي ﷺ في المسجد عند غروب الشمس"، فقال: «يا أبا ذرّ أتدري أين تغربُ الشمس؟» قلتُ: "الله ورسوله أعلم"، قال: *«فإنَّها تذهبُ حتى تسجدَ تحت العرش، فذلك قوله تعالى: {والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم}* * قال بدر الدين العيني (ت855هـ) رحمه الله: *«قلت: لَا يُنكر أَن يكون لَهَا اسْتِقْرَار تَحت الْعَرْش من حَيْثُ لَا ندركه وَلَا نشاهده، وَإِنَّمَا أخبر عَن غيب فَلَا نكذبه وَلَا نكيفه إِن علمنَا لَا يُحِيط بِهِ»* [ «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» (15/120) ] * قال الشيخ حُمود التويجري (ت1413هـ) رحمه الله: *«الأرض هي المركز الثابت وإن الشمس والقمر وسائر الكواكب تدور على الأرض. وأهل الهيئة القديمة يقولون بهذا القول وهو الحق الذي تدل عليه الآيات والأحاديث الصحيحة وأقوال المفسرين من الصحابة والتابعين وأئمة العلم والهدى من بعدهم»* [ «الصواعق الشديدة على اتباع الهيئة الجديدة» (صـ8) ] * وقال الإمام ابن باز (ت1420هـ) رحمه الله: *«فهذه الآيات الكريمات دلائلٌ قاطِعة، وبراهين ساطعة على أنَّ الشمس جاريةٌ لا ثابتة، وأنَّ الأرض قارةٌ ساكنة»* [ «الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب وعلى جرَيان الشمس وسكون الأرض»، ط2، (صـ22) ] * وقال الإمام ابن عثيمين (ت1420هـ) رحمه الله: "وفي قوله تعالى: (إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ) (وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم): *دليلٌ على أنَّ الشمس هي التي تتحرك، وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب* * *خلافًا لما يقوله الناس اليوم، من أنَّ الذي يدورُ هو الأرض، وأمَّا الشمس فهي ثابتة* * فنحن لدينا شيءٌ من كلام الله، الواجب علينا أن نجريَه على ظاهره، وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلاَّ بدليل بَيِّن * فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع: أنَّ اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض، فحينئذ يجب أن نؤول الآيات، إلى المعنى المطابق للواقع، فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين * أما قبل أن يتبيَّن لنا بالدليل القاطع، أنَّ الشمس ثابتة، والأرض هي التي تدور، وبدورانها يختلف الليل والنهار؛ فإننا لا نقبل هذا أبداً، علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار، لأنَّ الله أضاف الأفعال إليها، والنبي ﷺ حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: "أتدري أين تذهب؟ "؛ فأسند الذَّهاب إليها * ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه، ولا نقبل حدْساً ولا ظناً، ولكن لو تيقنَّا يقينًا أنَّ الشمس ثابتة في مكانها، وأنَّ الأرض تدور حولها، ويكون الليل والنهار، فحينئذ تأويل الآيات واجب، حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به" انتهى [ "تفسير سورة الكهف" (32-33) ]

Comments