
القناة الرسمية للشيخ فيصل الحاشدي واتساب
May 13, 2025 at 12:04 PM
*خَوَاطِرُ السُّوءِ*
القَلْبُ إِذَا خَلَا مِنَ الذِّكْرِ، وَتَعَطَّلَتْ جَوَارِحُهُ عَنِ العِفَّةِ، تَسَلَّلَتْ إِلَيْهِ خَوَاطِرُ السُّوءِ كَالدُّخَانِ فِي الجُحْرِ، لَا تُرَىٰ مِنْ بَدَايَتِهَا، وَلٰكِنَّهَا تُعَكِّرُ أَجْوَاءَهُ، وَتُفْسِدُ صَفْوَهُ.
وَالإِنْسَانُ لَا يَخْلُو – طَبْعًا – مِنْ طُرُوقِ تِلْكَ الخَوَاطِرِ، وَلَكِنَّهُ لَا يَسْلَمُ مِنْ أَثَرِهَا إِلَّا إِذَا قَطَعَ أَسْبَابَهَا وَأَغْلَقَ أَبْوَابَهَا.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ خَوَاطِرِ السُّوءِ:
التَّحَدُّثُ مَعَ الأَجْنَبِيَّةِ، أَوِ التَّرَاسُلُ مَعَهَا، أَوِ النَّظَرُ إِلَيْهَا، فَإِنَّ النَّفْسَ ضَعِيفَةٌ، وَالقَلْبَ يَتَأَثَّرُ، وَالخَاطِرَ يَنْشَأُ عَنْ نَظْرَةٍ أَوْ كَلِمَةٍ، ثُمَّ يَسْرِي فِي العُرُوقِ كَالسُّمِّ النَّاقِعِ.
وَلَا تَسْلَمُ الأَجْنَبِيَّةُ نَفْسُهَا مِنْ تِلْكَ الخَوَاطِرِ، بَلْ كِلَا القَلْبَيْنِ يَنْقَلِبَانِ عِنْدَ مَوَاطِنِ الفِتْنَةِ، لِذٰلِكَ جَاءَ التَّأْدِيبُ الرَّبَّانِيُّ فِي قَوْلِهِ تَعَالَىٰ:
﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: ٥٣].
فَشَهِدَ اللهُ – وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا خَلَقَ – أَنَّ البُعْدَ أَطْهَرُ، وَأَنَّ الحِجَابَ سِتْرٌ لِلْعَيْنِ وَحِمًى لِلقَلْبِ.
وَلَقَدْ خَاطَبَ بِهَذِهِ الآيَةِ خَيْرَ النَّاسِ بَعْدَ الأَنْبِيَاءِ، مِنَ الصَّحَابَةِ وَالصَّحَابِيَّاتِ، فَكَيْفَ بِنَا وَقُلُوبُنَا أَضْعَفُ، وَتَقْوَانَا أَقَلُّ، وَفِتَنُنَا أَكْثَرُ؟!
فَاحْذَرِ المَدَاخِلَ الصَّغِيرَةَ، فَإِنَّ الخَاطِرَ جَمْرَةٌ، وَالعِفَّةَ مَاءُهَا.
*فيصل الحاشدي*
👍
❤️
4